ليلة شتائية |
يا هذا الليل المجنون بحب الموت |
يا هذا القلب المخنوق الصوت |
هذي الليلة يبتدئ الحزن شراعاً |
والنجمة تبحر تغطس في الآفاق |
وأنا في مقبرة الأحياء الأموات |
أركض ملتحفاً بضباب شتوي آسن |
مخترقاً غاب العمر المتكوِّمِ فوق |
سرير يعلوه الثلج |
أنادي في الغربة |
من كانوا قنديلاً يطرد من حولي الليل |
|
هذي الليلة كان الشوق عظيماً كالأمواج |
هذي الليلة أستجدي العطف كشحاذ محتاج |
روحي جسدي أعضائي تصرخ فيكم |
أهْلي إن كان الليل شتائياً |
والغيم الأسود يغلق كل الطرقات |
فتعالوا أطيافاً.. أصواتاً تبعد عني شبح الموت |
|
أبتي لا تعلم كم قاسيت |
وارتجفت قدماي |
غادرني صوتي يلعنني |
أخرجْت الدفتر كي تبكي الكلمات |
أرحل في العدم المجهول وحيداً |
دون صديق أو أب |
وسعال الموتى الأحياء |
يحاصرني.. يقطع درب الصحراء |
أبتي أرسل صوتك فوق الريح |
أو فوق جناح الطين المكسور |
فأنا هذي الليلة كنت صغيراً |
أرعبني شبح الموت. |
|
هذا الليل طويل أسود |
وعقارب تلك الساعة تمشي |
كصغير لم يتقن لغة الأقدام |
لم أعرف خوفاً يترصدني |
كمخاوف قلبي الليلة أبداً |
جدي ساعتها كان يردد أبيات الشعر |
يعدد في الأنساب |
وفوق الجسد المتهالك أكوام غطاء |
ساعتها خرجتْ روحي تبحث عنك |
تاركة جسدي يتخبط بين الجدران |
كم يحمل جسدي من آلام |
وفي خارطة الروح المخزونة آلام أخرى |
أبتي أنقِذْني, لا شيء هنا.. غير الصمت... |
غير النوم أو الموت |
أبتي اغفِرْ لصغيرك هذا الجبن |
أبتي إن لم تنجدني هذي الليلة |
سوف أجن |
سوف أجن |