ياسر عيسى الياسري
  • ياسر عيسى حسن الياسري (العراق).
  • ولد عام 1967 في واسط.
  • أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في بغداد, وتخرج في كلية الفنون الجميلة - فرع الإخراج التلفزيوني.
  • عين معيداً في كلية الفنون الجميلة, كما عمل محرراً في القسم الثقافي لجريدة القادسية, وفي صفحة (سينما), وعمل كذلك مساعد مخرج ثم مخرجاً مساعداً, وينصب معظم عمله على التدريس والصحافة.
  • كتب الشعر مبكراً.
  • نشر معظم شعره في مجلات الآداب (البيروتية), واليوم السابع, والثقافة الجديدة (البغدادية), وجريدة القادسية.
  • عنوانه: باب المعظم ص.ب 14112 - بغداد - العراق.


ليلة شتائية

يا هذا الليل المجنون بحب الموت

يا هذا القلب المخنوق الصوت

هذي الليلة يبتدئ الحزن شراعاً

والنجمة تبحر تغطس في الآفاق

وأنا في مقبرة الأحياء الأموات

أركض ملتحفاً بضباب شتوي آسن

مخترقاً غاب العمر المتكوِّمِ فوق

سرير يعلوه الثلج

أنادي في الغربة

من كانوا قنديلاً يطرد من حولي الليل

هذي الليلة كان الشوق عظيماً كالأمواج

هذي الليلة أستجدي العطف كشحاذ محتاج

روحي جسدي أعضائي تصرخ فيكم

أهْلي إن كان الليل شتائياً

والغيم الأسود يغلق كل الطرقات

فتعالوا أطيافاً.. أصواتاً تبعد عني شبح الموت

أبتي لا تعلم كم قاسيت

وارتجفت قدماي

غادرني صوتي يلعنني

أخرجْت الدفتر كي تبكي الكلمات

أرحل في العدم المجهول وحيداً

دون صديق أو أب

وسعال الموتى الأحياء

يحاصرني.. يقطع درب الصحراء

أبتي أرسل صوتك فوق الريح

أو فوق جناح الطين المكسور

فأنا هذي الليلة كنت صغيراً

أرعبني شبح الموت.

هذا الليل طويل أسود

وعقارب تلك الساعة تمشي

كصغير لم يتقن لغة الأقدام

لم أعرف خوفاً يترصدني

كمخاوف قلبي الليلة أبداً

جدي ساعتها كان يردد أبيات الشعر

يعدد في الأنساب

وفوق الجسد المتهالك أكوام غطاء

ساعتها خرجتْ روحي تبحث عنك

تاركة جسدي يتخبط بين الجدران

كم يحمل جسدي من آلام

وفي خارطة الروح المخزونة آلام أخرى

أبتي أنقِذْني, لا شيء هنا.. غير الصمت...

غير النوم أو الموت

أبتي اغفِرْ لصغيرك هذا الجبن

أبتي إن لم تنجدني هذي الليلة

سوف أجن

سوف أجن

من قصيدة: إلى كــازانتزاكــي
(1)

في غَبَش الصبح

تتراءى من جبل العذراء

قطعان الأغنام البشرية تثغو.. تتصارع .. تأكل

حد التخمة

(مانولي) راعي الأغنام

يتلقى الضربات

يترك عشقه..

يترك كل النزوات

منعزلاً يبكي كالرضّع كالأيتام

(2)

وتنام النجمة فوق جبينه

ثم تولِّي هاربة من هذا الوجه المتورم

تركض نحو القرية تبكي

وعواء الذئب الجائع يرعب قطعان الأغنام

وتمر الليلة تلو الليلة والوجه المتورِّمُ

ينزف أنهاراً من

قيح.. منكباً يقرأ في الإنجيل

يذكر أن الرب العالم يرقبه من علياء سمائه

يتحسس في ظلمة جدران الغرفة وجهاً تفزعه الأورام

ستطهرني تلك الأورام

من أخطائي من كل الآثام

(3)

جياعاً جئناكم نحمل آلام الأرض

نستجدي أرضاً صالحة تمنحنا الرحمة

نحن النسل الخالد لن نفنى أبداً

يتسلل ليل الغربة نحو القلب

نُطرَدُ نحو الجبل المقفر

(فوتيس) يحمل آلام الشعب المتشرد

في الأصقاع النائية الجرداء

شيخ آخر يحمل فوق الظهر البالي

وجع الأجداد

أطفال وشيوخ ونساء

في كهف الجبل الأجرد... ناموا أياماً

قاسوا الجوع وبرد الصخر وموت النجمات

كان مسيح الرحمة يستجدي الصدقات

عاري القدمين.. يدق الأبواب

يبحث عن أحباب



ياسر عيسى الياسري       
ياسر عيسى حسن الياسري ياسر عيسى الياسري العراق 1967 ذكر ليلة شتائية , من قصيدة: إلى كازانتزاكي ,