وهيب حسين رابعة
  • وهيب حسين رابعة (الأردن).
  • ولد عام 1938 في عين كارم - القدس.
  • هاجر - مع أسرته - إلى الأردن عقب حرب 1948 وبعد أن أنهى دراسة الثانوية في عمان التحق بكلية الزراعة في جامعة أنقرة, وتخرج فيها مهندسا زراعيا بدرجة ماجستير في الاقتصاد الزراعي1970.
  • عمل في وزارة الزراعة الأردنية باحثاً في الاقتصاد الزراعي, ثم رئيساً لقسم الزراعة في دائرة الشؤون الفلسطينية في وزارة الخارجية.
  • كانت بدايته مع الشعر وهو في المرحلة الثانوية, ونظم أثناء الدراسة الكثير من قصائده التي نشر بعضها في الصحف والمجلات, وبث بعضها من الإذاعات.
  • شارك في الكثير من المؤتمرات العلمية.
  • ممن كتبوا عنه: محمد المشايخ في كتابه: الأدب والأدباء والكتاب المعاصرون في الأردن.
  • عنوانه: دائرة الشؤون الفلسطينية - وزارة الخارجية - عمان, ص.ب 2469. .


غـــــــــــــربــــــة

عَلَّقْتُ السيف على الحائط

ونضوت الدرع, رميت الترس المتعب

وبدأت أفتش في أعماق الغيب

فحملت همومي في الأضلاع

ورحلت إلى تلك الأصقاع

فوصلت إلى شط الغربه

لأحاول أن أنسى الغربه

فيجيء الليل ليرميني

في دنيا الليل

تتلاشى في نظري الظامي

ألوان الطيف

فأغني للعبث الدامي

موال الخوف

وأظل أكرر أيامي, عبثاً ودمار

تتعطل في زمني الأزمان

تتحول في صدري اللاهث, خمراً ودخان

نظرات الحقد تلاحقني

جملاً موبوءًا أجرب

هجر الصحراء

فأعود إلى حاني ألهو

لتعمد بالنشوى حزني, خمر الأحزان

وأخيراً ... يا وطني الممتد بداخل داخل أعماقي

أدركْتُ تفاهة أفكاري

فوأدت هزائميَ المرَّه

وجمعت حقائب أسفاري

وركبت الظل العائد للأوطان

فنظرت إلى الأفق الغارق

في بحر الصمت

تتزاحم في قلبي اللهفه

ويزيد الشوق

الزمن الأعمى

قمرٌ يتدلى من ثقب العتمه

يُصمي سيف النور بصدر الظلمه

ليعيد لسقف الأرض النورَ الآفل

يا هذا النور الطالع في زمن الطغيان

فلتبصق في وجه الدنيا

ولْتعلن يا هذا العصيان

لا تأبه للجثث الشوهاء

ورُغاء العبد الآبق في الصحراء

إن الجثة لم تعرف غير الأكفانْ

يطويها الموت

وتحوم عليها آلاف الغربانْ

زمن أبله

زمن يجهل أن السيل الجارف يبدأ قطره

زمن يجهل أن الخط الفاصل

بين الصمت وبين الثوره

شَـعْـرَهْ

زمن لم يقرأ دورات الزمنِ

أو تاريخ العشق لأرض الوطنِ

هذا الزمن الأعمى

يَتَحدَّى الشجر الواقف

عملاقاً في باب المنفى

لا يدري

أن الخط الفاصل

بين الصمت وبين الثوره

شعره

زمن لا يسمو فيه العدلْ

يتأرجح يسقط حين يكونْ

وجهُ العالم

أقوى من حد النّصل

هل يدرك هذا المجنون القاتل?

أن الحـدَّ الفاصل

بين الصمت وبين الثوره

شعره

من قصيدة: ميــســـــــــون

عبث وأغنية وعزف من وَتَرْ

وزجاجة سكرى وشيء من خدرْ

وقصيدة تُتلى وبعض من هراء المنتشين

ومساحة من أرض قحطان الحزين

قحطان يسقط ههنا

ما عاد يرفع في فضاء الأرض هامه

إذ مزَّقَـتْـهُ الريح من زمن بعيد

قحطان يذبح ههنا حتى الوريد

فتموت ليلى تحت زخّات الرصاص

ونظل ننتظر الخلاص ولا خلاص

فنعود نتهم القدر

شبقٌ وهلوسةٌ وشيءٌ من بخور

وخمور تسكب في حضور اللا شعور

فتموت ما بين الجدار وذا الجدار

كل النواميس التي خلق الإله

من أجل ريتا إذ تطيب لنا الحياة

من أجل عينيها نصيد لها المحار

ونجوب شطآن البحار

رجل وهمهمة وشيء من ألق

وبقية من امرأة

وبقية من نار

وفحولة تلقي حمولتها على جسد ممزق

إذ يسقط المجد العظيم

وطناً مباح

فيؤول إرثاً للرياح

بالرغم من عَفَن السنين

بالرغم من وَهَن الرجولة في ضمير الساقطين

ميسون ما صبئت كجمع الصابئين

تكبو وتنهض خلف قضبان المحن

لتمزق العهر الذي سكن الوطن

ميسون ما زالت على شفة النغم

تزهو وتسبق عمرها رغم الألم



وهيب حسين رابعة       
وهيب حسين رابعة وهيب حسين رابعة الأردن 1938 ذكر غربة , الزمن الأعمى , من قصيدة: ميسون ,