وسيم الكردي
  • وسيم الكردي (فلسطين).
  • ولد عام 1960 في مدينة القدس.
  • حاصل على بكالوريوس الآداب في اللغة العربية من جامعة الخليل.
  • يعمل مدرساً في مدارس رام الله.
  • اعتقل عدة مرات في الانتفاضة.
  • دواوينه الشعرية : وازدان بحرك بالحناء 1988 ـ هنا أول البر 1991.
  • عنوانه : شارع جمال عبدالناصر ـ البيرة ـ رام الله.


فـي مـســــــــلـك الـقــــــــيـد

نحيلاً

على جمرةِ القيدِ ...

أبدو

ويبدو المساء عليلا

وتبدو الرمال بأنهار كفي

سرابا ثقيلا

تنام القوافل في ساعدي

وتصحو المنازل صحوا طويلا

أهذا هو الوقت يذرف فيه المكان

مصابيح قلبي

وقلبي يجاهد في الدفق

يسري

كماء بأنبوبة الريح

يهمي,

يطاول خدا فسيحا

وماء قريحا

أحبك من شرفة القيد

حيث تدلَّت إليك عصافير قلبي

وكانت تُعلَّقُ فوق حبال الرياح

وتحت قباب السماء

وكنت أهييء بعض الصواري

على حفنة الرمل

أمنح وجه الفنار البعيد ظلال المساء

وكنت أسافر في الخشخشات

وتحت عصيّ الجنود

وبين عواء البنادق

وكنت أعلق وجهي على ساعديكِ

وأفرش نفسي على راحتيك

وأنشق عمري

ولما يُغلف بروح يديك صهيل الهواء

ويقفز قلبي على راحتيَّ

يوزِّعُ دمعاً

ويركض في الرمل يوماً فيوما

ويطوي المفاوز,

يطوي الفضاء

ويلحق نجما

هناك على الأفق تكسِـرُ لون القِسيِّ سحابه

وتدخل غابة

أماليدها الرمل

مشغوفة باشتباك الغصون

تظلل روحي

وينعقد الرمل في حاجبيَّ

على مسقط البرد

كان الغناء تواشيح ليل

تُدثِّرُ كل المساء

وكان المساء العليل قصيراً

وكان المساء الكليل

مصاريعَ نخر

تُـفَـتّـحُ عند هبوط الصقيع جلوداً وعظما

مرورا إلى مسلك اللوز كنا نتوق

وكنا نعلق فوق الحدائق

لوزًا تَشكَّـلَ بين الأصابع

لما تحوصل فيها النوار

فَلُمّت عناقا أصابعُ صيفٍ

فصار البياض اخضرارا

وصرنا الخيارا

من قصيدة: لا تـعـتـرف بالـعـمر (إلى سميح القاسم)

خمسون عاماً

ينسكبن على مدادك

خمسون عاماً

يسترحن على صحائفَ من سُهادك

خمسون قلباً غائرات في وهادك

خمسون أغنية يبحن بموجة

هَبَّتْ تداعب طفلةً

ألقت ضفائرها

موشاةً

ببرقوق القصائد في مهادِكْ

خمسون عاما

ينطلقن إلى أمامك

ويصرن ألف قصيدة وحكايةٍ..

ويصرن من دمع هتون

ويصرن من فرح السنين

شُرابة سكنت دماءك

هل تستبيح سؤالها?!

لا, لست تنصف حين تلهج بالسؤال

مخَيّراً

متحيِّراً

أو عارفًا كُـنْـه الجواب

وأنت تفتل للمدينة وردة.. وضفيرةً

حُبِكَتْ قصائدها بشريان الصلاةِ

وَجُدِّلتْ ألواحها بخيوط عشقٍ

ساجيات في كتابك

لا تعترف بالعمر

إن غطَّى البياض المفرقين

وصار يعبث في شبابك

هو شعرك الممتد

فضّضه الزمان

وصار يعطي العمر شيئاً من إهابك

وانثال مسكوباً.. بفضته إلى مسرى الذوائب

يُزهِقُ القمحي

ينتشل المدى الليلي

يسكن في رحابك

يحلو له

فض السواد

ولا يطيق الانتظار

مسربلاً بالوقت,

يجثو ناظرًا فرجاً

على أعتاب بابك!!!

لا تعترف بالعمر

إن ولّى زمانٌ.. عابقٌ بالشعر,

والعصفور

والحزن العتيقِ

وغرفة السجن الصغيره

والصبايا العابثات بشعرهن

وشجرة (البروة) الكبيره



وسيم الكردي       
وسيم الكردي وسيم الكردي فلسطين 1960 ازدان بحرك بالحناء 1988 , هنا أول البر 1991. ذكر في مسلك القيد , من قصيدة: لا تعترف بالعمر (إلى سميح القاسم) ,