وصفي صادق
  • الدكتور الصيدلي وصفي صادق مينا (مصر).
  • ولد عام 1940 في مركز بني مزار - محافظة المنيا.
  • حصل على شهادة الدراسة الثانوية 1960, ثم التحق بكلية الصيدلة - جامعة الإسكندرية وتخرج فيها بعد حصوله على البكالوريوس.
  • عمل في إحدى شركات الأدوية بالقاهرة, ثم انتقل للعمل بالإسكندرية حيث يعمل مدير إدارة.
  • عضو اتحاد كتاب مصر.
  • أظهر منذ صغره شغفاً بعلوم اللغة العربية وآدابها, وشجعه عمه الضرير على مواصلة القراءة, ثم اتجه إلى قراءة الأدب العالمي المترجم, واستحوذ كل من المنفلوطي وجبران خليل جبران على مساحة كبيرة من وجدانه.
  • بدأ بكتابة الشعر العمودي, ثم اتجه إلى شعر التفعيلة, وبدأ بنشر شعره في منتصف الستينيات في مجلة (الآداب) اللبنانية ثم والى النشر فيها وفي مجلات وصحف أخرى .
  • دواوينه الشعرية: المراهنة على جواد ميت 1979 - حق اللجوء الى الجنون 1980 - البكاء في أرض منزوعة الدموع 1987 - بكائيات عربية في المنفى 1991.
  • كتبت عن شعره مقالات نقدية في أخبار اليوم 1980 والرياض 1983, والجيل 1988, كما كتب عنه عبد الله سرور نقداً في كتابه: أثر النكسة في الشعر العربي 1991.
  • عنوانه: 53 شارع محمد فؤاد جلال - الإبراهيمية - الإسكندرية.


حديث شجي مع عنترة العبسي

المدخل : -

يا سيد القبائلْ!

السيف ضاع في دم القبائلْ

والغمد لا يقاتل..

ومن يُطعْ غمدك

قد عصاك

فالغمد محشوٌّ

بجُند الكلمات والجحافل

القرار : -

يا فارس الأسطوره

هذي يدي المبتوره

من خيمة الجراح تمتد لكا

من عطش الصحراء تمتد لكا

لكنكا..

رددْتَها بالنفي والبعاد!

ومهجتي إليك تهفو حرقة , تبكي الزمان العربي

تبكي على صدر عليّ

عصرتُ في عيونيَ الآفاق والآماد

نقلت بالحلم الجبال

غربلت حبات الرمال

(وكان حزني .. عدد الرمال

وكان شوقي طائراً أعمى,

وكانت الشِّباك..

في سعة الآفاق والآمال)

أبحث عن ظلك في الديار

عن سيفك البتار

يا سيدي الذي عليه اقترعوا!

واختصموا..!

واقتتلوا..!

فَلِمَ أخلفت معي الميعاد?

هل ترى جهلت ما الميعاد

إني انتظرتك السنين والقرون

حتى نمتْ على حواف قلبيَ القرون

وأحرقتْ مواسمي ريحُ السَّموم

واسودَّت المياه في الأنهار والينبوع

وأحرفي - جواهري -

تُلقى طعاماً لخنازير القطيع

أنا الذي عبدت في سود الليالي شمسك

أنا الذي لم أُخْفِ وجهي مرة عن وجهك

(ولقد ذكرتك والجراح عواصف

في موطني والذل يقطر من دمي

فوددت تقبيل القيود لأنها

لمعت كبارق ثغركَ المتبسم)

يا فارس الأسطوره

أشواقنا الحزينة المهجوره

جفت كأحشاء النخيل في الهجير

وساخت الجذور في الرمال

والثمار بالأحجار لا تلقى سوى مرارة الحقد .. وشوك المقت!

فأين أنت الآن .. أين أنت?

قد أبكم العارُ شفاهَ أمتي

وتوَّج العنكب هامتي

وعشش الروم بحبات دمي

فأين أنت الآن .. أين أنت?

جواديَ الوحيد..

نذرته لكا..

فرشتُ أهدابي له عشبا وليلكا..

وأعيني .. صحراء, لاتغيب عنها الشمس والنجوم

جوادي المهزوم..

هلا علمت..?!

في ليلة جاع .. وكنت - ويلتي - في

الليل دون حيله.

ألقمته عيني .. ونمت.

وعندما أصبحت

صرت أنا الأعور في القبيله!

فلم أخلفت معي الميعاد?

إني انتظرتك السنين والقرون

حتى نَمَتْ على جفون أعيني القرون!

الجـواب : -

هل غادر الفرسان صهوة الخيول?

أم أرهق الخيولَ .. أهوالُ الوصول?خزانةُ الماضي..,

كنوزٌ وشموسٌ دونها الأفول.

الكنز .. مدفون بأرضنا.

من صلب شمسنا..

الكنز في دمائنا..

لكن أيدينا خَلَتْ إلا من التصفيق!

نكنز بالكلام .. والمنى

.. كنوز أحلام الدنى!

وتلهث السنون والعصور.

ونحن مازلنا على رضاعة التاريخ!

نعتصر الضروع ..

ونشحذ الحِلابَ والصرَّ من اليربوع!

ونذرف الحسرة والدموع!

يا ذا الذي انتظرتهُ أسطورهْ

يا ذا الذي عشقته أسطوره

الآن مَنْ منا غدا..

على الورى أسطوره?!

يا فارس الأسطوره

من قصيدة: أوراق خضـــراء فـــي ثلاجة الموتى

نشيد الحزن : -

مازلت هنا الآن .. على جبل المر وتل النار أقف

عام حداد .. ودقيقة صمت دهريه..

أعقد في منديل القلب المثقوب

جرحي النازف

كي أذكر هذا الرقْم المصلوب على تقويم الحائط

والمنقوش على جدران البيت البيضاء..

بدماء ليال خمس سوداء..

(الخامس من يونيو)

يا تذكار الحزن..

يا عرس التأبين..!

جئت اليوم

تخرج أوراقي من ثلاجات الموتى

ملتصقاتٍ بالدم

تنبشها فوق موائد جرحي

كي تطعمني قيء طعام الأمس..!



وصفي صادق       
الدكتور الصيدلي وصفي صادق مينا وصفي صادق مصر 1940 لمراهنة على جواد ميت 1979 , حق اللجوء الى الجنون 1980 , البكاء في أرض منزوعة الدموع 1987 , بكائيات عربية في المنفى 1991. ذكر حديث شجي مع عنترة العبسي , من قصيدة: أوراق خضراء في ثلاجة الموتى ,