حديث شجي مع عنترة العبسي |
المدخل : - |
يا سيد القبائلْ! |
السيف ضاع في دم القبائلْ |
والغمد لا يقاتل.. |
ومن يُطعْ غمدك |
قد عصاك |
فالغمد محشوٌّ |
بجُند الكلمات والجحافل |
القرار : - |
يا فارس الأسطوره |
هذي يدي المبتوره |
من خيمة الجراح تمتد لكا |
من عطش الصحراء تمتد لكا |
لكنكا.. |
رددْتَها بالنفي والبعاد! |
ومهجتي إليك تهفو حرقة , تبكي الزمان العربي |
تبكي على صدر عليّ |
عصرتُ في عيونيَ الآفاق والآماد |
نقلت بالحلم الجبال |
غربلت حبات الرمال |
(وكان حزني .. عدد الرمال |
وكان شوقي طائراً أعمى, |
وكانت الشِّباك.. |
في سعة الآفاق والآمال) |
أبحث عن ظلك في الديار |
عن سيفك البتار |
يا سيدي الذي عليه اقترعوا! |
واختصموا..! |
واقتتلوا..! |
فَلِمَ أخلفت معي الميعاد? |
هل ترى جهلت ما الميعاد |
إني انتظرتك السنين والقرون |
حتى نمتْ على حواف قلبيَ القرون |
وأحرقتْ مواسمي ريحُ السَّموم |
واسودَّت المياه في الأنهار والينبوع |
وأحرفي - جواهري - |
تُلقى طعاماً لخنازير القطيع |
أنا الذي عبدت في سود الليالي شمسك |
أنا الذي لم أُخْفِ وجهي مرة عن وجهك |
(ولقد ذكرتك والجراح عواصف |
في موطني والذل يقطر من دمي |
فوددت تقبيل القيود لأنها |
لمعت كبارق ثغركَ المتبسم) |
|
يا فارس الأسطوره |
أشواقنا الحزينة المهجوره |
جفت كأحشاء النخيل في الهجير |
وساخت الجذور في الرمال |
والثمار بالأحجار لا تلقى سوى مرارة الحقد .. وشوك المقت! |
فأين أنت الآن .. أين أنت? |
قد أبكم العارُ شفاهَ أمتي |
وتوَّج العنكب هامتي |
وعشش الروم بحبات دمي |
فأين أنت الآن .. أين أنت? |
جواديَ الوحيد.. |
نذرته لكا.. |
فرشتُ أهدابي له عشبا وليلكا.. |
وأعيني .. صحراء, لاتغيب عنها الشمس والنجوم |
جوادي المهزوم.. |
هلا علمت..?! |
في ليلة جاع .. وكنت - ويلتي - في |
الليل دون حيله. |
ألقمته عيني .. ونمت. |
وعندما أصبحت |
صرت أنا الأعور في القبيله! |
فلم أخلفت معي الميعاد? |
إني انتظرتك السنين والقرون |
حتى نَمَتْ على جفون أعيني القرون! |
الجـواب : - |
هل غادر الفرسان صهوة الخيول? |
أم أرهق الخيولَ .. أهوالُ الوصول?خزانةُ الماضي.., |
كنوزٌ وشموسٌ دونها الأفول. |
الكنز .. مدفون بأرضنا. |
من صلب شمسنا.. |
الكنز في دمائنا.. |
لكن أيدينا خَلَتْ إلا من التصفيق! |
نكنز بالكلام .. والمنى |
.. كنوز أحلام الدنى! |
وتلهث السنون والعصور. |
ونحن مازلنا على رضاعة التاريخ! |
نعتصر الضروع .. |
ونشحذ الحِلابَ والصرَّ من اليربوع! |
ونذرف الحسرة والدموع! |
|
يا ذا الذي انتظرتهُ أسطورهْ |
يا ذا الذي عشقته أسطوره |
الآن مَنْ منا غدا.. |
على الورى أسطوره?! |
يا فارس الأسطوره |