هنري زغيب
  • هنري فارس زغيب (لبنان).
  • ولد عام 1948 في صربا جونية.
  • نال الإجازة ثم الماجستير في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية 1970.
  • زاول تدريس الأدب العربي والنقد والترجمة لدى معاهد عليا في لبنان 1969 - 1977, ويزاول الصحافة منذ 1973.
  • رئيس مجلس إدارة مؤسسة (ريبو راما) للخدمات الإعلامية الكاملة.
  • يكتب بصفة دورية في جريدة الهدى بنيويورك, ومجلة الناقد بلندن, وجريدة الحياة بلندن, ومجلة المجال بواشنطن, وجريدة النهار ببيروت, وغيرها.
  • رئيس القسم الثقافي في مجلة الحوادث ببيروت 76 - 1979, وفي مجلة الصياد 1975, ومؤسس مجلة الأوديسة الشعرية ببيروت.
  • عضو في مجلس كسروان الثقافي, وقصر الثقافة في لبنان, وعضو نقابة الصحافة اللبنانية, واتحاد الصحافيين العرب.
  • دواوينه الشعرية: لأنني المعبد والإلهة أنت 1981 - إيقاعات 1986 - قصائد حب في الزمن الممنوع 1991 - سمفونيا السقوط والغفران 1993 - نبض على إيقاع قلبها 1994 - من حوار البحر والريح 1994.
  • مؤلفاته: منها: أنطولوجيا القصة اللبنانية - ترجمات عن الفرنسية والإنجليزية بلغت أربعة وثلاثين كتاباً منها: مذكرات أندريه مالرو - النقد الجمالي - البوذية - سوسيولوجيا الأدب - الأدب المقارن - دفاعاً عن الأدب - الانطباعية في الفن..
  • مثل لبنان في العديد من المؤتمرات الأدبية والشعرية.
  • حصل على جائزة (عالم الشعر) في كاليفورنيا لعامين متتاليين 1989 , 1990.
  • ممن كتبوا عنه : سعيد عقل - ميخائيل نعيمة - أمين ألبرت الريحاني - خريستو نجم.
  • عنوانه: صربا - مقابل صيدلية صربا - بناية فنيانس.


... وكُنتِ أنتِ الآن والمابَعد

من أين يأتي كل هذا الغمْر?

من أين تنبع نار هذي العاصفه?

فيضٌ من الإشراق يغمرني... يزلزل في كياني

فجرٌ تفتقَ من سناءٍ أين منهُ النورُ منهلاًّ تقطَّر من صفاءِ شُعاعةٍ

عذراء في بال القمر?

فجرٌ تدفَّق بي.. ارتعشتُ من الفجاءة كم كثيرٌ صوتُهُ في صبح

أعصابي وفي ليل انكساري

أين استعدَّتْ بي عصور من صهيل الوهج كيف تمكنتْ مني ولاذتْ

كيف حافية تعشعش في انتظاري?

وإلامَ

كان السرُّ يندهني إلى اللاوعي يوقظ بي شرارةَ ذلك البركان لم أكُ

واعياً كم كان يهدرُ في سكوتي?

نفقٌ...

وكنتُ إخالني أمشي إلى زنزانةٍ فيه ولا إطلاق لي

نفقٌ...

ومطّ اليأس فيه تعنقدتْ باقات ضوء هاهنا أو هاهناك وإنما ظلت

ضئيله

نفقٌ...

وليَّل عتمه لم تشْفِهِ نجمات رؤياه البخيله

نفقٌ...

وليس له سوى الماضي وتذكارات برقٍ لم يعمّر كي يصير إلى هديرْ

نفقٌ

وكدتُ أغوص في يأسي وأحمل طعمه قدراً يهيئني إلى الليل الأخير

نفقٌ...

ولم...

حتى أتيتِ فكنتِ أنتِ الآن والمابعد

وانهدرتْ مواجع ذلك التذكار في الماضي وغاص العتم في الماضي إلى أمس الرمقْ

فجراً أتيتِ فألف طوبى آهِ كيف تبدد التذكار وانكسر النفقْ

فجرٌ كأنتِ

إذا أضأتِ الفجر من عينيك ينهلاّن آناً زرقة البحر الوسيع وآنةً من

خضرة المرج استعدَّ إلى الربيعْ

آهٍ أتيتِ

فأطفئي نبضاً تعثّر قبلكِ انطفأتْ جوارحه ولم يكُ قابلاً لدمٍ جديد

يا قدس ما آمنتُ فيكِ ليبرأ الجرح المعنكبُ في ضميري من عهود

آهٍ أعنيِّ

كان بي إثمٌ يحطّ على المواجع خلْتُ فيه البلسم المرصود لي

إثمٌ ورثتُ صداه من حبٍّ وهمتُ بأنه الحبّ

اغفري لي أنني استسلمتُ

آهِ أتيتِ

آهِ أتيتِ

طُوبى لهذا الحب ضوَّأَ لي مدى الإيمان في قلبي

وأني بعدُ أقدر أن أعيشَ وأن أحبّ

وليرتعشْ بدمي صراخٌ منذ أنتِ يضجّ بي

"... وعلى اسم الرجِّ الهادر في أعماقي صحوة ربّ

أني اليوم عرفتُ الحب..."

آهٍ أتيتِ خذي سكوتي فجّريه إليكِ بركاناً ولا يقف الدوارْ

وليبق صوتك عاشقاً ينهلّ في قلبي فتنكسر المسافة بين ليلي

والنهارْ

آه احمليني فيك... علّي بعدُ علّي, كلما نعلو إلى الأبعاد يزداد

الخطرْ

وأنا المشلّع قبل نفخكِ بي حياة الروح لُمّيني فلا يقف العلوّ ولا أعدْ

تحت المطرْ

وأنا المشرد قبل جئتِ إلى حياتي: نبضةً, أمّاً, حبيبةَ عمرِ ما يبقى

من العمر الذي ما كان قبلك عمره إلا جليداً شاده برد السنين

آهٍ أتيتِ

وتطل شهقة رعشة تنسلّ من شبق الحنان

وتغلّ فيها شهوة الروح النقية لا كباح لما لديها من جموح

وليدفق الإشراق يغمرنا بهذا الفجر منك يهلّ يولد في القصيده

هذي لنا من رحمك القدوس قطّرْتِ القصيده

من أين يأتي كل هذا الغمر?

من أين تنبع نار هذي العاصفه?

فيضٌ من الإشراق يغمرني... يزلزل في كياني

هذي أتيت...

فأنتِ عمر الآن والمابعد

وليبدأ زماني.

من قصيدة: حب إلى الضوء الآتي

باسم الضوء الآتي من ظُلُمات صحارى العمرْ

باسم الفجر الطالع شمساً لم يعرفها نور الفجر

وعلى اسم الرَّجِّ الهادر في أعماقي... صحوةَ ربْ

أنِّي اليومَ عرفتُ الحُبْ

جئتُ إليكم

من توق الشعراء إلى نعمة أن يلجُوا في الشعرْ

من توق الشعر إلى نبضٍ للشاعر يقطفُ نبضَ الشعر

جئتُ إليكم

أتهيأُ بينكمُ الليلةَ أحملُ نجمةَ عيدِ النور

وأُعلِّقُها نذراً أبدياً يحرُزُني

وأمارسُهُ حتى آخر رَفَّة جفنٍ قبل يُداهمني المقدور

فالتمسوني بين يديها

واقتبلوني شَعّاً يسَّاقطُ شعراً في أبياتي من عينيها

هي نبضُ أنا

هي كلُّ أنا

هي بعد اليومِ اليومِ أنا!



هنري زغيب       
هنري فارس زغيب هنري زغيب لبنان 1948 أنني المعبد والإلهة أنت 1981 , إيقاعات 1986 , قصائد حب في الزمن الممنوع 1991 , سمفونيا السقوط والغفران 1993 , نبض على إيقاع قلبها 1994 , من حوار البحر والريح 1994. ذكر ... وكُنتِ أنتِ الآن والمابَعد , من قصيدة: حب إلى الضوء الآتي ,