هايل عساقلة

1410-1363هـ 1989-1943م

سيرة الشاعر:

هايل مهنّا عساقلة.
ولد في بلدة المغار (فلسطين) وتوفي فيها.
عاش في فلسطين.
تلقى مراحله الدراسية الأولى في بلدة المغار، ثم توقف عن مواصلة المراحل التعليمية العالية.
زاول الأعمال الحرة، كما مارس الكتابة في الصحف بالأراضي المحتلة، لكن الغالب على رحلته انخراطه في العمل النضالي الوطني الذي يتمثل في مناهضة المحتل.
كان عضوًا في الحزب الشيوعي، غير أن شعره يسفر عن نزوع قومي واضح.
اتسم بوعي سياسي باكر، فقد جابه قانون التجنيد الإلزامي الذي فرض على الدروز العرب في الأرض المحتلة، وهي الطائفة التي ينتمي إليها المترجَم له، مما دفع به إلى السجن سنوات طوالاً، كما فرضت عليه الإقامة الجبرية عدة مرات.

الإنتاج الشعري:
- له ثلاثة دواوين: نار على الجبل - منشورات عربسك - حيفا 1980، وصباح الوطن - منشورات الأسوار - عكا 1988، وثورة على الخليفة - منشورات الأسوار - عكا 1990.
انشغل شعره بقضية فلسطين: وطنه المحتل، وأرضه المغتصبة. يتميز بنبرة ثورية هادئة. شعره صرخة مدوية ضد القمع والقهر الصهيوني تجاه الفلسطينيين.
كتب الشعر ملتزمًا النهج الجديد، أو ما يعرف بشعر التفعيلة الذي يتخذ من النظام السطري إطارًا له في عملية البناء، مع محافظته على ما توارث من الأبحر والتفاعيل الخليلية. للطفولة والمرأة مساحة واسعة في رموزه النضالية.

مصادر الدراسة:
1 - إبراهيم علان: الشعر الفلسطيني تحت الاحتلال - مطبعة الشهامة - الشارقة 1995.
2 - راضي صدوق: شعراء فلسطين في القرن العشرين - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2000.
3 - سميح القاسم: الراحلون - المؤسسة الشعبية للفنون - دار المشرق - شفا عمرو 1991.
4 - شموئيل موريه وآخرون: تراجم وآثار في الأدب العربي في إسرائيل - دار المشرق - شفا عمرو 1984.
5 - الدوريات: مجلة الطريق اللبنانية - العدد (10 و11) - 1968.
مراجع للاستزادة:
- رابطة القلم: الشعر العربي في خدمة السلام - تل أبيب 1967.
- صبري جريس: العرب في إسرائيل - بيروت 1967.

الشهيد يستعيد ذاكرته

عصروا على حدّ الحسامْ
قلبي
وما قالوا «حرامْ»
باسم المحبة كان ذبحي
والتآخي والسلامْ
نسفوا المباني
مزّقوا الأطفالَ
واغتالوا الحمامْ
وبنوا على قبر الشهيد
منازلاً للمعصياتِ
وتحت نافذة الغمامْ
لازلت أذكر قبل موتي
دارنا نُسفتْ
وطفلي كان مذبوحًا على تل الركامْ
قد كنت في الستين والطفل الذي ذبحوهُ
ما بلغ الفطامْ!

يشهد العالم

يشهد العالم أنّي
ما تبدّلتُ
ولا ساومتُ يومًا طاغيه
لا ولم أركعْ على باب القصور العاليه!
يشهد العالم ذبحي
ودمي ينزف نارًا
وشموسًا حاميه
ودمائي غاليه!
يشهد العالم في كل الجهاتْ
ذبحَ أمي
ذبحَ جدي
وأنا أدمي بأظفاري
وأسناني الوحوش الضاريه!
يشهد العالم لكنْ
عالمي ما زال سمسارًا
وأنثى غانيه!

على تراب الجنوب

ما الذي يجعلني
نخلةً في كل بابْ
غير حبي للترابْ؟
ما الذي يجعلني
عاشقًا يلقي على الشباك ظلّه
غير حبي للتي
عمّرت بيت نجومٍ وأهلّه؟
ما الذي يجعلني
سادنًا يرفع للغيم رفات الشّهداءْ
غير حبّي لك يا أرضي التي
صرتِ إكليلاً على باب السماءْ؟
يا بلادي فامنحيني
شرفةً عند الغروبْ
شرفةً تجمعني والأهل في أبواب يافا
وعلى شباك أسوانَ
وبوابات صيدا في الجنوبْ!

عباد الشمس

لم أشاهده ولكنْ
قمر الغربةِ
في غربته ناح طويلاً
لم أشاهده ولكنْ
كان في المنفى صبيًا
وعلى شباكه كان قتيلا
لم أشاهده ولكنْ
كان في الأفق هلالاً
وعلى شرفته كان عليلا
والوكالاتُ تقولْ
سوف يغدو قمر الغربةِ
شامًا وجليلا
والفتى المغدور يغدو
في الثرى عباد شمسٍ
وأجاصًا
ونخيلا
لم أشاهده ولكن
قمر الغربةِ
في شرفة معشوق الثرى
ناح طويلا!

بيسانية

ثغرها قبلةُ حيفا
والقوامْ
عدنٌ
يافا
وشامْ
واسمها «بيسانُ» هل تعرفها؟
طفلةٌ أرخت على باب المنافي حزنها
ثم غابت في الظلامْ!
لم تحدْ عن مطلع الشمس خطاها
وعلى قبر أبيها
قرأت فاتحة الثورة في وحشة ليلٍ
ثم أوصت حجر الأطلال بالقبرِ
وساحات الركامْ
ثم سارت للأمامْ!
وعلى وقع خطاها للجنوبْ
هلّلت صيدا
وبيروتُ
وحيّتها الشآمْ!