أحمد عبيدة

1394-1359هـ 1974-1940م

سيرة الشاعر:

أحمد محمد أحمد عبيدة.
ولد في قرية العمار الكبرى (مركز طوخ - محافظة القليوبية)، وتوفي في القاهرة منتحرًا وهو في ذروة شبابه.
عاش في مصر.
تلقى تعليمه الأولي في مدارس قريته، التحق بعدها بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج فيها (1964)، ثم درس اللغة الروسية والفرنسية.
عمل مترجمًا فوريًا في وزارة الاقتصاد حتى وفاته.
كان له نشاط سياسي ملحوظ إبان دراسته الجامعية، كما كافح في قريته ضد الإقطاع العائلي في ملكية الأرض.
انتسب إلى جمعية كتاب الغد (1972).
بسبب من أفكاره اليسارية تعرض للاعتقال والتعذيب والإيداع في مستشفى الأمراض العقلية مما دفعه إلى الانتحار.

الإنتاج الشعري:
- صدر له مختارات من أشعار أحمد عبيدة - جمعية كتاب الغد - القاهرة 1974، وله عدد من الأعمال المخطوطة: الطمي، والنيل والصيد والقمر، وفدائي، وله عدد من المسرحيات الشعرية القصيرة.
شاعر متمرد، اتسعت رؤيته الشعرية لتتجاوز الذاتية منطلقة إلى آفاق تستوعب الشقاء البشري والانحياز لقضايا الإنسان المقهور، تحركت تجربته بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، واقتربت لغته من اللغة المتداولة في الواقع اليومي، واتسع مدى الصورة الكلية ليكتنز تفاصيل الحياة في بعض دقائقها إلى جانب قضايا الوجود والموت والتمرد، يختار عناوينه من كلمة واحدة، وتشف بعض صوره عن معان ميثولوجية وأنثروبولوجية.

مصادر الدراسة:
1 - كتاب: مختارات من شعر أحمد عبيده.. (يتضمن تعريفاً به).
2 - بعض مواقع الشبكة الدولية للمعلومات:..
- مقابلة أجراها الباحث عطية الويشي مع بعض أفراد أسرة المترجم له - كفر العمار الكبرى 2005.

عناوين القصائد:

شهيد

وزَيَّنَ الأولاد بالجريدْ
شواهدَ الجبّانه
ويومَ موتي بيّضوا المقابرْ
فُرشاةُ نقّاشٍ رخيصه
تُخربش المغفور له
- الاسم واسم الشهره
تخربش الميلادْ
أنصاف آياتٍ من القرآن
ودوَّنوا تاريخ الاستشهادْ
وحَسَبي ونَسَبي
وبعدها ولّوا وجوههم إلى البيوتْ
ونفضوا نعالهم على جوانب المقبرة البارزة الأحجارْ
وفي طريق العودهْ
وفي دروب البلدهْ
فاتوا على العطّارْ
ودهنوا الدموع بالأصباغْ
ولفلفوا في الورق القزّازْ
توليفةَ المساحيق الجديده
والخلطة المستحدثه
رنّت قروشُهمٍ على الرخامه
فلتعطنا توليفة مفعولها أكيدْ
تمسح لونَ الدم في الخلايا
ما جاع من بعد الفطور ذلك الرضيع ما ما كان أن يجوعْ
الدم ما زال طريًا مطرحَ الوقوعْ
فات نهارٌ واحدٌ فات نهارْ
ثم تناسوني
تجاهلوا عنواني
ونفضوا الغبارْ
عن الملابس المكويّه
- «فلتعطنا توليفةً تمسح لونَ الدم في الخلايا»
- «وثمَّ ماذا؟ ثم ما؟!
وغرقوا في زحمة القضايا
وفي سجلات العقارات وفي كتابة الوصايا
واختتموا بالفرق الأكبر فيما بين ياما بين!! أحضان البغايا
والدمُ ما زال طرّيًا مطرحَ الوقوعْ
تحسبه الطيور ماءً أحمرا
عطش الصغار العائداتُ
تذوقه تغمس طرفه في المنقارْ
تستغفر الإله والأنهارْ
فات نهارٌ واحدٌ فات نهارْ
والدمُ ما زال طريّاً مطرحَ الوقوعْ!!

أنا

العالمُ بيتي
كلّ مكانٍ مسقط رأسي
من سور الصين الأعظمِ
حتى أعمق أعماق مناجم أمريكا اللاتينيّه
من أكواخٍ طمييّهْ
في أعلى أنهار جبال الشمسْ
حتى معمل تكرير الزنكْ
أو مصنع تفحيم المازوتْ
وأبي هذا الفلاّحُ الأشيب فوق حقول القوقازْ
والزنجيّ الضخم المثقوب الأذنينْ
والسرّيحُ بعربة يدْ
بين براري ومزارع أمريكا الرحبه،
أمي
رحمُ الأرض الطمييْ

عندما

عندما تكفّ أنفاسي عن النشيج
عندما تنسج خيوط الأنوال
من النسيج
عندما أموت كالحطابين
في الغابات المتشابكة
أحرقوني بأحطاب أشجار الجمّيز
واطحنوا فحم عظامي
وانثروها على ضفاف النيل
فربما يستيقظ
النهر

يستطيعون

يستطيعون
أن يكمّموا فمي بالجمر
وأن يرشقوا الأسياخ الحديدية في أضلاعي
وفي شباك الزنزانة
ولكنهم
لن يستطيعوا
أن يوقفوا زقزقةَ
العصافيرِ على الأشجارْ
ولا تدفّقَ المياه في النَّهَرْ
ولا صياحَ الديكة في الفجر
حين تبشّر بميلاد صباحٍ جديدْ