أحمد بن الحاج الطيب

1239-1155هـ 1824-1740م

سيرة الشاعر:

أحمد الطيب بن البشير بن مالك بن محمد بن سرور.
ولد بقرية أم مرح (شمالي أم درمان - السودان) وتوفي فيها.
عاش في السودان وزار الحجاز ومصر والعراق وسورية وبيت المقدس.
حفظ القرآن الكريم بمسجد جده، وأتمّهُ بالجزيرة - اسلانج، وبأم طلحة ثم درس مختلف العلوم بكل من السودان والحجاز.
أخذ الطريقة (السمّانية) الصوفية عن محمد عبدالكريم السمان، والتزمتها ذريته من بعده.

الأعمال الأخرى:
- له «راتب السعادة: التوسل والصلوات مع الأساس» - الناشر مشيخة الطريقة السمانية - طابت 1409هـ/ 1989م.
جل شعره في التوسل والرّثاء، وقد غلبت على شعره الثقافة الدينية، فقد كان صاحب طريقة صوفية مما كان له أثر في توجهه الشعري وأدائه اللغوي.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد بن الحاج أبو علي: مخطوطة كاتب الشونة في تاريخ السلطنة السنارية والإدارية المصرية، (تحقيق: الشاطر بصيلي عبدالجليل ومحمد مصطفى زيادة) - وزارة الثقافة والإرشاد القومي، الإدارة العامة للثقافة - القاهرة 1961.
2 - ويكيبديا (الموسوعة الحرة) - موقع على شبكة الإنترنت.

عناوين القصائد:

الإمام الممجَّد

بدأتُ بحمد الله ثم صلاتِهِ
على خير مبعوثٍ وأكرمِ مَن هدَى
وبعدُ، فقصْدي ذكرُ مثقالِ ذرَّةٍ
منَ اوصافِ مَنْ نالت به الأرضُ سؤددا
أيا رمسُ قد نلْتَ المكارم والعُلا
لكونكَ باشرْتَ الإمامَ الممجَّدا
وحزْتَ به فضلاً وفخرًا ومنزلاً
وصرتَ به بين المقابرِ أوحدا
هو الحَبْرُ عند المعضلات إذا أتتْ
يحلُّ [ويبدي] كلَّ ما كان مُعقَدا
فإنْ نظرَ الإنسان نظرةَ رحمةٍ
بها ينجلي ما كان في القلب من صَدا
إذا ما رأتْه العينُ في غابةِ الدجى
تراه مُضيئًا مشرقًا متوقِّدا
هو الكهفُ للآوي إليه جميعِه
هو الباذلُ الفيّاضُ إن تَمدُدِ اليدا
وكم من عُراةٍ عالةٍ يقصدونه
فتغْشاهمُ أمواجُ آلاهُ سَرْمدا
وكم من رجالٍ أُنقِذوا باجتماعهم
به من ظلام الجهلِ والغيِّ والردى
فسار على نهجٍ قويمٍ بهديِهِ
أبانَ لهم سُبْل الضلالِ من الهدى
تحيَّرتِ [الضُّعفاء] بعد مماتِه
وعيشُهمُ بعد الهناء تبدَّدا
بكَتْه بقاعُ الأرض طرّاً وأعلنتْ
بأنْ بات فيها قائمًا متهجِّدا
بقولٍ بليغٍ ليس يجحدُه سوى
حسودٍ ومطرودٍ من الله مُبعَدا
فواللهِ لا يأتي الزمانُ بمثله
ولا تُحصَى أوصافٌ بها قد تفرَّدا
له هممٌ لا يبلغُ العدُّ حصْرَها
ومن قال تُحصى قد طغى وتمرَّدا
وسار بخُلْقٍ ثم خُلقٍ حميدةٍ
له شِيمٌ لم تخفَ كالبدر إذ بدا
ثمانون عامًا بعد أربعِ عمرُه
أقام الليالي في دجى الليل ساجِدا
أُصِبْنا به فاللهُ يُعظِمُ أجرَنا
ويُدخلُه جنّاتِ عَدْنٍ مخلَّدا
وكنْ يا إلهي للذي صار بعدَه
مغيثًا مُعينًا ناصرًا ومؤيِّدا
وقائلُها في لجَّة الجهلِ والجٌ
أولي العلمِ فاعفُوا إن لكمْ خطأٌ بدا