محمد حمزة غنايم

1425-1377هـ 2004-1957م

سيرة الشاعر:

محمد حمزة غنايم.
ولد في بلدة باقة الغربية (فلسطين)، وتوفي فيها.
قضى حياته في فلسطين.
تعلم في مدارس بلدته، وتلقى تعليمًا نظاميًا، وتشير مصادر دراسته إلى أنه حصل على شهادة الثانوية العامة، والتحق بالدراسة الجامعية لمدة عام واحد.
اشتغل بالعمل الصحفي في صحف «فصل المقال» بالناصرة و«الاتحاد» بحيفا، و«الشعب» بالقدس، و«الأيام» الفلسطينية، وترأس تحرير مجلة «لقاء» وشغل موقع سكرتير تحرير مجلة «الشرق».
أسّس وأدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية «مدار» في مدينة رام الله.
كان عضو اتحاد الكُتّاب العرب بفلسطين، ويعد من أصحاب الكفاءة في حوار الحضارات لمعرفته بالأدبين العربي والعبري ومتابعته المستمرة لقضايا وطنه.

الإنتاج الشعري:
- له عدة دواوين منها: «وثائق من كراسة الدم» - الدار الأهلية - طولكرم 1975، و«ألف لام ميم» - دار الأسوار - عكا 1979، و«المائدة وأحوال السكين» - دار المشرق - شفا عمرو 1984، و«نون وما يسطرون» - مختارات - دار الشفق - شفا عمرو 1988، و«الغرائبي» - وزارة الثقافة - رام الله 1997، و«السائرون في الضباب» مخطوط، و«حالات زوغان» - مخطوط.

الأعمال الأخرى:
- له مؤلفات عدة، منها: الموت حياة (مختارات من الشعر المصري المعاصر) - تل أبيب 1979، وفي دائرة العصر - دراسات، وطريق شارون - (ملف الوقائع السوداني)، وله ترجمات عدة من العبرية إلى العربية، منها: العاشق (رواية) - أ.ب. يهوشع - تل أبيب 1984، الزمن الأصفر (رواية) - دافيد غروسمن - 1988، والفلسطينيون - صيرورة شعب للمؤرخ باروخ كيمرلنج، وله ترجمات عدة من العربية إلى العبرية، منها: ديوانا «لماذا تركت الحصان وحيدًا؟» و«حالة حصار» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، ورواية «حكاية زهرة» لحنان الشيخ.
ينتمي شعره إلى حركة الشعر التفعيلي في التزامه بالسطر الشعري، ويتوجه موضوعيًا إلى الانشغال بالهموم الوطنية للشعب الفلسطيني، وتحولات القضية
الفلسطينية، ونضال أفراد الشعب، والتعبير عن آلامه تجاه ما يعاني من فجائع إنسانية.
يعتمد في شعره الرمز والرمزية، والتكثيف الدلالي لبناء الصورة، والتراكيب اللغوية، كما أنه يوسع من بنية المجاز والمعادل الموضوعي للهزيمة واليأس والألم والمعاناة،
ويجسّد الهم الإنساني في أوضح صورة.
أقيم له حفل تأبين في بلدته باقة الغربية، وحضره كثير من الشعراء والأدباء وجماهير الشعب في الثامن عشر من يوليو 2004.
يوليو 2004.
مراجع للاستزادة:
-3- موقع مجلة الأزمنة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) - مجلة إلكترونية.


مصادر الدراسة:
1 - محمد حلمي الريشة: معجم الشعراء - المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي - رام الله 2003.
2 - الدوريات: - أحمد أبوحسين: غاب محمد حمزة غنايم - جريدة الصباح - رام الله - مايو
2004.
- أنطون شلحت: ما كان وما سيكون غير الطوفان - مجلة فلسطين - رام الله -

مرثيّة عزّالدين القسّام

ما الذي يعرفه الصمتْ؟
وعيناك على الجرح بهارْ
واشتعال الجمرات السود فوق - الحدقاتْ -
ما الذي يُخفيه هذا الليل؟
والأغلال كالذئبةِ
والريح على الوعي ارتمتْ حدّ قصيده
خارجٌ من رُدُهات الموت
والطميُ على النطفة يستلقي
وأحزان ملايينٍ ذوتْ
تضرب الأرض فتنشق
فلا تدخل إلى قوقعة الدار
هناك
يُقبل الطائرُ فأطعِمْ عينَك اليسرى له
- وامسحِ المخطوط فوقَ الشاهده
نتلاقى آه عز الدينِ
والصبحُ قريبْ

قراءات في عيون الآخرين

أسمعُ نقرَ الموتِ على أسلاك القلبِ
وأرجفْ
حتى ماتتْ في عيني تقاطيعُ الوجه الأعجفْ
غارتْ في الطين عذاباتُ القرنِ الأصفرِ
صارتْ حزنًا آخر
لا يفهمني، إلا منذ سنينَ عجاف
أستشرفُ في الفجر صَلاتي
أنثرُ كلّ تعاويذي المجهولةِ في الريح النافرةِ
كعنقي
تبعثُني هذي الطرقات الواجفة على قلبي
تنشرني ملءَ الليل
على الأشجار الميتةِ
وفي الطرقاتِ
تبعثر أجملَ أيامي في ليلك
آه لوِ تفهمُني عيناك
لأقرا حزنك، والميلادُ يعذبني
فأنا منذ سنين مت
أتمنى لو تبعثُني عيناك
لأصرخَ في الليل وحيدًا
أعرفُ ماذا تحكي العتمة في جدرانِ
النصف الآخر مني
لكني
واحزني
أحتاج إلى جيلٍ آخرَ كي يبعثَني
يعرف ماذا يطلب ربي مني!!
أيها الإنسان القابع في ذاتي، متى تصبح
معقولا؟!
فأنا استعرتُ كثيرًا وجهَ العالم
لكن العالم يَبلى
يهربُ مني، لا يعرفني حتى عندما أُعَرّي
له صدري كي يرشفَ نسغَ التاريخ
المرّ منه - من صدرك، لو، حبيبتي
يخرج دمعي من شرفة أحزان العالمِ
يبصقُ هذا الريح الوجهَ الراعفِ
يستلقي
فالنهرُ صقيعٌ في الصدر يضيق على قلبي
لو تعرفُ أني أبصقكم مثل الصدر المذبوح،
من الشرفه
لو تعرف أني أغرق حتى الحزن لأستحضر
طفلاً يبكي
فقدَ اللثغه
نسغ الأم اليابس
ماتْ
لكنْ هل تعرف أني أقرأ في عينيك البؤسَ
وذلَّ الكلماتِ،
ولونَ الكلماتْ،
وأقرأُ فيك اليأس؟

فضيحة «البيض الفاسد»

يبدأ البكاء علانيةً في المشهد اليومي المفجعْ
ينهض الشاعر من الفجرِ
يهيئ لنهار الفجيعة وابتداء الكلام
أيّ حرفٍ يفتتح به اليوم
ولا يحمل بين ثناياه مذاق العجز والهزيمه
لأن الشاعر يحمل الدنيا كلها على ظهره،
يبقى افتتاح الكلام شعرًا ملاذه الأكيدْ
رغم ما في ذلك من شعورٍ بالملل
النابت في أصل هزيمته اليومية
وتخلفه عن مواعيد ممارسة الحضارة لعاداتها القمعية
بل التسليم بذلك
ولأن الكتابة عملٌ وحدانيٌ، يجوز أن ندع هذه المفكرة تمضي على رِسلها،
أبجدية كفارةٌ كافرةٌ تسجدُ للقائد العظيم
خالق السماء
هُتافاتٌ جزلةٌ قادمةٌ من بلادٍ بعيدة
تسمى بنت الكون
ينظمها كي تتشكل في خاطرة قائد الأرض بأكوانها
صورةٌ هادئةٌ على جدار اللون
تبدأ المراسيم بمطالعة الورق الأصفر،
الساطع فراغًا سرمديًا قَلِقًا على مصيره،
يبحث عن بقايا الدموع في أطلال المحاجر،
يغرق عميقًا في تاريخ الآثام المزمنة،
ولا يأبه للتي خلقتْ من أجله
منذ سطوعِ شمسِ التاريخ
مفكرة الوطن
تبدأ الآن مشوارها المستحيل!!