علي أحمد محمد باكثير الكندي.
ولد في مدينة سورابايا (إندونيسيا -مقر تجارة أبيه)، وتوفي في القاهرة (مصر) التي عاش فيها ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.
عاش في إندونيسيا واليمن والصومال والحبشة والحجاز ومصر.
عندما قاربت سنه العاشرة أرسله أبوه إلى وطنه الأصلي حضرموت عند أخواله في بلدة سيؤون - حضرموت (1920)، ليتلقى تعليمه فيها على أيدي مؤدبين عرب، ثم التحق بمدرسة النهضة العلمية، ثم غادر بلدته (1932) إلى عدن، فالصومال والحبشة، ثم إلى الحجاز فمكث أكثر من عام متنقلاً بين مكة والمدينة والطائف، وفي مقامه بالحجاز تعرف على المسرح الشعري بقراءة مسرحية لأحمد شوقي فترك فيه تعدد الأصوات أثرًا عميقًا، ثم انتقل إلى مصر (1934) لدراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية في الأزهر، لكنه غير رأيه بعد وصوله، فالتحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج فيها (1939)، ثم درس في كلية المعلمين وحصل على دبلوم في التربية (1940)، وفي هذه المرحلة لمع اسمه في مجال تجديد القالب الشعري وهو لا يزال طالبًا.
عمل مدرسًا للغة الإنجليزية في المدارس الثانوية المصرية، منها سبع سنوات قضاها بمدرسة الرشاد بالمنصورة، ثم انتقل للعمل في مدارس القاهرة، واستمر في هذه المهنة حتى (1955)، ثم عمل في قسم الرقابة على المصنفات الفنية بمصلحة الفنون التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد القومي المصرية، وظل بها حتى وفاته. عندما صدر قانون التفرغ الأدبي كان أول من حصل على منحة تفرغ لمدة عامين، كتب خلالها ملحمته الإسلامية الكبرى في مسرحية من تسعة عشر جزءًا: «ملحمة عمر».
حصل على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951.
كانت له صلات أدبية مع كبار الكتاب المصريين، وشاركهم في إنشاء دار النشر الخاصة بالجامعيين (مكتبة مصر الآن)، كما التحق بجماعة عباس محمود العقاد الأدبية، وكان عضو وفد أدباء مصر إلى الاتحاد السوفيتي (1956)، ومثل مصر في مؤتمر كتاب آسيا وإفريقيا الأول الذي عقد في طشقند (1958)، كما أصبح عضوًا - بمساعدة صديقه العقاد - في لجنة الشعر والقصة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالقاهرة.
أسهم وهو في حضرموت في إصدار مجلة «التهذيب» مع نخبة من أدباء حضرموت الناشئين، دعوا فيها لإصلاح الأوضاع الاجتماعية والدينية هناك، كما اتصل بمناضلي الثورة اليمنية في المنفى أثناء حياته في القاهرة.
الإنتاج الشعري:
- صدر له «نظام البردة أو ذكرى محمد ()» قصيدة مطولة - مكتبة مصر - القاهرة 1934، وديوان «أزهار الربا في شعر الصبا» - جمع وتحقيق محمد أبوبكر حميد - الدار اليمنية للنشر والتوزيع - اليمن 1987، وله قصائد في كتاب «علي أحمد باكثير رائد التحديث في الشعر العربي»، و«العدنيات» مجموعة قصائد كتبها خلال إقامته في عدن (مخطوطة)، و«الحجازيات» مجموعة قصائد كتبها خلال إقامته في الحجاز (مخطوطة) فضلاً عن قصائد نشرها في صحف ومجلات عصره، منها: «أمس واليوم» - مجلة أبولو - القاهرة - ديسمبر 1934.«نكون أو لا نكون» - مؤتمر اتحاد الأدباء العرب السابع - بغداد 1969. «أديب ونجيب» - مجلة العالم العربي - القاهرة - يناير 1981، وله من المسرحيات الشعرية: «همام أو في بلاد الأحقاف» - المطبعة السلفية - مصر 1934. «إخناتون ونفرتيتي» - مكتبة مصر - القاهرة 1940.«قصر الهودج» أوبرا غنائية - مكتبة مصر - القاهرة 1944. «روميو وجولييت» ترجمة بالشعر المرسل عن مسرحية شكسبير - مصر 1946. «عاشق من حضرموت» - كتبت 1968 - (مخطوطة).
الأعمال الأخرى:
- لــه «ملحمـة عمر»، وعدد من المسرحيات النثرية والروايات، ومنها: «سـرُّ شهـرزاد» مسـرحيـة نفسـية - مكتبـة مصر - القاهرة 1978، و«وا إسلاماه» - مكتبة مصر - القاهرة 1978، و«حبل الغسيل» مسرحية سياسية - مكتبة مصر - القاهرة 1979، و«سلامة والقس» رواية - مكتبة مصر - القاهرة - 1979. (تحولت إلى فيلم سينمائي)، و«الثائر الأحمر»، مكتبة مصر - القاهرة - 1978، و«مسمار جحا» مسرحية سياسية هزلية. «شيلوك الجديد» مسرحية سياسية. «مأساة أوديب» مسرحية تراجيدية. «جلفندان هانم» مسرحية كوميدية، وله دراسات نقدية منها: «فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية» - مكتبة مصر - القاهرة 1985.
قصائده الشعرية تتنوع بين الالتزام بالوزن والقافية، والتجديد فيها باستخدام الشعر المرسل أحيانًا والوقوف على أعتاب التجديد بالكتابة على السطر الشعري، في شعره نزعة قومية واضحة واهتمام بقضايا الوطن والعروبة والقومية والجهاد واستنهاض الهمم العربية، والتعبير عن نضال اليمن وطنه الأم، وينتمي في شعره الغزلي إلى الاتجاه الوجداني في التوحد بالمحبوبة، والتعبير عن جمال الطبيعة من خلالها، وتراسل الحواس، أما مطولته «ملحمة عمر» فهي ملحمة مسرحية تؤرخ لخلافة عمر بن الخطاب () ، وتتكون من تسعة عشر جزءًا، وتعد ثاني عمل درامي من نوعه في تاريخ المسرح العالمي بعد ملحمة «الحكام» للكاتب الإنجليزي توماس هاردي التي نظمها شعرًا في 19 فصلاً عن حروب نابليون.
حصل على عدد من الجوائز التقديرية والأوسمة، منها: جائزة السيدة قوت القلوب الدمرداشية - مصر (1944). جائزة وزارة المعارف - مصر (1944)، و(1945)، جائزة الدولة التشجيعية في الآداب - مصر (1962). وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من مصر - الرئيس جمال عبدالناصر (1963). وسام الشعر - مصر (1963). وسام الآداب والفنون من اليمن - هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى - 1985. وسام الاستحقاق في الآداب والفنون من اليمن - الرئيس علي عبدالله صالح - مايو 1998.
مصادر الدراسة:
1 - أبوبكر البابكري: روايات علي أحمد باكثير التاريخية، مصادرها، نسيجها الفني، إسقاطاتها - رسالة ماجستير غير منشورة - كلية الآداب جامعة صنعاء - (اليمن) 1993.
2 - أحمد الجدع: علي أحمد باكثير شاعر من حضرموت - دار الضياء - إربد - (الأردن) 1986.
3 - عبدالعزيز المقالح: علي أحمد باكثير رائد الحديث في الشعر العربي المعاصر - دار الكلمة - صنعاء (د. ت).
4 - محمد أبوبكر حميد: علي أحمد باكثير في مرآة عصره - مكتبة مصر - القاهرة 1990.
5 - هلال ناجي: شعراء اليمن المعاصرون - مؤسسة المعارف - بيروت 1966.
6 - الدوريات:- عبده بدوي: باكثير شاعرًا غنائيًا - حولية كلية الآداب - الحولية الثانية - جامعة الكويت - الكويت 1981.
- منصور الحازمي: باكثير من زاوية يمانية - الملحق الأسبوعي لصحيفة الرياض - ع5626 - الرياض 18 نوفمبر 1983.
مراجع للاستزادة:
1 - أحمد عبدالله السويحي: علي أحمد باكثير حياته وشعره الوطني والإسلامي - النادي الأدبي - جدة 1986.
2 - أحمد السعدني: مسرح علي أحمد باكثير (المسرح السياسي) - مكتبة الطليعة - أسيوط (مصر) 1981.
3 - موقع المترجم له على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) www.bakatheer.com .