عبدالمحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن البابطين.
ولد في مدينة الزبير، (جنوبي العراق) وتوفي في مدينة البصرة.
عاش حياته بين العراق والكويت، وهو يعود إلى أصول نجدية.
تلقى تعليمه المبكر في مدارس الزبير: فأخذ مبادئ القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والفرائض والحساب والفلك، وساقه حسه الأدبي إلى اطلاع واسع على التاريخ، وعلى دواوين الشعر وكتب العروض، ثم قصد بغداد طلبًا لمزيد من العلم والثقافة، وهناك اندمج في مجتمعها العلمي والأدبي، فقرأ على العلامة محمود شكري
الآلوسي، كما كان من زملائه: الشاعر معروف الرصافي وغيره من أدباء عصره. وفي بغداد درس الصرف والنحو والبلاغة على عبدالعزيز الناصري، وعلم العروض على محمد بن غنيم، ثم عاد إلى الزبير.
مارس في الزبير مهنة التدريس، وجلس للقضاء، وقام بمهام الإمامة والخطابة في الجامع، وكان في كل عمل يزاوله متحرجًا عفيفًا، وفي التدريس رفض تغيير زيه العربي إلى الزي الإفرنجي، وترك مدارس الحكومة إلى العمل بمدرسة النجاة الأهلية (التي أسسها الشنقيطي) ومدرسة «دويحس» الدينية. وفي القضاء رفض «تسييس» مهنته والاقتراب من الصراعات الإدارية والسياسية، وحين زار مكة المكرمة وعُرض عليه تولّي قضائها اعتذر إجلالاً لمكانة علماء أم القرى.
وفي الكويت - التي كانت تعيش إرهاصات النهضة الشاملة - عُهد إليه بتولّي رياسة القضاء وتطويره، فتردد، غير أنه قبل المهمة لزمن محدود جدًا، وعاد إلى حقل التدريس، فعُيّن مدرسًا للغة العربية والتاريخ الإسلامي بالمدرسة المباركية (أول مدرسة في الكويت).
كانت له مودة حميمة مع الشيخ عبدالله السالم الصباح (حين كان وليًا للعهد) - وكان الشيخ أديبًا محبًا للشعر والأدب، كما كان المترجم له صديقًا لمفكري الكويت أدبائها.
أطلق اسمه على إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة «الظهر» - بمحافظة الأحمدي - تقديرًا لجهوده في خدمة وطنه.
الإنتاج الشعري:
- له «ديوان عبدالمحسن إبراهيم البابطين» - جمعه عبداللطيف البابطين، شرحه ووضع حواشيه عبدالعزيز العمر العلي - الكويت (د. م. ن).
الأعمال الأخرى:
- له منظومة في بحور الشعر وقوافيه، وألفية في الأنساب، وله رسائل نثرية ذات رصانة تدلُّ على رسوخ قدمه في المنظوم والمنثور.
شعره من الموزون المقفى، وكان له رأي رافض للشعر المنثور، وقد اهتم بالإيقاع ومتانة اللغة اهتمامه بالفكرة التي تقود امتداد القصيدة، وبالقيم الأخلاقية التي تدعو إليها. له شعر وجداني عبر فيه عن ذاته، كما كتب في المعارضات والمساجلات الإخوانية، وتستطيع موضوعات قصائده أن تقرب الإطار الثقافي السائد بين أدباء عصره.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد الشرباصي: أيام الكويت (ط1) - دار الكتاب العربي - القاهرة 1953.
2 - عبدالرزاق الصانع وعبدالعزيز العلي: إمارة الزبير بين هجرتين - المؤلف - الكويت 1985 .
3 - عبدالله خالد الحاتم: من هنا بدأت الكويت - مطبعة دمشق العمومية - دمشق (د.ت).
4 - عبدالله عبدالرحمن البسام: علماء نجد خلال ستة قرون - مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة - مكة المكرمة 1389هـ/ 1969م.
5 - يوسف حمد البسام: الزبير قبل خمسين عامًا: المطبعة العصرية - الكويت 1971 .