عبدالعزيز بن عبدالكريم الميمني الراجكوتي الأثري.
ولد في قرية راجكوت (إقليم كاتهيا دار، سوراشترا - على الساحل الغربي للهند) وإليها انتسب، وتوفي في مدينة كراتشي (الباكستان).
عاش في الهند وباكستان، وزار عددًا من الدول العربية والإسلامية، منها: مصر وسورية والعراق وتركيا.
تلقى مبادئ التعليم وحفظ القرآن الكريم في كتّاب قريته، ثم استكمل دراسته في لكنهؤ ورامبور ودهلي، متتلمذًا على عدد من كبار شيوخ عصره: حسين بن محسن الأنصاري الذي أجازه برواية الحديث (1908)، ونذير أحمد الدهلوي، ومحمد طيب المكي، مما منحه القدرة على التعمق في علوم اللغة والأدب، وحفظ الشعر العربي (تشير بعض المصادر إلى حفظه سبعين ألف بيت من الشعر العربي).
عمل بالتدريس في الكلية الإسلامية ببيشاور، انتقل بعدها إلى الكلية الشرقية بلاهور (عاصمة إقليم البنجاب)، ولكن سيطرة الإنجليز على الكلية دفعته لمغادرتها إلى الجامعة الإسلامية في عليكرة، وتدرج في مناصبها العلمية حتى عين رئيسًا لقسم اللغة العربية بها.
قصد كراتشي للعمل في جامعتها حيث أسند إليه رئاسة القسم العربي بالجامعة، وإدارة معهد الدراسات الإسلامية لمعارف باكستان.
أتاح له دأبه الشديد في مطالعة خزائن الهند العامرة بآلاف المخطوطات العربية أن يقف على النوادر منها، وأن يثري المكتبة العربية بما تيسر له طبعه.
لم يتوقف عند مكتبات الهند، فاتجه إلى البلاد العربية وتركيا سنة (1933) بحثًا عن المخطوطات، ووفق في الوقوف على النادر منها، فطاف بخزائن إستانبول، وزار مكتباتها التي تضم أكبر مجموعة خطية من التراث العربي.
قصد مصر التي كان لها فضل التعريف به وإظهار علمه بنشر تحقيقاته، وكان يمضي أكثر وقته في دار الكتب المصرية عاكفًا على نسخ المخطوطات التي يرى أهميتها، وكذلك كان يفعل في أثناء زيارته للشام والعراق وتركيا، وكان لهذا الجهد العلمي الرفيع دور في تعميق صلاته بعلماء مصر من أمثال: محب الدين الخطيب، ومحمود محمد شاكر، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ورجال دار الكتب المصرية، مما أتاح له فرصة نشر إنتاجه في القاهرة التي كانت تعرف قدر الرجل وسعة علمه، كما اتصل بلجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يرأسها الأديب أحمد أمين.
زار سورية واستعانت به وزارة الثقافة بدمشق للاستفادة من خبرته في مجال المخطوطات.
انتخب عضوا مراسلاً للمجمع العلمي العربي بدمشق (1928) وعضوًا مراسلاً لمجمع اللغة العربية في القاهرة.
زار عددًا من الدول العربية، وألقى محاضرات بها، وربطته علاقات صداقة ببعض رجال العلم فيها.
الإنتاج الشعري:
- له قصيدة: «تحية إلى جامعة عليكرة الإسلامية بالهند» - مجلة الزهراء - لصاحبها محب الدين الخطيب - المجلد الثاني - الجزء السابع - القاهرة - رجب 1344هـ/1925م، (30 بيتًا).
الأعمال الأخرى:
- حقق القصيدة اليتيمة لدوقلة المنبجي - مجلة الحديث - العدد الثامن - حلب - 8 من أغسطس 1929، وله عدد من المؤلفات، منها: ابن رشيق القيرواني، وأبو العلاء وما إليه، و إقليد الخزانة - جامعة البنجاب - الهند 1927 - (فهرس للكتب الواردة في خزانة الأدب لعبدالقادر البغدادي)، و تنكيتات وتعقيبات على خزانة الأدب، ومذكرات الميمني، ومن نسب إلى أمه من الشعراء - تحرير: محمد يوسف - مجلة مجمع اللغة العربية - مجلد 52 - دمشق 1977 (آخر ما نشر للشاعر)، وحقق عددًا من المخطوطات العربية، منها: أبو العلاء وما إليه؛ فائت شعر أبي العلاء - المطبعة السلفية - القاهرة 1925، وسمط اللآلي المحتوي على اللآلي في شرح أمالي القالي لأبي عبيد البكري - لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة 1934، والنتف من شعر ابن رشيق وزميله ابن شرف القيروانيين - المطبعة السلفية - القاهرة 1935، والطرائف الأدبية - لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة 1937 (مجموعة من الرسائل في قسمين، الأول يضم دواوين: الأفوه الأودي، شنفرى، وتسع قصائد نادرة، والثاني يضم ديوان إبراهيم بن العباس الصولي، والمختار من شعر المتنبي والبحتري وأبي تمام للإمام عبدالقاهر الجرجاني)، وديوان حميد بن ثور الهلالي - دار الكتب المصرية - القاهرة 1951، والفاضل في اللغة والأدب لأبي العباس المبرد - دار الكتب المصرية - القاهرة 1955، والوحشيات، الحماسة الصغرى لأبي تمام الطائي - دار المعارف - القاهرة 1963، وديوان سحيم عبد بني الحسحاس - دار الكتب المصرية 1950، وصدرت طبعته الثانية 1965، و نسب عدنان وقحطان لأبي العباس المبرد، لجنة التأليف والترجمة - القاهرة 1354هـ/1935م، و المنقوص والممدود للفراء، والتنبيهات على أغاليط الرواة لعلي بن حمزة، (نشر الكتابان معا في سلسلة ذخائر العرب) - دار المعارف - القاهرة 1967.
شاعر مقلّ، من أصحاب الواحدة، عالم مفكر شغله تحقيق التراث، وتتبع نوادر مخطوطاته، المتاح من شعره قصيدة واحدة ألقاها في احتفالات اليوبيل الذهبي
لتأسيس جامعة عليكرة الإسلامية، يحافظ فيها على نهج الخليل والقافية الموحدة، استهلها بإسباغ صفات الجمال على الجامعة الإسلامية ودورها في التربية وتعليم النشء، برز فيها تأثره بالمعجم القرآني، وتجلّت فيها آثار بعض الشعراء السابقين كابن عربي، والبهاء زهير، وغيرهما.
تقديرًا لجهوده في تحقيق التراث الإسلامي ونشر العربية، منحته سورية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى (1397هـ/1976م).
لقب بلسان العربية في الهند.
مصادر الدراسة:
1 - عدنان الخطيب: المجمع العلمي العربي، مجمع اللغة العربية في خمسين عامًا - مطبعة الترقي - دمشق 1969.
2 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993.
3 - محمد خير رمضان يوسف: تتمة الأعلام للزركلي - دار ابن حزم - بيروت 1998.
4 - محمود محمد الطناحي: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي - مكتبة الخانجي - القاهرة 1984.
5 - www.islamonline.net
6 - الدوريات:
- شاكر الفحام: عبدالعزيز الميمني الراجكوتي - مجلة مجمع اللغة العربية - المجلد 54 - الجزء الأول - دمشق - يناير 1979.
- محمد يوسف: عبدالعزيز الميمني كما عرفته - مجلة الأديب المدنية - أكتوبر 1960.