عباس محمود العقاد.
ولد في مدينة أسوان (جنوبي صعيد مصر) وتوفي في القاهرة، ودفن في مدينة أسوان.
قضـى حيــاتـه في مصر، غير مدة محدودة في السودان، وزار عدة عواصم عربية.
حصَّل من شهادات التعليم الرسمي أقلَّها (شهادة إتمام الدراسة الابتدائية) من مدرسة أسوان عام 1903 - ظهرت عليه مخايل الفكر وفرادة الشخصية في
زمن مبكر، فأخذ نفسه بالتوسع في الاطلاع والتثقيف ذاتيًا - مستفيدًا من تمكنه في اللغة الإنجليزية - حتى غدا مرجعًا موثوقًا في قضايا الحضارة والثقافة والفن والأدب والتاريخ.
بدأ عمله الوظيفي بمجرد حصوله على الشهادة الابتدائية - موظفًا بمدينة قنا (1904) ثم بالزقازيق، فالفيوم - ثم عمل مدرسًا بالمدارس الأهلية في أسوان ثم في القاهرة، ومن بعد، عمل موظفًا بديوان الأوقاف (1912 - 1914) وكان هذا آخر عهده بالوظائف الحكومية.
مارس الكتابة الصحفية منذ بواكير اتجاهه إلى الكتابة، فكتب بجريدة الدستور (1907) وغيرها من الصحف الحزبية في مصر، والمجلات الثقافية على اختلافها،
وكان في أخريات حياته يكتب مرة كل أسبوع في الصفحة الأخيرة من صحيفة «الأخبار» المصرية، تحت عنوان ثابت: «يوميات الأخبار».
كان في بداية حياته مشايعًا (سياسيًا) لحزب الوفد وزعيمه سعد زغلول، الذي قرّبه إليه وأطلق عليه لقب الكاتب الجبار، وفي زمن زعامة مصطفى النحاس
لحزب الوفد اختلف معه وانقلب عليه، وبعد حركة الجيش (1952) ظل موقفه منها، ومن زعيمها جمال عبدالناصر متحفظًا أو أقرب إلى الموافقة.
في عهد الملك فؤاد حكم عليه بالسجن تسعة أشهر بتهمة العيب في الذات
الملكية، وعندما تخطى رومل - القائد الألماني الأشهر - الحدود المصرية واقترب من «العلمين» - على مشارف الإسكندرية - غادر العقاد مصر إلى السودان هربًا، لهجومه المستمر على النازية وهتلر، ولم يعد إلاّ بعد انكسار جيش رومل.
كانت له في بيته بضاحية مصر الجديدة - ندوة أسبوعية (كل يوم جمعة) يؤمها كبار المثقفين العرب، وأساتذة الجامعات، وشباب الباحثين، والمريدون الدائمون،
وكان العقاد المتحدث الوحيد فيها.
كان عضوًا بمجلس الشيوخ - بالتزكية - عن دائرة الصحراء الغربية.
لم يتزوج، وتعد روايته الوحيدة: «سارة» بمثابة سيرة ذاتية لمرحلة من حياته العاطفية.
كان عضوًا بالمجمع اللغوي بالقاهرة (1940) - والمجمع العلمي بدمشق، وبغداد، وكان مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم
الاجتماعية.
الإنتاج الشعري:
- صدرت له عشرة دواوين هي: - يقظة الصباح: 1916. - وهج الظهيرة: 1917. - أشباح الأصيل: 1921. - أشجان الليل: 1928 (وجمع معه ثلاثة الدواوين السابقة عليه). - وحي الأربعين: 1933. - هدية الكروان: 1933. - عابر سبيل: 1937. - أعاصير مغرب: 1942. - بعد الأعاصير: 1950. - ما بعد البعد: 1967، وقد جمعت
خمسة دواوين هي: هدية الكروان، أعاصير مغرب، بعد الأعاصير، وحي الأربعين، عابر سبيل - في مجلد واحد تحت عنوان: خمسة دواوين للعقاد - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1973، ثم جمعت أعماله الشعرية كاملة في مجلدين - تحت عنوان: ديوان العقاد - صدر عن المكتبة العصرية - ، بيروت، وله مسرحية هزلية من فصل واحد، بعنوان: «شوقي بين يدي قمبيز» تضمنها كتاب: قمبيز في الميزان - القاهرة 1932، وانتشرت قصائده طوال رحلة إبداعه المديدة على صفحات الدوريات الثقافية والصحف العربية، ولكن دواوينه جمعتها.
الأعمال الأخرى:
- من فنون الإبداع النثري: رواية «سارة» - القاهرة 1938، وثلاث قصص قصيرة هي: «أحسن حمار»، «كسبنا القضية»، «المسرف الظريف» - نشرت في أزمنة
متباعدة بمجلتي الاثنين، والمصور، كما كتـب مقــامة بعنــوان: نــادي العجــول - نشرت في كتاب مجمع الأحياء: 1912، وفي النقد الأدبي: الديوان (في الأدب والنقد): 1921.- ابن الرومي، حياته من شعره: 191. - قمبيز في الميزان: 1932. - رجعة أبي العلاء: 1939. - أبو نواس (د. ت). - اللغة الشاعرة. - ساعات بين الكتب. - مراجعات في الآداب والفنون. - يوميات العقاد (أربعة أجزاء)، وفي فن التراجم (السيرة): العقبريات (عبقرية محمد - عبقرية خالد - عبقرية عمر - عبقرية علي - عبقرية الصديق - عبقرية المسيح). - أبو الأنبياء (الخليل إبراهيم). - سعد زغلول. - معاوية بن أبي سفيان في الميزان. - أبو الشهداء (الحسين بن علي). - الصدِّيقة بنت الصدِّيق. - هتلر. - ابن رشد، وفي قضايا العقيدة والدين: الله. - إبليس. - التفكير فريضة إسلامية. - ما يقال عن الإسلام. - المرأة في القرآن. - الديمقراطية في الإسلام. - أفيون الشعوب، وإبداعات ودراسات مترجمة: عرائس وشياطين - فيها قصائد عالمية مترجمة.
- ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي. - فرنسيس بيكون (به مقالات مترجمة). - بنيامين فرانكلين (به مقالات مترجمة). - شاعر أندلسي وجائزة عالمية (جون رامون خيمنيز) - (به مقالات مترجمة)، وفي سيرته الذاتية: حياة قلم: 1964. - أنا - وقد صدر بعد رحيله، وفي النظريات السياسية: النازية والأديان. - الصهيونية العالمية. (وله مؤلفات أخرى).
شاعر، ناقد، باحث، تجلت موهبته المبكرة في نقده، حتى نسبت إليه مبادئ مدرسة الديوان (التي يشاركه فيها عبدالرحمن شكري وإبراهيم عبدالقادر المازني) أحب لنفسه وصف الشاعر، وتقبل إمارة الشعر التي نعته بها طه حسين بعد رحيل أحمد شوقي، ولكن جماهير محبي الشعر لم يتداولوا هذا النعت. لشعره خصوصية الانبعاث عن تأمل وفكر عميقين، في صياغة محكمة، ووعي بفلسفة بناء القصيدة، تعد قصيدته «ترجمة شيطان» من الإبداعات الفريدة في الشعر الحديث، وكذلك قصيدته عن الموسيقا، غير أنه حاول (في ديوان: عابر سبيل) أن يطوع مشاهد الحياة اليومية لأن تكون شعرًا، بقليل من التلوين وإخفاء المعنى والتجسيد. مارس بعض موضوعات الشعر التي أنكرها على غيره، والتزم بالبحر الشعري ونظم التقفية المأثورة، وعارض التجديد في قصيدة التفعيلة. بقي منه أنه امتداد لتيار تأملي فكري في الشعر العربي والإنساني.
نال جائزة الدولة التقديرية.
صدرت عنه رسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) كثيرة، في مصر، وأقطار الوطن العربي، وفي الدوائر العربية وفي الجامعات الأجنبية.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد عبدالغفور عطار: العقاد صديقي - تهامة للنشر - جدة 1958.
2 - أحمد هيكل: تطور الأدب الحديث - دار المعارف بمصر 1968.
3 - شوقي ضيف: مع العقاد (سلسلة أقرأ) دار المعارف بمصر - القاهرة 1964.
4 - صلاح عبدالصبور: ماذا يبقى منهم للتاريخ؟ - دار الكتاب العربي - القاهرة 1968.
5 - عبدالحي دياب: عباس العقاد ناقدًا - الدار القومية - القاهرة 1965.
مراجع للاستزادة:
1 - أحمد إبراهيم الشريف: المدخل إلى شعر العقاد - دار الجيل - بيروت 1981.
2 - أنيس منصور: في صالون العقاد كانت لنا أيام - دار الشروق - القاهرة 1983.
3 - عامر العقاد: صفحات من حياة العقاد المجهولة - مؤسسة دار الشعب - القاهرة 1968.