سلمان بن فارس جابر.
ولد في قرية البنية (قضاء عاليه - لبنان)، وتوفي فيها.
قضى حياته في لبنان وفلسطين وسورية.
قضى طفولته الباكرة دون تعلم حتى انتهت الحرب العالمية الأولى، فدخل المدرسة عام 1919.
تلقى علومه الأولى في مدرسة قريته، ثم التحق بالمدرسة الداودية وبقي فيها أربع سنوات يتلقى تعليمًا حديثًا. انقطع عن الدراسة وعكف على الاطلاع وتحصيل المعارف ذاتيًا، وكان اشتغاله في إدارة مدرسة افتتحها في قريته، وكذلك اشتغاله بالعمل الصحفي بمثابة ميادين عملية صقلت معارفه.
كابد الحياة العملية وهو في الحادية عشرة من عمره، فمارس مهنًا صغيرة متعددة، مثل الزراعة والحطابة وغيرها، ثم افتتح مدرسة في قريته عام 1931 وتولى إدارتها بنفسه، ثم تولى إدارة جريدة الصفاء عام 1932. انتقل إلى بيروت وانخرط في العمل الصحفي فأصدر وحرر وراسل عددًا من الصحف مثل: جريدتي النداء والجامعة العربية، وفي عام 1942 انتقل إلى جبل الدروز وحرر جريدة «الجبل»، كما شارك في تحرير جريدة الصفاء في عهد كمال جنبلاط.
اشتغل مدرسًا للغة العربية وآدابها في بعض المدارس الثانوية في سورية حتى عام 1957، عاد إلى لبنان واشتغل بالتدريس حتى عام 1967، ثم اشتغل محققًا
للكتب ومدققًا لغويًا في مكتبة لبنان، وبعد اشتعال الحرب الأهلية عاد إلى قريته واستقر فيها.
كانت حياته سجلاً حافلاً بالعمل الثقافي والسياسي، إذ لعب دورًا في بلاده من خلال عمله الصحفي، ونشط في العمل السياسي، وتعرض للاعتقال عام 1956، وكان قد تعرض لمحاولة الاغتيال عام 1947، وفي عام 1935 ذهب إلى فلسطين متعاطفًا مع قضية شعبها، ونشط في العمل الاجتماعي فأنشأ فيها عددًا من المشاريع الثقافية والعلمية، وفي عام 1962 تولى رئاسة بلدية قريته، وفي عام 1983، وأثناء الحرب الأهلية تعرضت قريته لهجوم طائفي، وقتل مع نفر قليل ممن آثروا البقاء في القرية والدفاع عنها.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد وردت ضمن كتابه: «لمحات من أضواء على أحداث نصف قرن»، وله قصائد وردت ضمن بعض مصادر دراسته، وله قصائد نشرت في بعض صحف ومجلات
عصره منها: قصيدة بعنوان: «قفى ودعيني.. قبل أن نتفرقا» - جريدة الصفاء - العدد 1486 - 1935، وقصيدة تحت عنوان: «من غوالي الذكريات» - مجلة الأماني - 1944.
الأعمال الأخرى:
- كتب عددًا من المقالات في صحف ومجلات عصره مثل: الأماني - الصفاء - البيان (كانت تصدر في نيويورك) - فتى لبنان - برازيل لبنان (كانت تصدر في البرازيل)، وله مؤلف بعنوان: «لمحات من أضواء على أحداث نصف قرن».
شاعر وطني قومي، عاش شعره حياة وفنًا، نظم على البناء العمودي مجددًا في لغته وموضوعاته، يدور أكثره حول الموضوع الوطني متأثرًا بأحداث عصره وقضايا أمته، منددًا بالانتداب الفرنسي محرضًا على الثورة ضده، وبث روح الحماسة بين الشباب والمناضلين في كل أرجاء الشام ولا سيَّما في فلسطين، كما كتب الشعر الذاتي معبرًا عن معاناته الشخصية، متذكرًا مشاهد من شبابه وصباه. اتسم شعره بفخامة اللغة ومتانة التراكيب، وقوة المعنى ووضوحه.
مصادر الدراسة:
- محمد خليل الباشا: معجم أعلام الدروز - الدار التقدمية - المختارة (لبنان) 1990.