رجائي بن وهيب بارودي.
ولد في طرابلس (شمالي لبنان) وفيها مات، بعد تطواف بجهات شتى من قارات العالم (أوربا - وأمريكا الشمالية - وآسيا).
في طرابلس تلقى دروسه الأولى في مدرسة النموذج الرسمية للصبيان، ثم في مدرسة السلطانية، ثم التحق بكلية التربية والتعليم، ونال الشهادة الإعدادية
والمتوسطة.
انتسب إلى دار المعلمين في بيروت (1938) وتخرج فيها (1940) وفي هذه المرحلة توسع في قراءته الحرة.
مارس التدريس متنقلاً بين مدارس عكار، والكورة، وطرابلس، وفي (1949) هجر التدريس ليعمل في شركة المصفاة اللبنانية بطرابلس، ولكن سرعان ما تخلى عنها ليلتحق بالجامعة اللبنانية حيث أعطته منحة للتخصص، فسافر إلى أمريكا (1952) فحصل على بكالوريوس في التربية الريفية، وعهد إليه بعمل تربوي (1963) أهله لمنحة للحصول على الدكتوراه (1968) من تشيكوسلوفاكيا، وبعد ثمانية أشهر عاد إلى عمله السابق، ولم يحصل على الدرجة بسبب عدم تحمل أسرته لمعاناة الغربة.
كان عضوًا مؤسسًا للرابطة الثقافية بطرابلس، وعضوًا بالمجلس الثقافي للبنان الشمالي، وعضوًا في النادي العربي بطرابلس.
تأثر من الفكر الماركسي بالتعاطف مع الكادحين والدعوة إلى العدالة والمساواة.
الإنتاج الشعري:
- نشرت له قصائد في صحف لبنان: قصيدة «سكران» - بمجلة الصياد، وقصيدة: «ترى يعود» بجريدة الأحد (26/3/1952) - وله غيرها بالمجلة ذاتها، كما نشرت قصائده في: النداء، والتمدن، والأنوار، والصياد، والإنشاء.. وغيرها. ونشرت له مجلة الصياد قصيدة «الصلاة عذراء» - العدد 491 - وقصيدة «خفافيش» العدد 510.
ونشرت له جريدة الحضارة بطرابلس قصيدة: من أحد إلى عرفات - العدد 714. ونشرت له جريدة التمدن قصيدة «منطق الضفادع» - العدد 114 - وقصيدة «يحتضرون» - العدد 1325، وله أربعة مجموعات شعرية مخطوطة: مجموعتان وجدانيتان غزليتان - وثالثة بعنوان: غزو الإنسان للفضاء،ومنها الهمزية المطولة: «نحو اللابداية» - ومجموعة رابعة ذات منحى سياسي بعنوان: «في المعركة ضد الاستعمار وصنائعه».
الأعمال الأخرى:
- له من المسرح الشعري مسرحيتان قصيرتان: مسرحية سياسية من فصلين: «رسل الموت». نشرت بمجلة الطريف - ديسمبر 1950 تحت اسم مستعار: «مقدام حكيم»، ومسرحية: «السلم يؤخذ ولا يعطى» - نشرت في كتاب الملتقى الشعري الأول - دار الرائد العربي - 1983، وله عدة دراسات مخطوطة، إحداها بحث في بحور الخليل - وترجمة لجانب من نظرية آينشتاين.
يمثل اتصال الشاعر بالفكر الماركسي منعطفًا مهمًا في حياته، وفي توجيه فنه الشعري، فقد ودع - كما يقول في كراس مخطوط - أيام اللهو والغزل، وبدأ ينظم في معنى باكورته الجديدة «عرفت الدرب قدامي». على أن سائر منظوماته صدرت عن وجدان حر ودافع صادق، فالشعر - عنده - فيض حياة وشعور ورسالة موجهة إلى الإنسان، ولهذا - على كثرة غزله والغناء للحب - لم تهبط معانيه أو تسفّ صوره. وقد نظم المطولات والمقطعات ومابينهما، وكان مجيدًا في هذا في أغلب الأحيان.
مصادر الدراسة:
1 - ممدوح زيادة: الحياة الثقافية في طرابلس - رسالة لنيل شهادة الكفاءة في اللغة العربية - الجامعة اللبنانية - بيروت 1979.
2 - ديوان الشعر الشمالي في القرن العشرين: المجلس الثقافي للبنان الشمالي- دار جروس برس - طرابلس 1996.
3 - كتاب الملتقى الشعري الأول لشعراء الشمال - دار الرائد العربي - بيروت 1983.