رجاء أبو غزالة

1416-1361هـ 1995-1942م

سيرة الشاعر:

رجاء عادل أبو غزالة.
ولدت في بيروت، وتوفيت في عمّان - واتسعت حياة ليست بالطويلة للحياة في جدة، وإنجلترا وتحصيل معارف وشهادات.
تلقت تعليمها الابتدائي في مدارس بيروت، وحصلت على البكالوريوس اللبنانية من مدرسة الراهبات (1961)، وقد أتقنت الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، كما درست الفن التشكيلي، وفن القصة القصيرة - حصلت على دبلوم من بريطانيا - ودورات في الاقتصاد من المعهد البريطاني بجدة، وعلى التوجيهية الأردنية (1981) - وعلى
الماجستير من الجامعة الأردنية (1994).
شاركت بكتابة مقالات بشكل منتظم في صحيفة صوت الشعب - وصحيفة الرأي (الأردنيتين) ورسمت الكاريكاتير في «الحوادث» اللبنانية.
كانت عضو رابطة الفنانين التشكيليين في عمان، وعضو لجنة المرأة برابطة الكتّاب الأردنيين.
شاركت - ممثلة لرابطة الكتّاب - في عدة مؤتمرات أدبية عربية.

الإنتاج الشعري:
- صدر لها ديوانان: «معك أستطيع اغتيال الزمن» - دار الشعب - عمان 1978، و«الهروب الدائري» - دار الشعب - عمان 1980.

الأعمال الأخرى:
- لها ست مجموعات قصصية: «الأبواب المغلقة»: دار الباحث - بيروت 1982، «المطاردة»: دار الشروق - عمان 1988، «كرم بلا سياج»: المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 1992، «القضية»: وزارة الثقافة - عمان 1994، «زهرة الكريز»: دار الكرمل - عمان 1994، «امرأة خارج الحصار»: رابطة الكتّاب - عمان 1995، كما نشرت العديد من المقالات في المجلات اللبنانية، ولها مختارات من القصص النسائي العربي - نشرت بعنوان «اليانصيب» - دار الكرمل - عمان 1987.
تكتب القصيدة الحديثة ذات العناوين الغامضة، وقد يبنى العنوان على تناقض، وذات الصور والنقلات السريالية الصادمة للمنطق، تتوالى التفعيلات غير عابئة بأنساق الوزن، كما تتوالى الجمل غير آبهة لقواعد النحو، تغيم عندها المعاني، ولكنها لا تغادر الجو الشعري.

مصادر الدراسة:
1 - طلعت سقيرق: دليل كتّاب فلسطين - دار الفرقد - دمشق 1998.
2 - عبدالله رضوان ومحمد المشايخ: انطولوجيا عمان الأربعة - أمانة عمان 1999.
3 - عبدالحكيم الوائلي: موسوعة شاعرات العرب - دار أسامة - عمان 2001.
4 - محمد عمر حمادة: أعلام فلسطين - دار قتيبة - دمشق 1991.
5 - معجم أدباء الأردن «الراحلون» - وزارة الثقافة - عمان 2001.

حكاية الذئب المشبوهة

تحرّكْ كيفما تشاءُ
الزنابقُ لا تسفرُ عن مفاتنها،
الزنابقُ محاصرةٌ
في فجواتِ الفجرِ الفضّيِ،
اقتربْ من الشفقِ،
الاحمرارُ المرعبُ
يطفو فوق السهولِ
يُغرقُ الصمتَ بالذهولِ
هناك ذئبٌ يزحفُ،
على امتدادِ ظهرهِ المرنِّ
تسري كهرباءٌ متماوجةٌ،
تلامسُ العشبَ
وتشعلهُ سبائك
تحوّلْ كيفما تشاءُ
عيونٌ شرهةٌ تتوزعُ الأدوارَ،
أفاعي رهيبةٌ
تتسلّقُ الأسوارَ،
أمطارٌ مأساويةٌ
تبلّلُ الأحرارَ
وتغرقُ كلَّ المحاصيلِ،
إنه زمنُ الفزّاعاتِ الجائعةِ
المصلوبة وراءَ المقابرِ
اتّجهْ حيثما تشاءُ
لم تعدِ الأرضُ أرضًا
ولا السماءُ سماءً،
تحوّلَ الترابُ إلى غنيمةٍ،
والبذورُ إلى طيورٍ
تصطادُها رياحُ الجائعين
لم يعدْ الغروبُ أعشاشُ عصافيرَ،
ولا شجرةُ الجمّيزِ
مرقدُ سكينة
انتحرَ الغروبُ في الشفقِ،
وهوتْ الشجرةُ في الأرقِ،
وحفرت زلازلُ الذئابِ
كهوفًا للمتشردين والخائفين

احمل خيمتك واتبعني

نحن أقوامٌ لا تحفلُ
إِنِ اشتدّتْ علينا الريحُ اليومَ
غدًا ننزعُ الأوتادَ ونرحلُ
أطلْ لحيتَكَ
كي لا تشعرُ بالخزي والعارِ
لقد مضى زمنُ العزِّ
والكرامةُ المجلّلةُ بأكاليل الغارِ
لم يعدْ هناك أندلسٌ
يضربُ بها مثلُ الافتخارِ،
أو عبدُالرحمنِ أو طارقٌ أو ناصرٌ
كلهم ماتوا
والموتُ راحةٌ لذوي الضمائرِ
نحنُ قومٌ جاهليّون،
ندينُ بالسيادةِ ومبدأِ الساديّين
نعفّرُ وجوهنا برملِ الصحراءِ
كي نُرضيه
ونهدّدُ بإشعال بترولنا باللهبِ
كي نلهيه
ثم نركعُ في السرِّ
لشياطين غرائزنا
لتباركها اللاتُ والعزّى
احملْ خيمتك واتبعني
نحن أطفالُ المحنِ
نحن كلُّ أخطاءِ الماضي والمستقبلِ
وحاضرِ الزمنِ
نقفُ على شفيرِ الهاويةِ ونضحكُ
وفي أفواهنا ملعقة ذهبٍ تصطكّ
من هولِ فواجعنا
صدِّقْني أنا لا أريدُ الانتحارَ
مع قومٍ يهزأُ بهم عدوٌّ جبّار
لقد سئمتُ كوني من لحمٍ ودمٍ
وأوثرُ الانضمامَ إلى عالمٍ آليٍّ
مصنوعٌ من الزجاجِ المقوّى
خيرٌ لي
أَنْ أصبحَ «روبوتًا» يُشحَنُ بالكهرباءِ
لا بالدم والكبرياءِ،
وأن يُنزَعَ قلبي ويُستبدلَ
ببطاريةٍ جوفاءَ
من أَن أنامَ على حلمِ الأذكياءِ
على كل العالمِ
ببترودولاراتنا