دعد حداد

1412-1356هـ 1991-1937م

سيرة الشاعر:

دعد محمد رشاد حداد.
ولدت في مدينة اللاذقية (الساحلية - غربي سورية) وتوفيت في دمشق، وبين مسقط رأسها ومثواها، قضت حياتها.
تلقت تعليمها قبل الجامعي تبعًا لموقع أبيها الوظيفي: في دمشق أولاً، ثم في اللاذقية، لتعود إلى دمشق فتلتحق بكلية الآداب - قسم اللغة العربية.
لم تكمل دراستها الجامعية، فانصرفت إلى دراسة اللغتين الفرنسية والألمانية، كما درست الموسيقى، وتعلمت العزف على آلاتها.
عملت محررة صحفية في مجلة «جيش الشعب» العسكرية، ثم موظفة في المكتب المركزي للإحصاء، ثم تفرغت للكتابة والشعر، ثم عادت إلى وظيفة تناسب
موهبتها: مدققة لغوية وأدبية في مطابع وزارة الثقافة.
كانت عضوًا في جمعية الشعر في اتحاد الكتّآب العرب بدمشق.
كانت ذات مواهب متعددة إذ مارست العزف والرسم والنحت، كما كتبت قصصًا قصيرة للأطفال، وكتبت بعض المسرحيات.

الإنتاج الشعري:
- لها ثلاثة دواوين نشرتها وزارة الثقافة السورية: «تصحيح خطأ الموت» - 1981، و«كسرة خبز تكفيني» - 1987، و«الشجرة التي تميل نحو الأرض» - 1991 (عقب رحيل الشاعرة)، ولها عدة قصائد نشرتها بعض الصحف السورية - وبخاصة: «الموقف الأدبي»، ولها مطولة شعرية بعنوان: «ثمة ضوء» لم تنشر بعد.

الأعمال الأخرى:
- كتبت مسرحيتين: «اثنان في الأرض، واحد في السماء» - مجلة الموقف الأدبي - عدد 78 - أكتوبر 1977، ولها «الهبوط بمظلة مغلقة» - مخطوطة.
يلتقي في أشعارها حلم الحرية والتوق إلى الانعتاق، مع حزن خبيء وشعور بالضياع. الابتسامة في صورتها، والأزهار المتفتحة في ثوبها، وعناوين دواوينها منظومة إنسانية تقاوم عوامل الإحباط التي تتسلل إلى ألفاظها وصورها. كتبت قصيدة التفعيلة، والقصيدة المتحررة من قيد الوزن، مكتفية بصدق الإحساس وتموجات الأصوات
معبرة عن عالمها الداخلي الذي لم يكن مشبعًا، ولكنه لم يتخلّ عن ملاحقة الحياة.

مصادر الدراسة:
1 - مروان المصري ومحمد علي الوعلاني: الكاتبات السوريات - دار الأهالي - دمشق 1988.
2 - نزيه أبو عفش: مقدمة ديوان: الشجرة التي تميل نحو الأرض.
3 - الدوريات: زهير غانم: مع ديوان «تصحيح خطأ الموت» - جريدة تشرين 18/6/1983.
4 - مقابلة أجراها الباحثان: أحمد هواش، وعيسى فتوح مع مروان حداد، شقيق المترجم لها - دمشق 2003.

اقتلني واربح دولارًا

الحبُ جميلٌ هذا اليومْ
وطيورُ العالم واجفةٌ تبحث عن دفء النومْ،
وأنا وحدي
لا أملك شيئًا
لا أملك إلا الحريه
إلا قلبي قلبي العارم حبًا
اقتلني واربحْ دولارا
لن تذكركَ طيورُ النورس، فوق سطوح الماءِ
لا اللمسات العذبة للأشياءِ
ولا الأبعاد الأسطوريةُ
فوق جبين العالم، قبرٌ أبيضْ
اقتلني واربحْ دولارا

الطائر والزهرة

الحبُّ طائرٌ غريبٌ
يَوَدُّ أن يعيشَ في سلامْ
لكنه في كل رحلةٍ
يجابه الضياءَ والغبار، والمطرْ
وتلمس الزهورُ دمَعهُ الحبيسْ
تمدّ عنقَها، تلامسُ الزغبْ
أريد أن أطيرَ مثلما تطيرُ
لكنْ لي في الأرض ها هنا جذورُ
تشدّني لغايتي
أود لو أطيرُ، أن أطيرَ
أن تكونَ مهنتي الخطرْ

ها هي أجراسي

استيقظوا الآن
أنا وحيدةٌ
ها هي أجراسي وتوابيتي
ها هو بساطُ رحمتي الأحمديُّ
ها هو قلبي المفتوحُ
ونوافذي مشرعةٌ
وستارتي مزَّقْتها الريحُ
سوداءُ سوداءُ بَشْرتي
وعيوني آه
وثيابي مهلهلةٌ كالدُّرِّ
وقدماي عاريتان
من قلة الخجل

إلى أمي

الحائط باردٌ يا أمي!
والثلجُ قادمٌ
وها هو صوتي يناديكِ
من خلفِ الأحجارِ والترابِ
فلا صدًى لصوتي
الأطفالُ يتضاحكون خلف الجدارِ،
أأحمل أغنيتي إلى المتعبين مثلنا؟
إنهم سَئِموا الغناءَ!
وقد طال بهم بخْلُ الضميرِ
وهالَهمْ زمنٌ لا ينبتُ ضرعًا
ولا ثمرا

الحب

هذا الصباحُ، اكتبوا عن الحبِّ،
هذا الصباح اكتبوا عن الفرحِ،
ليس لأن اليوم عيدٌ
أو مناسبةٌ هامةٌ
ليس لأن اليوم عطلةٌ
الغيرةُ في شبابيك الصبايا، كالورودِ
منقوشةٌ على المزهريات والأثواب والشالاتِ
الحبُّ مُسوَّدةٌ ممزقةٌ
وسلالمُ موسيقية

إلى دمشق

لا شيءَ سوى الليل والعيون
والأضواء المتناثرة البعيدة
والاصطدامات الرقيقة
وبحّة صوتٍ
وكلابٍ ضالةٍ وحيدةٍ
يا لصوت الأقدام تحت النوافذ
تصبحون على خيرٍ أيها الأصدقاءُ
تصبحون على خيرٍ
وفجرٌ يأتي نديًا كالعادة
وأحذيةٌ مفقوعةٌ
وانتظار