خليل السواحري

1427-1359هـ 2006-1940م

سيرة الشاعر:

خليل بن حسين السواحري.
ولد في بلدة السواحرة الشرقية (القدس).
قضى حياته في فلسطين والأردن ولبنان وسورية.
ابتدأ تعليمه بمدرسة السواحرة، ثم مدرسة أبوديس، بعدها التحق بالثانوية الرشيدية بالقدس، ثم بمعهد المعلمين في العروب، فحصل على الدبلوم عام 1960، ثم قصد دمشق وحصل على ليسانس الفلسفة من الجامعة السورية عام 1965، كما حصل على الماجستير في الفلسفة من الجامعة اليسوعية بلبنان عام 1994.
عمل مدرسًا في مدارس مختلفة، ثم مديرًا لمديرية الإعلام في المكتب التنفيذي لشؤون الأرض المحتلة، بعدها عمل مديرًا لمديرية الدراسات في وزارة شؤون
الأرض المحتلة، ثم تقاعد ليتفرغ لإدارة دار الكرمل للنشر والتوزيع في عمان.
أسهم في تأسيس الاتحاد العام لكتاب فلسطين، وكان أمينه العام في دورة عام 1969، كما أسهم في تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 1974، ورأسها عامي
1984 و1985، وكان عضوًا في اتحاد الكتاب العرب بسورية واتحاد الناشرين العرب.
نشط في العمل الثقافي وشارك في فعاليات العديد من المؤتمرات الثقافية والفكرية العربية والعالمية، كما كان له نشاط سياسي معروف، حتى أبعدته إسرائيل عن القدس عام 1967.
كان عضو لجنة تحكيم جائزة لوتس العالمية، ورئيسًا للجنة موسوعة الفولكلور الفلسطيني، ورئيسًا للجنة جوائز نوح إبراهيم للتراث الشعبي الفلسطيني في
دورة عام 1977.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان مطبوع بعنوان: «للحزن ذاكرة وللياسمين» - دار الكرمل - عمان 1994، وله عدة قصائد نشرت في جريدتي: الرأي والدستور الأردنيتين.

الأعمال الأخرى:
- له عدة مجموعات قصصية منها: «مقهى الباشورة» - وزارة الثقافة والإرشاد القومي - دمشق 1975، و«زائر المساء» - دار الكرمل - عمان 1985، و«مطر آخر الليل» - وزارة الثقافة - عمان 2003، وله عدة كتب مطبوعة منها: «زمن الاحتلال» - اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1979، و«مختارات من الشعر الفلسطيني في الأرض المحتلة».
حصل على عدة جوائز أدبية منها: جائزة رابطة الكتاب الأردنيين للقصة القصيرة عام 1977، وجائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للقصة الفلسطينية عام 1977، والجائزة الذهبية لمهرجان القاهرة الرابع للإذاعة عن إحدى قصصه، وكرمته رابطة الكتاب الأردنيين بمركز الحسين الثقافي عام 2004.
كتب قصيدة التفعيلة، وحملها أوجاعه وأحزانه كفلسطيني ينعى وطنه السليب، متراوحًا بين معاني الحنين والرجاء واليأس، مفعمًا بالأسى، يسوقها في لغة سلسة تقيم معجمها الخاص.

مصادر الدراسة:
1 - ضياء خضير: قمر القدس الحزين، دراسات في أدب خليل السواحري - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2003.
2 - عمر ديارنة وهنا شراب: أدباء من الأردن - دار اليراع - عمان 2003.
3 - محمد جمال عمرو: دليل أعضاء مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي - دار البشير - عمان 2001.
4 - محمد المشايخ: دليل الكتاب الأردني - رابطة الكتاب الأردنيين - عمان 1992.
: الأدب والأدباء والكتاب المعاصرون في الأردن - مطابع الدستور - عمان 1989.
5 - يوسف حمدان: أقحوان على ضفاف النهر - دار الكرمل - عمان 2004.
6 - الدوريات: ملف خاص عن الكاتب خليل السواحري: مجلة أفكار - وزارة الثقافة الأردنية - آذار 2006.

الوردة الحمراء

المعطفُ الليليْ
الوردةُ الحمراءْ
كانا إشارةَ اللقاءْ
دليلَ ضائعين يبحثان في المدى المجنون عن ضياءْ
في أوّلِ النهار جاءْ
مع الرِّياح جاءْ
وأيقظ الطيورَ من سُباتها
وأيقظ الأشياءْ
وملءُ قلبه انتظارُ أن تجيْء
عيناهُ شُبّاكان مُشْرَعان علّها تجيءْ
على الرّصيفِ كان ضائعًا تجوسه العيونْ
يهدهدُ الدقائقَ الطوالَ
مِن هنا تجيءُ
- لا
- ومن هنا تجيءُ
- لا
- نعم تجيءْ
في أول النهارْ
في آخر النهارِ غنوةً تفيضُ بالعطاءْ
تغتال كلَّ موسم رديءْ
على الرصيف ظلَّ يسألُ الوجوه والعيونْ
ويحسُب الدقائقَ العجافَ في انتظارِ
موعدٍ مماطلٍ خؤونْ
وحين برعمتْ من الشَّمال وردةٌ حمراءْ
تمايلت زنابقُ الرصيفْ
وأورق الإسفلتُ أغنياتْ
- ها أنتِ ذي
قالت له تُراكَ من تكونْ؟
لم تقل جئتُ
ربَّما تجيءْ
في مطلعِ الربيعِِ دونَ موعدٍ
تجيءْ
وزهرةٌ حمراءُ من بيسانَ
فوق صدرِها الدفيءْ
وعاد يذرعُ الدروبَ والصقيعَ سندبادْ
عيناه نجمتان مات فيهما الضياءْ
يعانقُ الرصيفَ مُثقَلَ الضلوعْ
ملءُ قلبِه الرمادْ

الصدى واللقاء

لماذا تجيئين في الليلِ
حُلْمًا يؤرِّقُ
يبعث في الرُّدُهاتِ
وفي غرفة النوم، فوق المقاعدِ
أطيافَ ماضٍ سحيقْ
يرفُّ على القلبِ
يندسُّ عبرَ الخواطرِ
يمشي على شُرُفات العيونْ
كما النملِ والجوعِ والحزنِ ينهش في الذاكرهْ؟
لماذا تجيئينَ؟
يا غابةً من عذاب الطفولةِ
يا قبضة من عويلْ
لماذا تجيئينَ؟
من وحشة الريحِ والموجِ
من خفقاتِ الجنونْ؟
هناك التقينا
وكنت أخبّئ حزني
ووحشةَ قلبي
وغربةَ روحي
ورعبَ الضياعِ المدمِّر عبر المحطّاتِ
في آخر الشمسِ
كان الرحيل الخريفيُّ حزناً ومنفىً
وشوقًا مع الظلِّ يمتدُّ
يخطو معي
هناك التقينا
وكنتِ تمورين شوقًا قديمًا ولهفَهْ
أيا زهرةً يبست من ظمأْ
وقلبًا يمزِّقه الدمعُ
تذروهُ هذي السياطْ
ألم تعلمي أن قلبيَ يخبو
وحيدًا كجمرهْ
كعصفورةٍ من دخانْ؟