محمد جمال الدين بن محمد سعيد قاسم المعروف بالحلاَّق.
ولد في دمشق، وفيها توفي.
عاش في سورية ومصر.
تلقى القرآن الكريم على يد عبدالرحمن المصري، ثم تعلم القراءة والكتابة على يد محمود القوصي، ثم انتقل إلى المدرسة الظاهرية فتلقى مبادئ التوحيد والنحو والصرف والمنطق والبيان والعروض، وأخذ عن سليم العطار شرح الشذور، وابن عقيل، ومختصر السعد، وجمع الجوامع، وتفسير البيضاوي، ووقف منه على مجالس في البخاري والموطأ والشفاء ومصابيح السنة، والجامع الصغير.
عكف على مكتبته الخاصة، فنهل من معينها، ثم أخذ يتابع تطور الحركة العلمية في جميع نواحيها، حتى أجازه كثير من العلماء.
عمل مدرسًا للغة العربية، والعلوم الشرعية، وكان قد عمل معيدًا لوالده بدرسه العام في جامع السنانية حتى عام 1887، وانتدب من عام 1893 إلى عام 1896 لإلقاء دروس عامة خلال شهر رمضان في وادي العجم والنبك وبعلبك، وقام مقام أبيه في الدرس العام بعد وفاته (1901)، وبقي يؤم الناس في جامع السنانية إلى أن توفي.
كان داعية إصلاح ديني وفكري واجتماعي، وكان علاوة على ذلك واحدًا من حملة مشاعل النهضة في الشرق، يقف إلى جوار الإمامين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في حلبة واحدة.
سافر إلى مصر في أواخر حياته، وهناك اجتمع بالشيخ محمد عبده، وكانت بينهما مطارحات فقهية فاجتمع له طائفة من الشباب التفوا حوله وأحبوه.
الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «حلية البشر في القرن الثالث عشر» نماذج من شعره، وأورد له كتاب «جمال الدين القاسمي وعصره» بعضًا من أشعاره، وله العديد من القصائد المخطوطة.
الأعمال الأخرى:
- له من الكتب المطبوعة: «منتخب التوسلات» - دمشق 118هـ / 1900م، «دلائل التوحيد» - دمشق 1326هـ/ 1908م، «الفنون في الإسلام» - دمشق 1329هـ /1911م، «حياة البخاري» - صيدا 1330هـ / 1911م، «ميزان الجرح والتعديل» - مصر 1330هـ/ 1911م، وله من الكتب المخطوطة: الارتفاق بمسائل الطلاق، إفادة من صحا، في تفسير سورة والضحى، بديع المكنون في أهم مسائل الفنون، بذل الهمم لموعظة أهل وادي العجم، الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين، وإلى جانب عدد من الرسائل التي كان يتبادلها مع العديد من شخصيات العالم العربي والإسلامي، وبعض الشخصيات الدولية.
ما أتيح من شعره قليل، ومعظمه يجيء على هيئة ردود على بعض الدعاوَى والافتراءات التي يدفعها عن نفسه، أو عن غيره، كاشفًا عن مذهبه الذي لا يفارق كتاب
الله تعالى، وما صح من الأخبار، كما كتب في فضل الكتب ونفعها، إلى جانب شعر له في الغزل يمزج فيه بين العفة والمصارحة مقتفيًا أثر أسلافه به. وله في المساجلات
الشعرية الإخوانية والألغاز، كما كتب في أدب الزيارة لبيت المقدس مشيرًا إلى فضله، وفضل الصخرة المباركة، معرجًا على رحلة الإسراء والمعراج، التي شرف الله بها نبيه ( صلى الله عليه وسلم)، لغته طيعة تميل إلى المباشرة، وخياله قريب. التزم الوزن والقافية فيما كتبه من شعره.
مصادر الدراسة:
1 - خير الدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
2 - عبدالرزاق البيطار: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر (جـ2) - (تحقيق محمد بهجة البيطار) دار صادر - بيروت 1993.
3 - محمد أديب تقي الدين الحصني: منتخبات التواريخ لدمشق (1 - 3) دار الآفاق الجديدة - بيروت 1979.
5 - محمد عبداللطيف صالح الفرفور: أعلام دمشق في القرن الرابع عشر الهجري - دار الملاح - دمشق 1987.
6 - نزار أباظة ومحمد مطيع الحافظ: تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري (جـ1) - دار الفكر - دمشق 1986.
7 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - جمعية أهل العلم - بيروت 1955.
8 - الدوريات: حامد التقي: جمال الدين القاسمي - مجلة التمدن الإسلامي - شهرية الأجزاء (1 - 34) المجلد (19) دمشق 1954.
مراجع للاستزادة:
1 - سليمان سليم البواب: أعلام سورية في القرن العشرين - دار المنارة - دمشق 2000.
2 - عبدالغني العطري: أعلام ومبدعون - دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق 1999.
3 - محمد سعيد القاسمي وآخران: قاموس الصناعات الشامية - دار طلاس - دمشق 1988.