ألبير أديب

1406-1326هـ 1985-1908م

سيرة الشاعر:

ألبير بن سعيد أديب.
ولد في المكسيك، وتوفي في بيروت.
عاش في المكسيك، والإسكندرية، والقاهرة، والسودان، ولبنان.
غادر المكسيك وهو في الخامسة من عمره مع والدته، متوجهاً إلى لبنان. عرجا على الإسكندرية إثر إصابته بالسعال الديكي، فبقيا فيها من 1914 إلى 1917، ودرس الطفل في مدرسة الفرير بالإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة ودرس في الفرير بالقاهرة أربع سنوات أخرى، ومن عام 1921 إلى 1924 درس اللغة العربية وأتقنها في مدرسة القديس يوسف المارونية بالقاهرة، ثم التحق بمدرسة التجارة الحكومية الليلية من عام 1924 إلى 1926.
راسل - وهو في المدرسة التجارية - الصحف والمجلات العربية المعروفة، منها: كوكب الشرق، ولسان الحال، والوفد، ومجلة الرقيب، ومجلة الإخاء، والسياسة الأسبوعية، ثم سافر إلى السودان وعمل محاسباً لوزارة المالية، ونشر في صحفها: ملتقى النهرين، وحضارة السودان. ثم وفي عام 1930،عاد إلى القاهرة، ومنها إلى لبنان، وقد سبقته شهرته الصحفية إلى لبنان، وهناك احتفت به الصحافة، وكتب في: النداء، والبرق، والمعرض، والشعب، والمكشوف.
أسس المجمع الموسيقي الشرقي وانتخب رئيساً له، كما أنشأ سنة 1938 - بإرشاد من المفوضية الفرنسية - إذاعة راديو الشرق (الإذاعة اللبنانية اليوم) وتولى إدارتها.
أنشأ مجلة الأديب سنة 1942 التي كانت موئلاً للشعر الحديث، والعراقي منه بخاصة، فقد نشرت لنازك الملائكة، وعبدالوهاب البياتي، وبلند الحيدري والسياب منذ البدايات.
أسس مع كمال جنبلاط الحزب التقدمي الاشتراكي (1949)، كما انتخب أمين سر كتلة التحرير الوطني التي كان يرأسها عبدالحميد كرامي.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان شعر بعنوان: «لمن» - دار المعارف بمصر 1952، وهــو من 112 صفحــة. وسبــق أن نشــرت معظــم قصـــائد الديوان بمجلة الأديب.

الأعمال الأخرى:
- نشر عدداً من القصص القصيرة، وهو في القاهرة، بمجلة السياسة الأسبوعية، وتعد افتتاحياته لمجلة الأديب مقالات فنية، وله فيها مقالات
أخرى متنوعة، كما ترجم بعض هذه.
عرَّف الشاعر ديوانه بأنه مجموعة من الشعر الرمزي الطلق، الذي لا يتقيد بوزن أو قافية، ولهذا عده بعض النقاد من رواد الرمزية في الشعر العربي الحديث، وأسلوب قصائده يترجح بين الرومانسية والرمزية والواقعية التقريرية، وبهذا يمكن أن نقول: إن الديوان في محتواه العام كان يدل على قلق المرحلة واستعدادها لصنع شعر جديد يجمع بين الفلسفة والحساسية.
ترجم ديوان «لمن» إلى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية.
أعجب المستشرق إميل درمنجهام بقصيدة «الشاعر» فترجمها إلى الفرنسية، ونشرها مع غيرها من قصائد «لمن» في كتابه:
.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد العلاونة: ذيل الأعلام - دار المنارة للنشر والتوزيع - جدة 1998.
2 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993 .
3 - نــزار أباظـــة، ومحــمـــد ريــاض المالـح: إتمـام الأعلام - دار صادر - بيروت 1999 .

عناوين القصائد:

أنغام وألحان

أنتَ إن عزفت ترقص نفسي
وأنتَ إن غنَّيت تشجيني
وتسبح روحي في تهاليلك
ويخشع قلبي لإنشادك
ثم أغمض عيني في أنغامك
فترى نفسي آفاقاً جديدة
تتلقّن فيها معنى الجمال
وأفتح فؤادي لسماعك
فينسى حاضره
ويتيه في مجاهل اللانهاية
طفلاً يجمع الأزهار
العاصفةُ والهدوء
والفرح والحزن
والأمل واليأس
والخيانة والأمانة
طوعُ أناملك
بل طوع أطراف أناملك
تنقلات في إيقاع
وهمسات في إطلاق
أنتما تفتحان أعينَ الأعمى
فيبصر دنيا الأماني والحياة
رأيت في ألحانك، المجدلية
على قدمي يسوع
وسمعت ابنَ مريم
يتمتم لها بالرحمة
ورأيت العاشقَ
الذي يشكو هواه
وفي نفسه إباء
وفي روحه شَمم
لا لين المخنثين
ولا ذلّ العبيد
ولاضعف الجبناء!
أنشدْتَنا الحياة ربيعاً
زاخرَ الألوان المنمقة
فيّاض الأماني
طلقَ النسمات العاطرة
في العشايا وفي البكور
فتندّى الزهر بإكسير الحياة
وأنشدتنا الشعرَ، فجر النفوس
فماد الكونُ، رجْع الصلاة لغنائك
وتعالتِ الأصداء
في الأفق البعيد
فرأينا النجم يتلاقى بالنجم

لــمــــن

ترى مَنْ أطلع الفجرَ علينا
ولِمَ عوى الكلبُ الأمين
مَنْ عَرَّى شجرة «الميموزة»
أسمعتِ الكادح يسعى؟
قدمه مثقلةٌ كقلبه
ألوان السماء في جلبابه الأزرق
الشارع الطويل يقهقه
يميت الصدى ولايعيده
فالقدمُ المثقلة خرساء
لايرجِّعها الصدى
والقلب المثقل كهفٌ
الرجْع فيه عواء
الناسُ نيام
والقصور الشامخة تحلم
والبيوت الشاهقة
تعبس باحتقار
مَنْ يقلق الشارع الطويل؟
قدمٌ مثقلةٌ تمتدُّ
وتسيرْ
الفجر شروق
مولد اليوم الجديد
للكلب عواء العندليب
من أَطلع الفجر علينا؟
من أطلع الفجر علينا؟
قَدمٌ مثقلة تشقّ الطريق
تشقّ الطريق