يوسف أبولوز
  • يوسف أحمد أبولوز (الأردن).
  • ولد عام 1956 في قرية الكفير ـ الأردن.
  • ينتمي إلى أسرة فلسطينية الأصل هاجرت إلى الأردن من بئر السبع 1948.
  • أنهى دراسته للمرحلتين الثانوية ومعهد المعلمين في عمّان.
  • عمل في سلك التعليم سنوات عدة متنقلا بين الجزائر والسعودية والإمارات العربية, كما عمل في الصحافة الثقافية فكان عضواً في هيئة تحرير (شؤون أدبية) الثقافية الفصلية, والصادرة عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات, ويعمل الآن في القسم الثقافي بمجلة الشروق بالشارقة.
  • عضو رابطة الكتاب الأردنيين.
  • ينشر نتاجه الشعري والأدبي في الصحف والمجلات العربية.
  • شارك في العديد من المهرجانات الثقافية المعروفة مثل (المربد), و(جرش).
  • دواوينه الشعرية : صباح الكاتيوشا أيها المخيم 1983 ـ فاطمة تذهب مبكرة إلى الحقول 1983 ـ نصوص الدم 1987 ـ ضجر الذئب 1992.
  • حصل ديوانه الشعري الثاني على جائزة اتحاد الكتاب العرب في دمشق.
  • عنوانه : مجلة الشروق ـ القسم الثقافي ص.ب 30 ـ الشارقة.


لم يعد لك حان على البحر

بعد حين من الدهر,

بعد الثلاثين,

بعد سفر.

بعد نصف قمر.

بعد عامين أو زوجتين,

وكأسين في المسكن العائلي بدون نخْب.

بعد عمر قطَعْناهُ دون سبب.

بعد كل خساراتنا,

بعد أن خذلَتْنا الطريق, وأشعارنا,

والنساء القويات, والمنزل المستحب.

بعد أن ذهب الأصدقاء لغاياتهم...

واحد في الجدار.

واحد للأمومة, آخرُ للمعصيه..

ثم أجملهم ..

غاب كي يسترد بمفرده قرطبه.

بعد هذا الحجر .

لم يعد لك حان على البحر,

تكتب فيه مراثيك أو غزلك,

لم يعد لك منفى

سوى وطنك.

بـــــــــــــــــــــــــــاب

يا إلهي ..

كم احدَوْدَبَ الباب,

كم وهن العظم فيه, وكم شاب

كم ضعفت عينه العسلية

مطعونة بالمفاتيح عند الزيارة

أو كلما, صاح بي جرس البيت حتى بكيت عليه,

لكثرة ما دفعته الأيادي.

وهو لا يتذمر, أو, يتأخر,

يفتحه الفاتحون,

ويغلقه دون قلبي الأعادي.

يا إلهي..

ولا مرة وقفت خلفه امرأة

أشتهيها ثلاثين عاما,

ولا, طرقته بلادي.

الـنــــــهـــــــــــــــر

سوف يفقد أعصابه فجأة, ويفكر في الجريانِ..

المكرَّر عبر العصور وقد نَشَّفَتْ ريقه الشجرات

العجوزة تلك القنوطة حوله مثل الكهوف التي

أكل الطير أغصانها وهي واقفة في الضفاف

تراقبه كيف يجري مديدا, بفضته, وحصاه

المرجرج كالضحك, يصقل مرآته كل يوم,

لتأتي الأميرات عند الضحى يتدافعن كالخيل,

يرفشن أحشاءه, وهو يجري كتوما,

كأن لا اكتراث له حين يرسلن أقدامهن الصغيرة

فيه, يحدقن في عريهن وينفضن أعرافهن

كما يومض البرق .. تهتف واحدة:

يا لأحشائه كالحرائق ..

والنهر يجري, يفكر أين ينام, يقول: الأميرات بعثرن بيتي, وغادرن,

تلك بقايا من العُري عالقة في الحصى,

وثياب ممزقة علقت في مراياي,

عطر قليل على فضتي, وأنا ملك الجريان,

من الصعب أوقف نفسي,

من الصعب,

أوقف نفسي.

امــــــــــــرأة

كنت عاشرْتُها سنوات, وفارقتها

لم يذب في عروق يديها حليب الطفولة بعدُ,

بقلب مضيء تجيء صباح الإجازة, بالشاي والياسمين,

لها وحشة حين تذهب. ورياح طقوسية إذ تجيء,

تقوم لغايتها فيهرول من صدرها النجم

أو, فجأة, تبتسم

فأُصاب ببرق النبوءه,

امرأة سرها في حجر.

ويداها غمام.

أمس, من غير قُبلتها نمت,

لم يبق منها سوى صورة في الجدار,

ورائحة في الثياب.

ذات قلب مضيء,

ولم يبق منها سوى.. كلِّها.

من قصيدة: مـبـــــــعــــــــدون

والرياح تهاجر مثل الغجر.

وهو مَنْ هجّرتْهُ الرماح

أين راح أحبته المبعدون على سكة الليل,

مذ خرجوا,

أين راحوا....?

تلك أزهارُهم سقطت من جيوب الغمام,

وهذي سفوح البنفسج تنأى بأجراسهم

حين صاحوا:

لا نريد الخروج, ولا الموت,

لا أرض تكفي تناسلنا غير أتلاعنا نحن,

نحن الرعاة

وأجداد أجدادنا سنديان قديم

هنا هدأوا واستراحوا.



يوسف أبولوز       
يوسف أحمد أبولوز يوسف أبولوز الأردن 1956 باح الكاتيوشا أيها المخيم 1983 , فاطمة تذهب مبكرة إلى الحقول 1983 , نصوص الدم 1987 , ضجر الذئب 1992. ذكر لم يعد لك حان على البحر , باب , النهر , امرأة , من قصيدة: مبعدون ,