ياسين الأيوبي
  • الدكتور ياسين صلاح الأيوبي (لبنان).
  • ولد عام 1937 في الهري - قضاء البترون - لبنان الشمالي.
  • بعد أن ختم القرآن وجوّده واصل دراسته حتي حصل على شهادة المعلمين 1959 والإجازة في اللغة العربية 1965 , ثم حصل على شهادتين في علم النفس من جامعة ليون بفرنسا, وأنجز مقررات الماجستير في جامعة القديس يوسف, ثم سافر إلى باريس وحصل من جامعة السوربون على الدكتوراه 1975, وحصل بعد ذلك على دكتوراه الدولة اللبنانية في الأدب العربي الحديث.
  • عمل مدرساً ومحرراً في مجلة المورد العراقية, ثم مدرساً في كلية التربية بجامعة بغداد, وفي عام 1978 عاد إلى لبنان وعمل بالجامعة اللبنانية.
  • عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين, واتحاد الكتاب العرب بدمشق, ومنتدى طرابلس الشعري.
  • دواوينه الشعرية: مسافر للحزن والحنين 1977 - قصائد للزمن المهاجر 1983 - دياجير المرايا 1992, وله مسرحية شعرية بعنوان: البنيان, وأناشيد من ملحمة العشق بعنوان: منتهى الأيام 1991.
  • مؤلفاته:منها: صفي الدين الحلي - معجم الشعراء في لسان العرب - مذاهب الأدب - المنحى الرمزي في أدب جبران - فصول في نقد الشعر العربي الحديث .
  • ممن كتبوا عنه: اسكندر داغر, ومنيف موسى, ويوسف خليل مارون, ونسيم نمر, وخريستو نجم.
  • عنوانه: منى سنتر - شارع الكوندور - طرابلس - لبنان.


من قصيدة: اللــــهـــــب المـقـــــفّـى
(1)

لا شيء يُرجى من زمانك يا فتى!..

خدر يدبّ بقاع روحك..

لا تعي من أمره شيئاً..

ولكن الجليد يضجُّ في الأعماق,

ينهدُّ انتفاضاً,

يغتلي فوار بركانٍ من الفرح المباغت

يا فتى!..

(2)

صاغ العذاب المزدهي في قاع روحك

موقداً لتصدع الغيم المعشش في سراديب الكآبة..

أين أنت من الكآبة والسقام?

ذاك الجمالُ الشاهق المنصوب فوق الوحي والإلهام

مرِّغ جبينك بالألق

وترسّم الأشواق تجري فوق مخضوب الأفق!

من وشيها خفق الحنين بأنملات العازفين..

وَشَدَتْ بنفسجة الحقول..

على شفاه العائدين!..

(3)

جنّ الظلام..,

اختلَّ في البعد المدار..

الصوت يزحف في شرايين الجدار!..

لا ترحلي يا أيكة العشايا!.

جلبابها يطوي دجى الأغوار,

قد شارفت غسق المرايا

واجتلت عنقاً رخامياً

ووجهاً قرمزيا..

بُحَّتِ الأوتار

هامت عند مسراها الوصيفات العرايا..

من وجْدهنَّ..

ارتاعت الأبصار في وجه المليكة,

وشَّحَتْها قبة القلق الهيوليِّ المصفَّى..

أشرقي في مقلتيها!

جرِّحي آذانها وصلاً هديرياً

يقضقض خافقيها!..

لا تبرحي الأعماق,,

جرّيني إليها, كيفما كان,

انزعيني, من جذوري المعتمات..

ظَلِّي هناك.

وهاجري في كل ناحٍ من تضاريسي...

لا تبرحيني,

قيد حلم الهدب في عين السجين!

(4)

لا شيء يُرجى من وصالٍ أو حنين,,

بعد انطوائك يا فتى خلف السرادق,

لا تعي الخدَر الذي يسري بروْعك

عندما يحتل برجك فاتح من ألف ألفٍ,

لا ترى في الأفق إلا البرق والأنهار...

لن تدرك الوقع الدفين

فأنت أنت, الآن في الإعصار!..

أوثِقْ ركابك, إن نوحا

جمَّع المرساة,

أَوْشَكَ أن يشق ثرى البحار..

(5)

يأيها المدفون في زمن التقدم والتغير,

لوحة مربدّة الألوان والأضواء!.

يأيها المأفونُ

لملم ما لديك,

فقد تفوز بمقعد وسط السفينه!..

اختطف قبساً من الأصداء

إن فاتتك قافلة الطيوب

وموكب الإسراء..

يأيها الملك البليد

توارت الدنيا..

أفقْ .. كي لا تظل تقيؤاً للذكريات,

يَسقُطن عندك, زفرة في زفرة

تلْظى بوهم الحلم والأشلاء!!

(6)

يا يوسف الصديق, ما لك لا تسافر

وحدك الآنا?..

هي ذي رواحلك الخفيفة,

بانتظار...

ودّع أباك,

فلن يشقّ عليه بعدك..

إنه ربَّان سَفْر,

دائم التطواف, في صمت المحار..

هيّئ لنفسك كل أسباب التجلَّة والوقار..

واجلس على عرش الجمال!!..

ذات الجلالة, مهرجان يخلب الأوصال!..

لا يستوي الصمت الرتيب,

وجوقة جاءت من الفردوس:

إيقاع وترتيل .. وأنهار ابتهال

يا مجد معشوقَين هاما

في البراري والقفار!!

ملكين من نور ونار!

(7)

يأيها المنسي في غسق من التذكار:

هلاّ شدتْ في بوحها الأسرار?..

حتَّامَ يغشاك الوجوم?..

لا شيء يُرجى من صلاة أظلمت فيها النجوم!..

وتسربلت أنفاسك الحرّى

بأطياف الشحوب

وأنت في ظمأ, وفي صمم مريب!..

يا لابتعاثك من ركود شارفَ الأعماق!

يا لاهتدائك للبريق

يشعّ في وجه الأديم, يهدهد الآفاق!!

(8)

لا شيء يبريء سقم روحك

في سحيق الإغتراب

مالم تَشُـدَّ وثاقك الأزلي

بالصَّخب المدوِّي بين أدغال الغياب

تسمو على الآصال,

يصدح ضوؤها أرَجا يمانياً

يذرّ الحب في الأرجاء

ينبهر اللباب

سافرتَ , أم واكبتَ ظلك

في رقاد أزرق



ياسين الأيوبي       
الدكتور ياسين صلاح الأيوبي ياسين الأيوبي لبنان 1937 سافر للحزن والحنين 1977 , قصائد للزمن المهاجر 1983 , دياجير المرايا 1992, وله مسرحية شعرية بعنوان: البنيان, وأناشيد من ملحمة العشق بعنوان: منتهى الأيام 1991. ذكر من قصيدة: اللهب المقفّى ,