وليد منير
  • الدكتور وليد منير أمين (مصر).
  • ولد عام 1957 بالقاهرة.
  • تخرج في كلية الهندسة 1980, وفي أكاديمية الفنون 1984, ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب من أكاديمية الفنون.
  • يعمل مدرساً للدراما الشعرية بكلية التربية النوعية بالدقي, وسبق له العمل محرراً أدبياً وعضواً بهيئتي تحرير مجلّتَي القاهرة, وفصول.
  • عضو مؤسس للجمعية المصرية للنقد الأدبي, وعضو بإتيليه القاهرة للكتاب والفنانين.
  • دواوينه الشعرية: والنيل أخضر في العيون 1985 ـ قصائد للبعيد البعيد 1989 ـ بعض الوقت لدهشة صغيرة 1994, ومسرحية شعرية بعنوان: حفل لتتويج الدهشة 1995.
  • مؤلفاته : فضاء الصوت الدرامي ـ ميخائيل نعيمة.
  • عنوانه: 337 شارع رمسيس ـ القاهرة.


واقــــــــــــــــــف

واقفٌ...

ودمي في الفيافي يسيلْ

واقفٌ

والمدى مدية في جبيني

والسماء حصاة توشوش خطوي

وقلبي حقول الصهيلْ

ناوشتني سيوف الأغاني

وقرون الغزالات حين اختفت في البعيدْ

ناوشتني مراعي النخيلْ

والبحار التي هاجرت في ضفاف الزمان السعيد

ها دمي في الجهات جميل جميلْ

هل تصالحه وردة

أم تصالحه الريح حين تكابد صوت الهديلْ?

ها دمي في المواقيت ميقاتها

وفي جوهر الروح نسْغٌ

فلا تنكصوا عن دمي

إنه شاهدٌ وبديلْ

القفـــــــص

سنتان منذ أتى

إلى هذي الحديقة في قيود الأسرِ

فاختلطت عليه الكائنات

رأى الحياة تضيق

حتى أصبحت قفصاً

وكوكبة الظلال تضيع من عينيه

من يتذكَّرُ الآن المدى

دفق المياه على الصخور

تشابك الأغصان في فوضى الرياح

خطى اشتعال الشمس فوق مدرجات الخضرة السوداء

كان زئيره يهبُ التراب قداسةً

ويخضخضُ الأفلاك

أما اليوم

فالصخب الذي لفَّ الطبيعةَ

لم يزد عن كونه حجراً تدحرج من جبال اليأس

صيادوه قد خدعوه ذات ضحى

وقالوا سوف نسخر منهُ

ثم رموا عليه شِباكهم

لم يدْعُه أحد إلى شرف النزال

ولم يبادله التحدي

هكذا سرقوه من خُيلائهِ

حملوه فوق محفةٍ

وأتوا به

لينافس البهلول والشحاذ

فانتفضت بلبدته الزلازل

عاش في دمه حريق الثأر

يأكل ما تبقى من كرامته

ونام على بلاط الحزن

راح يدور حول خطاه

ثم يدور حول خطاه

لم ير غير حارسه

وقضبان الحديد

وهؤلاء الناس

فكّر كيف ينتزع السماء بنابهِ

من غابة الماضي

وكيف يعلم الحيوان

والطير

انتقام الروحِ

ثم جثا

وحاول أن يقوم فلم يقم

دخلته شوكةُ موته

وتلاشت الدنيا أمام رؤاه

وارتسم السكونُ

على فَمِ الأشياءْ

مــن: قصيـــــدة المــــــــــاء

لُـججٌ أسلمتني إلى ما وراء المدى من ظلام

إنها عتمة الكون في البدء

حين استوى الله يوماً على العرش

فانفرطت حلقات الوئام

صار شمسٌ

وظلٌّ

وماءٌ

ويابسةٌ

ودوابٌ

وطيرٌ

وفرثٌ

ودمْ

وأنا صرت هُمْ

وانتشرتُ شعوباً هنا وهناك,

انتشرت قبائل تغزو فجاج الكواكب,

والروح

لا.. لم تعد واحداً يتدفق في ذاته أو إلى ذاته

صارت الروح فاتحة الانقسام

أيها الماءُ هيا

استعدني إليك

أنا قطرة منك

أنت صديق النباتات

والرمل

واللؤلؤ المستدير

وأسماك حزني القديم

وهذي شعابي تؤجر مرجانها

لمراكب مَن رحلوا فيك

أو شيدوا في حنانك مملكةً للغمام

كل خيط من المطر المشتَهَى

فرح يستبد بذاكرتي

ويعيد إلى منتهى الماء أوله

...,....,....,....,........

دورة يتغلغل فيها الحنينْ

وتنفي اغترابي عن الكائنات

وتدفع بي نحو كنز البداية



وليد منير       
الدكتور وليد منير أمين وليد منير مصر 1957 النيل أخضر في العيون 1985 , قصائد للبعيد البعيد 1989 , بعض الوقت لدهشة صغيرة 1994 ذكر واقف , القفص , من: قصيدة الماء ,