من قصيدة: دماء الفجر ..وحناء الأجنحة ! |
يا صغيري : |
أسعد الله مساءك |
أسعد الله لياليك الحزينهْ |
وحماك الله من أظفار أيدينا الأمينه |
واشتهاءات نوايانا الدفينهْ |
أيهذا اللابس الصخر على الجلد |
فما أبهى رداءك ! |
أيهذا العابر الجرح إلى الجرح |
فما أشهى بلاءك ! |
يا صغيري : |
أشكل الأمر علينا |
وأولو الأمر لدينا |
في صراع |
أيُّهم يكفل في التيه إباءك ? |
أيهم يمهر في الجدب شتاءك ? |
ويواري خلل السّوأة |
من تحت السماوات العجاف المستكينه ?! |
أسعد الله مساءك |
أيها الساكن في أشباحنا تبغي مضاءك |
أيها الدارج في أرواحنا |
مثل الحكايه |
أيها الطالع فينا كالغوايه |
تتهجى لغة غير التي نعرف أنا - يا صغيري - |
نتهجى كلْمة واحدة منذ البدايه |
ليس تعني - كيفما قلَّبتها - إلا انتهاءك ! |
نحن أبناء السكينه |
نحن من فوق مطايانا البدينه |
نحن - أعني - الملايين اللعينه |
نحبس الريح ونبتاع انطفاءك |
ونباريك إلى ضد لنغتال غناءك |
ونعدّ اللغة الوسطى , ونبني .. |
من أحاجيِّ قوافيها رثاءك |
يا صغيري : |
لملم الآن سماءك |
ليس في الأرض سوى الصخر |
فرتّب في ثنايا الأفق بالصخر علاءك |
ليس في الأرض سوى مقلاعك الوحي |
فرتِّل - كيفما تهوى - فداءك |
ليس في الأرض سوى الأرض |
وما نحن عليها غير أكباش سمينه |
في مراعيها سجينه |
تلهثُ السكين في أوداجهاالصفر المتينه |
لملم الآن سماءك |
قبل أن تسقط في أيدي بوادينا رهينه |
لملم الآن ضياءك |
إنه الليل المسجى في توابيت المدينه |
إنه البحر وقد أعمل كلٌّ |
ألف فأس في السفينه |
يا صغيري |
عَبَر الربع إلى الكل فهذا وطن خال |
فلا تنظر وراءك |
كلهم أذعن , |
فارفع في زمان الخفض لاءك |
وتيقَّظ |
إنك الآن على أبواب واديك المقدس |
وعلى مرمى المسدس |
والخلاصه: |
ستوافيك على مفرق عينيك رصاصه |
وستنهال على ظهرك زخات الرصاص |
لا مناص ... |
فامض لا ترتد للخلف |
ولا ترهق دماءك |
سوف يأتي في غد يومُ القصاص |
سوف يأتي ..فتقدم |
إنك الآن على باب الخلاص , |
وامض عنا , |
لا تصعِّر خدك الشاحب للناس |
وصعر كفك الضارب بالفاس |
وسر في الأرض مختالاً |
ولمع كبرياءك |
أنت في حل إذا ما جنحت كفك للسيف |
لتستأصل داءك |
أنت في حل إذا أنفذت في الريح لواءك |
امض عنا |
دُس على الأخضر واليايس منا |
دس علينا ..وعلى كل خطايانا |
ولا تخلع حذاءك |
هكذا تنتزع الحرية الحمرا |
أطال الله - للحرية الحمرا - بقاءك |
|
يا صغيري : |
أسعد الله صباحك |
أسعد الله دماء الأبرياء |
إذ يفرّون إلى الفجر وفي آثارهم تهوي |
خفافيش المساء |
وعلى توقيع نبَّاطاتهم تشدو |
قواميس الإباء |
وتذوب النشوة الكبرى على ثغر الفضاء |
أسعد الله صباحك |
أيها الساري إلى هول الصحارى |
ودم الفجر يحنِّي بالجراحات جناحك |