هشام عودة
  • أحمد عبدالحميد عودة (فلسطين).
  • ولد عام 1956 في كفل حارس - نابلس - فلسطين.
  • درس في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية - بغداد.
  • مسؤول القسم الثقافي في مجلة الثائر العربي الفلسطينية منذ 1982, ومذيع في إذاعة بغداد, ومحرر في جريدة الثورة العراقية.
  • عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين منذ 1977 , ونقابة الصحفيين العراقيين.
  • نشر عشرات القصائد والمقالات في الصحف والمجلات الفلسطينية, والعراقية, والعربية.
  • دواوينه الشعرية: حوارية الجميز والحجارة 1989.
  • عنوانه: مجلة الثائر العربي - الكرادة الشرقية ص ب 2289 بغداد - العراق.


حوارية الجميز والحجارة

من نافذة البحر سأخرج , فاجمع عني ..

أمتعتي التافهة ..وساعد قدميّ لتجتاز ..

حدود الرغبة...إن دمي يزهر في الليل

وفي الماء تطير الكلمات

فاخرج من دائرة الصمت لنكتب في

الدفتر شيئا

اجمع ما ترغب من أمتعة ..فالوقت

شظايا بعثرها الهم ..ومالت نحو الأفق

موازين الأشياء

من نافذة القلب ..ومن عين امرأة

عاشقة سيطل الليل

لا تخرج نحوي ...فالأسماء يحاصرها البحر

وغزة تعرف ذاكرتي ...وتنام بظل الجميز

هل تعرف غزة ?

البحر سيقسمنا نصفين

نصفا للسمك

الميت في القاع ..ونصفا يتسلق أسوار

البيارة في لحظة رؤيا

لا وقت لذاكرة يقذفها الموج

وينكرها الشاطئ

هل تعرف غزة ?

أعرف ذاكرتي حين تطلُّ من البحر

ومن عين امرأة عاشقة في الليل

تبلل بالدمع وسادتها

هل تعرف غزة ?

احفظ موالا حملته الريح مع البحر إلى البياره

كانت أمي تحفظ موالا حملته الريح مع البحر

إلى البيارة ..في لحظة عشق

صار البحر ..وصارت أمي ..إني أعرف أمي

من ذاكرة البحر يجيء الجند

وتأتي العربات

وتنتشر الفوضى في السوق الشعبي

لا شيء سيحمله البحر ...لأن الأمواج انتقلت

سرا في الليل إلى البياره

سمك القرش يعض البحر ..فيحمرُّ الشاطئ

هل صار البحر بلون دمي

لا شيء سيحمله البحر

ولا شيء سيأتي

من ذاكرة الأمواج

الجند بحجم الطرقات

الجند بحجم السوق ..وحجم العربات

من يقتل جنديا - صاح الجميز - أمنحه ظلّي

أمنحه بريق عيون( الغزّاويّات )

- إني أدعوك إلى أكلة سمك مشويّ

قال الجميز ..على شاطئ غزه

- لم أدخل غزة من قبل

لكني أعرف بعض ملامحها حين تفكُّ ..

الكوفية في الليل ..لتغسل عينيها

أو حين تغادر في السر إلى شارع عمر المختار

في غزة صار الجميز فدائيين

صارت أسوار البيارات بنادق وسكاكين

فاختبأ الجند

وسالت في شارع عمر المختار دماء

تصبح غزة حين تغادر في السر إلى

شارع عمر المختار ..كل فلسطين

هل تعرف غزة ?

سيدة تشهر في وجه الليل أصابعها

بيارة ليمون تفتح للبحر نوافذها

قنديل صبي يبحث في العتمة عن أرجله

عصفور حقول ...حطم زنزانته ليطير

في أحشاء البيّارة ينتفض الموج الهادئ

في غزة ..يتحد مع الجميز

لا حول لغير البحر

وغزة تعرف أسماء الأوطان

وأوطان الأسماء

هل تعرف غزه ?

البحر سيقسمنا نصفين

نصفا للوطن الساقط ( سهوا)

من قائمة الأوطان ..ونصفا يتكاثر حول دمي مثل الجميز

من قصيدة: صاحبنا الحنظلي

ترنحت في شارع ضاق بي ..

وما عاد يوصلني

بالممر الشتائيّ وقت ..وما عاد يقبلني قارب

أو طريق ..فعدت إلى الشارع المنحني

أجمّع نفسي ..أدور برأسي ..لأدفن في

البحر أسرار قريتنا النائمه

وأعلن أن الرياح تغيّر حين أشاء

تراتليها ..وتصفّق لي

فخذ حكمة الأشقياء ..ودع عنك

سارية الريح ..إن الغيوم محملة بالتعب

أيها الأشقياء ..سنشرب قهوتنا

ثم نمضي ...إلى أين ?ليس السؤال

جديرا بنا ..ولسنا جديرين بالحب

ليس لأرجلنا عادة النكهة الطيبه

سنشرب قهوتنا , لا يهم فبعض النساء..

الجميلات يغرين أزواجهن السكارى

ويأخذن منا العذاب المقيم ..فنعلن

فتحا جديدا نقيم له مهرجانا يليق

بأسمائنا ..وبعض النساء يحمِّلن بالوجع

المستفز جراحاتنا الكاذبة

الى أين ? هذا النهار قصير

وما عاد يوصلني بالممر الشتائي وقت

سأدمن عريي لعل الجراح تزيِّن أجسادنا

إذ يحاصرنا الضوء في حانة مظلمة

سأكتب عنك إليك ..وأكتب عنّي إليّ

وأكتب عن بعضنا

غيوم توزع أثقالها حين تمضي

حقول تسافر نحو المدينة حين تشاء

وبرد يهاجم أجزاءنا حين يلفظنا

البار في آخر الليل

وموت يداهمنا فجأة ..يأخذ الأصدقاء

فنبكي .

ويبقى الشتاء قصيرا قصيرا

فيختصر الليل أجزاءه في نهار بعيد



هشام عودة       
أحمد عبدالحميد عودة هشام عودة فلسطين 1956 وارية الجميز والحجارة 1989. ذكر حوارية الجميز والحجارة , من قصيدة: صاحبنا الحنظلي ,