حوارية الجميز والحجارة |
من نافذة البحر سأخرج , فاجمع عني .. |
أمتعتي التافهة ..وساعد قدميّ لتجتاز .. |
حدود الرغبة...إن دمي يزهر في الليل |
وفي الماء تطير الكلمات |
فاخرج من دائرة الصمت لنكتب في |
الدفتر شيئا |
اجمع ما ترغب من أمتعة ..فالوقت |
شظايا بعثرها الهم ..ومالت نحو الأفق |
موازين الأشياء |
من نافذة القلب ..ومن عين امرأة |
عاشقة سيطل الليل |
لا تخرج نحوي ...فالأسماء يحاصرها البحر |
وغزة تعرف ذاكرتي ...وتنام بظل الجميز |
هل تعرف غزة ? |
البحر سيقسمنا نصفين |
نصفا للسمك |
الميت في القاع ..ونصفا يتسلق أسوار |
البيارة في لحظة رؤيا |
لا وقت لذاكرة يقذفها الموج |
وينكرها الشاطئ |
هل تعرف غزة ? |
أعرف ذاكرتي حين تطلُّ من البحر |
ومن عين امرأة عاشقة في الليل |
تبلل بالدمع وسادتها |
هل تعرف غزة ? |
احفظ موالا حملته الريح مع البحر إلى البياره |
كانت أمي تحفظ موالا حملته الريح مع البحر |
إلى البيارة ..في لحظة عشق |
صار البحر ..وصارت أمي ..إني أعرف أمي |
|
من ذاكرة البحر يجيء الجند |
وتأتي العربات |
وتنتشر الفوضى في السوق الشعبي |
لا شيء سيحمله البحر ...لأن الأمواج انتقلت |
سرا في الليل إلى البياره |
سمك القرش يعض البحر ..فيحمرُّ الشاطئ |
هل صار البحر بلون دمي |
لا شيء سيحمله البحر |
ولا شيء سيأتي |
من ذاكرة الأمواج |
الجند بحجم الطرقات |
الجند بحجم السوق ..وحجم العربات |
من يقتل جنديا - صاح الجميز - أمنحه ظلّي |
أمنحه بريق عيون( الغزّاويّات ) |
- إني أدعوك إلى أكلة سمك مشويّ |
قال الجميز ..على شاطئ غزه |
- لم أدخل غزة من قبل |
لكني أعرف بعض ملامحها حين تفكُّ .. |
الكوفية في الليل ..لتغسل عينيها |
أو حين تغادر في السر إلى شارع عمر المختار |
في غزة صار الجميز فدائيين |
صارت أسوار البيارات بنادق وسكاكين |
فاختبأ الجند |
وسالت في شارع عمر المختار دماء |
تصبح غزة حين تغادر في السر إلى |
شارع عمر المختار ..كل فلسطين |
هل تعرف غزة ? |
سيدة تشهر في وجه الليل أصابعها |
بيارة ليمون تفتح للبحر نوافذها |
قنديل صبي يبحث في العتمة عن أرجله |
عصفور حقول ...حطم زنزانته ليطير |
في أحشاء البيّارة ينتفض الموج الهادئ |
في غزة ..يتحد مع الجميز |
|
لا حول لغير البحر |
وغزة تعرف أسماء الأوطان |
وأوطان الأسماء |
هل تعرف غزه ? |
البحر سيقسمنا نصفين |
نصفا للوطن الساقط ( سهوا) |
من قائمة الأوطان ..ونصفا يتكاثر حول دمي مثل الجميز |