هيام حماد

1426-1371هـ 2005-1951م

سيرة الشاعر:

هيام حماد.
ولدت في مدينة الزرقاء (الأردن)، وتوفيت في الرياض.
عاشت في الأردن، والسعودية.
تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث الدولية في الزرقاء، والثانوي في مدرسة الزرقاء الثانوية للبنات وحصلت على الشهادة الثانوية (1970)، التحقت بعدها بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة الأردنية وتخرجت فيها (1974).
قصدت المملكة العربية السعودية برفقة زوجها (1970) وتفرغت لكتابة الشعر والمشاركة في الفعاليات والمنتديات الشعرية والأدبية.
كانت عضوًا في نادي أسرة القلم في الزرقاء منذ تأسيسه (1974).

الإنتاج الشعري:
- صدر لها ديوان: لحن في أعماق البحر (د. ن - ت).
نظمت الشعر في إطار قصيدة التفعيلة، تنوعت أغراض قصائدها بين الوصف والتعبير عن العاطفة، رددت قصائدها أشجان الإنسان المغترب ولوعته وخوفه وحيرته، وتغنت بالأمل في الخلاص من الغربة، مالت بعض قصائدها إلى المباشرة، واتسم أسلوبها بالسهولة والبساطة، شعرها أقرب إلى الخواطر والانطباعات السريعة.

مصادر الدراسة:
- أسامة فوزي يوسف: آراء نقدية - المطبعة الاقتصادية - عمان 1975.

لحن في أعماق البحر

لن أغني
لن أغني لك لحني حين تأتي
لن ألاقيك على الدرب العتيقْ
كنت بالأمس صديقْ
كان دربي هو دربكْ
كان دمعي هو دمعكْ
لم يعد يشجيك صوتي
لم أعد مولاة سلطان الليالي
وكأن الأمس جزءٌ من خيالي
لن أغني لك لحني حين تأتي
مثل حبّات المطرْ
جئتني ذات مساءْ
طيبًا حلوًا كطفل هدّه طول السَّهَرْ
وارتمى يشكو العياءْ
طيبًا جئت كحبّات المطرْ
وملأت الأرض زهرًا وثمرْ
وعطاءً وعطاءً وعطاءْ
كنت بالأمس صديقْ
وابتعدت اليوم عن أسمى طريقْ
تاركًا ذكرى على مَرّ السنينْ
تاركًا جرحًا عميقْ
هكذا تمضي وحيدًا
دون أن تلقي التفاته
دون أن تحكي وداعًا
هكذا الإحساس ضاعْ
والذي بالأمس شاعْ
كلُّ شيءٍ فيك ماتْ
كل شيءٍ فيك ماتْ
ألفَ مره
ألفَ مره
شدّنا اللحن سويّا
وكتبناه على الموج سويّا
وقرأناه مرارًا في العيونْ
كان في عينيك أحلى
دافئًا كان كقبله
وحزينًا
مثل عينيك حزينا
كان مثلي
خائفًا غدر السنينْ
المحبه
المحبه
عندما تغدو على البعد خيانه
يصبح الغشُّ أمانه
ويعود الدهر طفلاً حيث كانْ
المحبه
أصبحت غدرًا بعينيك وقتلا
أصبحت قيدًا مملاّ
وأنا بتُّ على الدرب وحيده
مثلما جئت رجعتْ
أحضن الذكرى وأحلامي البعيده

تائه عبر الضّباب

ومضى عبر الضبابْ
ها أنا الآن أراه
مطرقَ الرأس حزينًا
شاردَ النظرة يمضي مثل كل التائهينْ
فوق ألوان العذابْ
ها هو الآنَ وحيدْ
يسكب الآهات سرّا
تحت أقدام السنينْ
وضباباتٌ كثيره
تستوي فوق الجبينْ
ها هو الآن شريدْ
أيُّ غابٍ يرتجيه بعد أن حلَّ الظلامْ
أيُّ دربٍ يحتويه بعد أن صار حطامْ
ومضى ذاك الغريبْ
داميَ الخطوة يجثو فوق أشواك الزّمانْ
واختفى عبر الضبابْ

ذكرى على الميناء

على الميناءْ
وقفتُ الليل أبكيهِ
أنا والموج والعتمهْ
وصوت الريح والأمطار والغيمه
أيا حبًا مضى كالطيف في لحظه
تعال الآن للمينا ولو لحظه
ويأتي الصمت ملهوفًا على الأشياء في الميناءْ
يغطّي صفحة الذكرى ويطويها
وفي يومٍ
وقفت الليل كالمعتادْ
أنادي الأسمر المفقود أبكيهِ
أُعزِّي لوعة النفسِ
بوعدٍ كان بالأمسِ
بوعدٍ صار مفقودًا
على الميناء ماضيهِ
وطالت وقفتي الحيرى
مع الآلام والذكرى
كأني أسمع اللحظه
ولكنْ
كيف يأتيني
هو الأسمرْ
يناديني
ونفس الصوت نفس الصوت لا أنسى يناديني
أنا يا ليلُ مجنونه
لقد كانت أمانينا هنا في الصدر مسجونه
وأحلامٌ زرعناها
على الشطآن مدفونه
أنا يا ليلُ مجنونه
من الماضي من الأعماق في البحر غريقًا كيف يأتيني؟
وأمضي عبر هذا الدرب مذعوره
إلى بيتي
وذاك الصوت يشقيني
يقيني يا نجومَ اللّيلِ لن يأتي
وأمضي قاصدًا بيتي
وذاك الصّوت ذاك الصوت يشقيني
يدقّ الباب ملهوفًا
وطيفٌ واقفٌ توّاق خلف الباب يدعوني
من الماضي
من الأعماق والذكرى
يناديني
ويأتيني