محمد الشاذلي بن محمد الصادق النيفر.
ولد في تونس (العاصمة)، وتوفي فيها.
قضى حياته في تونس وزار الحجاز حاجّاً.
حفظ قدرًا من القرآن الكريم وتلقى مبادئ العربية في البيت والكتّاب، ثم بإحدى المدارس القرآنية، التحق بعدها بجامع الزيتونة (1924) لمواصلة دراسته الثانوية محرزًا شهادة ختم الدروس الثانوية، وهي شهادة تؤهل صاحبها للتدريس بجامع الزيتونة بصفة متطوع، ثم التحق بالدراسات العليا وقضى فيها ثلاث سنوات بنجاح.
انضم إلى مدرسي جامع الزيتونة برتبة مدرس معاون (1934)، ثم أصبح مدرسًا من الطبقة الثالثة (1935)، ثم مدرسًا من الطبقة الثانية المالكية (1943)، ثم مدرسًا من الطبقة الأولى (1953)، وإلى جانب دروسه بالجامع الأعظم كُلّف تدريس العلوم الإسلامية في المدرسة الصادقية ومعهد كارنو، ودار المعلمين العليا.
بعد الاستقلال عُيّن مدرسًا بالكلية الزيتونية برتبة أستاذ مساعد (1968)، ثم برتبة أستاذ محاضر (1975)، ثم أستاذ كرسي (1981).
انتخب عميدًا لكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بالجامعة التونسية دورتين متتاليتين، وكان له أثره الإيجابي في تجديد البرامج التعليمية، بحيث أصبحت تتناسب مع المستوى العلمي للطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بعد أن انقرضت طبقة الشباب الزيتوني، مما أسهم في زيادة عدد الطلاب، وظل يعمل بالجامعة حتى عام 1990.
كان من أنشط الأعضاء العاملين في جمعية الشبان المسلمين التي تولى رئاستها (1936)، وأسهم في تأسيس جمعية الزيتونيين (1936)، والشبيبة الزيتونية
(1937)، وفي سنواته الأخيرة ركّز نشاطه في رابطة الجمعيات القرآنية.
تولّى الإمامة والخطابة في جامع باب الأقواس (1946 - 1997).
أسهم في تأسيس مجلة الجامعة (1937)، والزيتونة (1953)، كما شارك في تحرير عدة صحف ومجلات، منها: «النهضة - الثريا - العمل - الصباح - المجلة الزيتونية
- الهداية - جوهر الإسلام - مجلة المنهل السعودية».
كان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه التابع لها.
فاز بعضوية المجلس القومي التأسيسي (1956)، وشارك في وضع الدستور التونسي (1959)، كما فاز بعضوية مجلس النواب دورتين متتاليتين (1981 - 1989).
بلغ ما جمعه من الكتب والمخطوطات اثني عشر ألف كتاب مطبوع وثمانمائة مخطوط.
الإنتاج الشعري:
- له قصيدة «دمعة المقروح» - مجلة الجامعة - تونس 1938، وله قصائد نشرت في مجلة النهضة منها: «إن الولاء إلى الأمير شعاره» - أكتوبر 1943، و«أعدها حياة للبلاد ونهضة» - تونس 1950، و«بغير الدين لا يرجى فلاح» - مجلة الهداية - (العدد الثالث) تونس - 1978، وله ديوان مخطوط عنوانه: «المختار من مختلف الأشعار».
الأعمال الأخرى:
- صدر له: «البوصيري: حياته وأدبه» - 1935، و«مختصر تاريخ جامع الزيتونة» - 1979، و«شرح همزية البوصيري» - 1990، وحقق: «تنبيه الغافلين» - 1974، و«عوالي الإمام مالك» - 1986، و«المعلم بفوائد مسلم للإمام المازري» - بيت الحكمة - تونس 1988، وله عدد من المقالات والبحوث نشرت في الصحف والمجلات التونسية،
من أهمها بحثه «التجنس بجنسية غير إسلامية» نشر في العدد الرابع من مجلة المجمع الفقهي الإسلامي.
شاعر المديح والمناسبات الدينية، تأثر بثقافته الدينية والتراثية في تشكيل كثير من قصائده التي غلبت عليها نزعته الإصلاحية، وتوجهه لخدمة الإسلام،
يعكس شعره مواقفه.
نال عددًا من الأوسمة، والجوائز وشهادات التقدير، منها: الصنف الثالث من وسام الجمهورية (التونسي)، والصنف الرابع من وسام الاستقلال (التونسي)، ووسام الاستحقاق الثقافي (التونسي)، والوسام العلوي المغربي، والدرجة الأولى من وسام الكفاءة الفكرية من المغرب، وجائزة بلدية مدينة تونس التقديرية الكبرى للفكر
والأدب والفنون (1984)، وشهادة تقدير من جمعية قدماء تلامذة المدرسة الصادقية (1989).
مصادر الدراسة:
1 - مجموعة من الكتاب: بحوث ودراسات مهداة إلى الشيخ محمد الشاذلي النيفر - تقديم: محمد المختار السلامي - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1994.
2 - الدوريات:
- حمادي الساحلي: للوفاء والذكرى، نبذة عن حياة الشيخ محمد الشاذلي النيفر - مجلة الصادقية - تونس - أبريل 1998.
- قيس بن محمد آل الشيخ مبارك: أوراق من حياة الشيخ محمد الشاذلي النيفر - المجلة العربية العدد ( 16) - الرياض مايو 2003.
- محمد بو زغيبة: الشيخ محمد الشاذلي النيفر في ذمة الله تعالى، حياته، نشاطه، آثاره - مجلة الهداية (العدد الرابع ) - 1997.