كرم فضَّة

1406-1359هـ 1985-1940م

سيرة الشاعر:

كرم سعيد فضة.
ولد في مدينة الكرك (الأردن)، وتوفي في عمان.
عاش في الأردن ومصر ولبنان.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس الكرك، ثم التحق بالجامعة الأردنية عند تأسيسها، ومنها حصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 1972.
عمل - عقب تخرجه - معدّاً لبرامج المنوعات في إذاعة عمان مما أكسبه شهرة وذيوعًا بين قطاعات شعبية واسعة، وعمل مدرسًا للغة الإنجليزية في المدرسة العربية الثانوية للبنات.
شارك - إبان دراسته في الجامعة الأردنية - في العديد من النشاطات الجماهيرية ذات الطابع الوطني، خاصة ما تعلق منها بالموقف الأردني الداعم والمؤازر لفلسطين وشعبها في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية التي لحقت بهم بعد حرب (1967).

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة: «على أكف الرفض والتعب» - مجلة أفكار - وزارة الثقافة - العدد (20) - عمان 1973، وله ديوان (مخطوط).
ما أتيح من شعره قليل: قصيدة واحدة متوسطة الطول عبر فيها عن هموم وطنه العربي وحلمه بالخلاص ونيل الحرية. يتملكه شعور بالإحباط، وإحساس بعدم الجدوى.
لغته متدفقة رامزة وخياله جديد. كتب قصيدته في إطار ما يعرف بشعر التفعيلة، وذكر أنه كتب الشعر العمودي الذي يلتزم الوزن والقافية.

مصادر الدراسة:
1 - الدوريات: عدنان عيسى: كرم فضه يرتقي للعلياء - جريدة الأخبار - عمان 18/12/1985.
2 - دراسة أعدها الباحث محمد المشايخ - عمان 2005.

على أكف الرفض والتعب

أغنّيكم
وأغنيتي بلون الشمس زنجيّهْ
تغذّيها تهاويمُ الرؤى المجروحة الأنظارِ
أغنيتي خرافيّهْ
وعرّافٌ بدرب الوهم يخبرني عن الآتي
غدًا يصحو بك المبهمْ
غدًا يتفجّر المخبوء في عينيكَ
يأتلقُ
غدًا تَنعمْ
وتنهال التباريحُ الضبابيه
وينهالُ الجدارُ الجارح الأشواك
لو تعلمْ
حملت الكفَّ يا عرّافْ
وخطُّ الكفِّ كذابُ
وهذا الجرح لا ينفك يصبغني بلونِ
الدم خضّابُ
يعرّي الحزن يفضحهُ
فأحمله على الطرقات جوّابُ
حزينَ اليوم والأمسِ
أغنّيكمْ
بلا [إيقاع] يُحيي الموتَ في السمّارْ
ويكشف ما يجيء به صدى الأعوامِ
من توقٍ ومن أسرارْ
حزينَ الحرف يا أهلي
أغنّيكم
جريحَ الصوت والكلمهْ
وأعرفُ ما تجود به
سماءُ الحزنِ من نغمَهْ
سدًى نحزنْ
سدًى نبكي على الزمن الذي يرحلْ
سدًى نشتاق للمجهولِ نرقبُهُ
سدًى نرتابُ
أو نأملْ

هذا الصوت الطالع

هذا الصوت الطالعُ
من أردية الليلِ
رمادًا
تنثره الريح الهوجاءْ
هذا الحزنُ المذبوح على أوردة الوطن المنفيّ
صباحَ مساءْ
أكثرُ من وجهٍ ينزلق التاريخ عليهِ،
وتنهمرُ الأشياءْ
أكثر من عاصمةٍ للموتى
أكثر من صحراءْ
من يعرف هذا الصوت الشارد في الطرقاتْ
يتسلّل من خلل اللحظاتْ
نحو فراغِ المدنِ
وأسفار التكوينْ؟!
من يعرف هذا الصوت العاشق حين يغنّي
غير شرايين اللهبِ
وغابات الدَّمِ
وأرصفةِ الرفضِ
وأرض الخوفْ؟!
من يعرف وجعَ الرؤيا
حين تُكَبُّ الراياتُ
وتستلقي في الظلِّ
الشّمسْ؟
من يعرف معنى الصوتْ؟
من يعرف معنى الموتْ؟