كرم الأبنودي

1428-1366هـ 2007-1946م

سيرة الشاعر:

خلف محمود أحمد عبدالوهاب.
ولد في قرية أبنود (محافظة قنا - مصر)، وتوفي فيها.
عاش في مصر.
تلقّى تعليمه بمراحله المختلفة في «قنا»، ثم التحق بكلية التجارة وتخرج فيها.
عمل محاسبًا ببنك التنمية والائتمان الزراعي بقنا، وظلّ يترقى حتى صار مفتشًا أول للشؤون بالبنك نفسه.
كان عضوًا بجمعية أدباء قنا، وكذا بقصر ثقافة قنا.
كان يلقي الشعر في مختلف المناسبات والأنشطة في بلده.

الإنتاج الشعري:
- له عدة ديوان : «الشيء والضد معًا» - الهيئة المصرية العامة للكتاب - دراسة د.كمال نشأت - القاهرة 2006، وله عدة قصائد منشورة في مختلف الدوريات، منها: «أخبار قنا»، و«صوت قنا» وغيرها.

الأعمال الأخرى:
- له عدة أعمال أدبية، منها: «المكشوف والمستتر» 2004، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مخطوطة، نشرت له مقالات في بعض الدوريات والمجلات.
شاعر صاحب تجربة حديثة، يغلفها بعد رومانسي وجداني يسلمه إلى معاناة الحياة وحيرة الأسئلة التي تُخضع تجربته لنوع من التجريب، مستفيدًا من أساليب القصيدة الحديثة ورموزها وتقنياتها المتعددة.
تم تكريم المترجم له من عدة جهات، ومنها: «مؤتمر مصر في الأقاليم» 2006، وقصر ثقافة قنا.

مصادر الدراسة:
- لقاء أجراه الباحث وائل فهمي مع صديق المترجم له الأستاذ محمود مغربي (محرر بجريدة صوت قنا) - قنا (مصر) 2007.

كثير في دمي.. منك

أحبُّك
ليس من سببِ
سوى أنّي
أشاهد فيكِ يا ذاتي
بقايا عمريَ الآتي
وأيامًا مضت مني
وضاعت قبل ما تأتي
فهاتي العمر من بدءٍ
وزيديني على شوقٍ
وإن ضنّتْ حناياكِ
سأصرخ فيك أنْ هاتي
بلا سببِ
أذوب مهاجرًا فيكِ
وأبحر دون بوصلةٍ
وأرسو في مواجيدي
وفي خلجاننا جُبْنا
وفي دمنا
وأشعرُ
أن قلبينا
بلا سببٍ على صلةٍ
أحبك يا
نسيمَ العصرِ
بعد نهاريَ النّاري
وتصحو فيك أشعاري
فأطلقها على سفرٍ
محمّلةً بأخباري
بلا سببِ
تعود إليَّ ثانيةً
يبلّلها النّدى المنسابُ
من أرَقي
من الأنفاس والحُرْقهْ
لطيفًا ليّنًا مرّهْ
وأخرى حارقًا يلوي
سنين القهر والغربهْ
أراكِ في الهوى حلمي
أريدك تحملين اسمي
وعيناكِ
تصارع دائمًا صمتي
فتصرعُهُ
وأمضي عارفًا دربي
ويعلو في الهوا صوتي
أحبك
ليس من سببِ
سوى أني
صحوتُ مبكرّا يومًا
وجدتك فيّ
تناثرتِ
على قلبي
وفي قيعان أوردتي
على سنّي
كثيرًا في دمي منك
وفي الأحشاء و«النّني»
بلا سببِ
أراك على المدى زادي
وأنّا قد تلاقينا
بلا سببٍ وميعادِ
تجاوَزْنا المدى، والشمسْ
تحاور حولنا الأحبابَ بالكلماتْ،
ولكنّا تحاورنا بلمس الهمسْ
وهذا «المسْ»
كأن مشاعري جُنَّت بهذا المسْ
فكيف مشاعري جُنَّتْ؟
وكيف الأُذْن قد صُمّتْ؟
عن الدنيا، بكل حديثها الناعمْ
بكل جمالها الصاحي أو النائمْ
بلا سببِ
أرانا قد تبادلْنا
فيوضًا من مشاعرنا
تبادلْنا أمانينا
بلا ندمِ
بلا حذر
كأنَّ حياتنا تمضي
بلا قدرِ
بلا سببِ
أرانا قد تبدّلنا
فلسنا نحن من كنّا
وأصبح بيننا شيءٌ
يقول «لَوَ اننا كنّا
بلا سبب
أرى التسهيد تحت جفوننا يحيا
ويسكن في وسائدنا
وفوق الفرش يزردنا
ويا عجبا!!
فللتسهيد عند لقائنا طعمٌ
شهيُّ الشوق والرغبهْ
يُهوّن يقظتي الصعبَهْ
فأحياها بلا مللِ
بلا ضجرٍ ولا جَلَبهْ
بكل الحب أحياها
بلا سبب
إذا ما صوتك انسابَ
ودغدغ شَعري الباقي
الذي شابَ
قبِّلْني على مهلٍ
فقبِّلني على جنه
قلّبني وعدّلْني
أراني جَوْرَهُ حينا
وأنصفني
صرختُ بأنك نِصفي
وأني ذلك الفارسْ
بلا صخبٍ ولا حِنّة
فلا بالحِنّة انتصبتْ
ليالي العرس يا
ولا بالضجة «الَهْبَله»
وأروَعُها التي تحبو
تلعلعُ حينما تدنو
وتشبهني
فها أنذا
أحبك
دونما صخبِ
وليس لديَّ من سببِ
سوى أني
أحبكَ

من قصيدة: آيات.. من العهد القديم

ها قد لمحتكِ مرةً أخرى
ما بين أوردتي وبين دمي
ها أنت في هذا الهواء إذا تباطأ
واستقرّ على فمي
ها قد وجدتك بعد طول البحث في
دوران حرف الـ «سّين» ساكنةً
ها قد لمحتك في انكفاء الحرفِ
فوق قصيدةٍ
أهمى مدامعها القلمْ
لم تبكِ دمعًا إنما
تسّاقط الكلمات من أبياتها
ألـمًا تَوَلّدَ من ألمْ
إن الذين يرّوعونك من بياضات المحبّةِ
خائفون من الكفَنْ
لا حظَّ «للبصّاص» إلا نظرةً
مغموسة في الشك شرْنَقَها العفَنْ
كم قد خسرنا العمر حين تشتَّتتْ
تلك العواطف هاجراتٍ فرشَ قلبينا
وكم!!
لا يسعد الملك المتوّج أن يكون بلا أليفٍ
أو جنودٍ أو حَشَمْ
إتلي على أذني من العهد القديمْ
ما قد تلوّثَ من زمنْ
ها أنت في سِفْر السَفَرْ
أُمْدُدُ ذراعك واخترطْ
ذاك التوجّسَ والحذرْ
حارِبْ جنود الكُرْهِ بالسيف الورقْ
واغرسْ بأعينهم نباتات الأرقْ
وأشِرْ إلى مدن الكراهة قل أعوذ بربِّها
فإذا قرأتَ ستحترقْ
واعبثْ بأشلاء الأذى
لا تصطلحْ
أفِرغْ جرابك في السحابات التي
قد أمطرتك بحمضها
واترك تلال المقت في أجوافهم
حجرَيْ رحًى ثم استرحْ
لا تقترحْ
جَمِّعْ حطامك وانطلقْ
واصرخ كما الفرسانِ
غَبِّرْ ساحتي
واربطْ حزام أمانك الواهي
بصلب فراشتي
وفراشتي، رغم التوهّن قادرهْ
ستظل تخترق الأماني
في اصطبار الصابرهْ
وفراشتي، تلك التي ألقت
ظلال الضوء في جسد الظلام فأحدثتْ
بُؤَرًا من الوهج المرصّعِ
غائرهْ
أطلقْ عيونك باحثاتٍ عن شظايا الودِّ
في جسد المنى