محمد البدري

1427-1356هـ 2006-1937م

سيرة الشاعر:

محمد نوري جاسم البدري.
ولد في مدينة بدرة (محافظة واسط)، وتوفي في بغداد.
عاش في العراق.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدينة بدرة بمحافظة واسط (1953)، وأتم دراسته الثانوية في مدارس بغداد (1956)، التحق بعدها بالجامعة المستنصرية وحصل على بكالوريوس التربية وعلم النفس من كلية الآداب (1974).
اشتغل منذ صباه في الصحافة محررًا وناشرًا لأدبه في جريدة التآخي البغدادية (1967) التي ظل بها حتى تولى منصب نائب رئيس تحريرها عند إصدارها الثاني (2003)، كما أشرف على الصفحة الثقافية بها، وترأس تحرير مجلة الأدب الكردي الصادرة عن الاتحاد العام للمؤلفين والكتاب العراقيين (1985 - 1998).
كان نائبًا للأمين العام لاتحاد للمؤلفين والكتاب العراقيين، وتولى رئيس الاتحاد الفرعي لأدباء الكرد في العراق.
شارك في مهرجانات الشعر في المربد (1985)، وتونس (1990)، والأردن (1992)، وسورية (1997)، والاتحاد السوفيتي (1986).
شارك في دورة الشاعر ابن زيدون في مدينة قرطبة (2004)، ومثّل الأدباء الكرد في مهرجان الشبيبة العالمي في برلين (1973).


الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «رذاذ الصدأ» - مجموعة شعرية مشتركة مع علي البياتي - مطبعة الجمهورية - كركوك 1969، و«أجنحة الصمت» - مطبعة الجمهورية - كركوك 1969، و«كلمات من كردستان» - مطبعة شفيق - بغداد 1970، و«أغنية حب لنوروز» - مطبعة الحوادث - بغداد 1979، و«آه كم أحبها» - مجموعة شعرية باللغة الكردية - مطبعة الحوادث - بغداد 1979، و«حين تبكي الأحزان تورق الأزهار» - مجموعة شعرية باللغة الكردية - دار الثقافة والنشر الكردية - بغداد 2005، وله قصائد نشرت في الدوريات العربية في العراق ومصر وفلسطين وليبيا وتونس والأردن وسورية وأمريكا، وله قصائد ترجمت إلى اللغات الإنجليزية والفارسية والسريانية والأذربيجانية.

الأعمال الأخرى:
- ترجم رباعيات بابا طاهر الهمداني من الكردية إلى العربية - مطبعة الجمهورية - كركوك 1969، وترجم كتاب: الأسطورة لنبيلة إبراهيم إلى اللغة الكردية - مطبعة علاء - بغداد 1985.
جمع في الشكل الفني للقصيدة بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة، وتطرق إلى عالمه النفسي وتجاربه التأملية، يكثر من طرح الأسئلة، بني بعض قصائده على المفارقة التي تتأسس على رؤية قاسية لعالم متوحش. عبارته متوترة، أقرب إلى وضوح المعنى دون إغراق في الإبهام.

مصادر الدراسة:
1 - جمال بابان: أعلام كرد العراق - وزارة الثقافة - السليمانية 2006.
2 - صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين - بيت الحكمة - بغداد 2002.
3 - كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969.
4 - منذر الجبوري: شعراء من العراق - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 1989.
5 - الدوريات: جريدة التآخي - 3 من أبريل 2005.

عناوين القصائد:

تساؤلات

كرةً كنتْ
تلهث، تركلك الأقدامُ
ولا تدري
في أيّة ثانيةٍ سترتاحُ
إذا ينحسم التّحقيقْ
كرةً كنتَ
ولا تدري بأن محبيك
لا يشبعونك الرّكل الصادق
إلا في لحظات الضّيق
يقولون لي كسبتَ الرّهانْ
وإنّك طرتَ
وحلّقتَ كما الصّقر يعلو
يجوب الذّرى
يبدّد في التّيه زهو الأمانْ
ولكننّي بعد لأيٍ صحوتُ
وأدركت أنّيَ فيَّ سرابي المهانْ
فلا تاجَ يبهرني زهوهُ
وهذي يديَّ بلا صولجانْ

إشارتان

ظلّي يخاف منّي
ولا أدري لماذا؟
فأنا لست غولاً ولا جنيّاً
لست معتوهًا ولا مخبولا
إذن فلماذا يهرب مني؟
ما الذي يحدث؟
وماذا يتهدّم ويتحطّم؟
أيّ عرشٍ وأيّ كرسيٍّ
إذا ما حاول ظلي هذا
أن يسأل عنّي
أن يستفسر عن فوران أعماقي؟
في تلك الليلة التي أحالوا فيها
عتمةَ الليل الحالكة إلى نهارٍ مضيءٍ
كان ذلك الكلب أكثر منكم رجولةً
لأنكم أنتم
ولا تقولوا لماذا؟
في الأقل لم تتفوّهوا بكلمةٍ واحدةٍ
بينما هو هاجمهم وأعلن عن سخطهِ
بنباحه القويّ
صرخ بي لا بدَّمن المسير
هذه الدنيا مثل باخرة «ماجلاّن»
إنّها عصا موسى
إنّها أرجوحةٌ تجيء وتذهب
حينًا تراها مثل ساعة «بجْ بن»
وحينًا تبدو مثل تسعيرة الشّلغم
ترتجف وتغيب عن الوعي
صرخ بي لا بد من المسير
ومركبك لابد له من مغادرة الهامش
وترك العزلة
كيف يكون ذلك؟
وإلى أين سيتجه؟
إنّها العاصفة وانهيارات الثلج
دوامةٌ لا يعرف سرّها إلا اللّه
أنا أمضي
أحثّ الخطى نحو الآفاق
وقد سئمت منّي السّهول والوديان والجبال
وطائر الحظ يحوم فوق رأسي
فلا هو يلوذ بالهدوء ذات يومٍ
ولا ضياءات المصير بمقدورها التخلّص
من هذه الدوّامة المرعبه

أغنية

كَمْ أحبُّ أن أكون مثل قطرةٍ من دموع الشَّمس
تتعالى صرختي في خفايا كلمة
مثل جمرةٍ في موقدٍ منسيٍّ يتراءى لوني
كم أحبُّ أن تقبِّل شفاهي المحترقة جراحاتي!
أجوبة أعماقي تسكت أسئلتي
وأن تحتضن ابتساماتي موتي
وأن تقوم حركاتي بتدمير هدوئي
آهٍ كم أنا تائق!
قافلةٌ أنا
أتلظَّى شوقًا لطريق أمل
متعطّشٌ لشلالات لحنِ شبابةٍ
صورتي ضائعةٌ
وآفاق حياتي تملؤها الثّقوب
وبحار آلامي عميقةٌ جدًا
كلماتي تطارد قصائدي
أيّامهم تبتلع أمنيّاتنا
لياليهم تبعث العتمة في نهاراتنا
وأسلحتهم المخيفة
تحرث كتابتنا
قهقهاتهم تسحق أشعارنا