فوزي الأسمر

1414-1356هـ 1993-1937م

سيرة الشاعر:

فوزي الأسمر.
ولد في مدينة حيفا (ساحل فلسطين الشمالي).
عاش حياته في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مدينة حيفا، ثم واصل دراسته الجامعية حتى نال درجة الدكتوراه من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل في الصحافة، وأنشأ دارًا للنشر، ورأس تحرير مجلة «هذا العالم».
انخرط في النشاط السياسي اليساري بفلسطين المحتلّة، مما أدّى إلى اعتقاله وسجنه.

الإنتاج الشعري:
- له ديوانان: «أرض الميعاد» - دار الجليل - عكا 1969، و«دامونيات» - مطبعة الحكيم - الناصرة 1971، كما نشرت له صحيفتا «الاتحاد» اليومية، ومجلة «الجديد» اللتان كانتا تصدران في مدينة «حيفا» عددًا من القصائد.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات، ومنها: «ماذا يعني أن تكون عربيّاً إسرائيليّاً؟» - ترجمة نظمي لوقا - دار المعارف - القاهرة 1977. وقد صدرت منه طبعة بالإنجليزية، و«سياسة الأراضي والاستيطان في إسرائيل» - صدر في لندن باللغة الإنجليزية.
بشعره نزعة ثورية؛ فقد كتبه تعبيرًا عن جراح وطنه وعذابات أمته التي استيقن بأن يوم نصرها قادم لا محالة، فيه تلتئم الجراح وتنكسر القيود. يلتقط مفرداته من هتافات الثوّار، ومن صيحات المجاهدين. ينتمي إلى حركة التجديد في الشعر، أو ما يعرف بشعر التفعيلة الذي يتخذ من النظام السطري إطارًا لكتابته، يتميز بجهارة صوته، وقوة عبارته، وحدّة خياله.

مصادر الدراسة:
1 - راضي صدوق: شعراء فلسطين في القرن العشرين - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2000.
2 - شموئيل موريه ومحمود عباس: تراجم وآثار في الأدب العربي في إسرائيل - بيت الكرمة - حيفا 1978.
3 - طلعت سقيرق: دليل كتاب فلسطين - دار الفرقد - دمشق 1998.
4 - عرفان أبوحمد: أعلام في أرض السلام - شركة الأبحاث العلمية والعملية - حيفا 1979.
5 - غسان كنفاني: الآثار الكاملة - مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت 1998.
مراجع للاستزادة:
- محمد شحادة عليان: الجانب الاجتماعي في الشعر الفلسطيني الحديث - دار الفكر - عمّان 1987.

شيء جديد

لا بدّ من يومٍ جديدْ
يومٍ،
تخاف الشمسُ فيه من العبيدْ
والفجرُ يهزأ بالقيودْ
وبالحديدْ،
والطفل يحتضن النشيدْ
ويدوس بالقدمين ثعبانًا حسودْ
ويدقّ صدر الأرض، يقتحم السدودْ
والطفل في أرواحنا شيءٌ جديدْ
في كلّ فجرٍ عندنا يومٌ جديدْ
وعلى كواهلنا حديدْ
سنزيل ذاك الصّلب والحمْلَ العتيدْ
سنزيلُهُ
حتى نعانقَ فجر أمّتنا الجديدْ
ما قيمةُ الإنسان في الديجورِ
في اللّحن العتيقْ؟
في عقر قبرٍ نورُه ليلٌ سحيقْ
في وجه بومٍ،
لحنُها صوت النعيقْ
ما قيمةُ الإنسان إن هجر الحريقْ؟
لا شيءَ بعد الهجر يُكْنَى بالجديدْ
ما قيمة الحبّ الملفَّعِ بالنعيمْ؟
في فجر يومٍ غائمٍ
سَئِمٍ عقيمْ
الحبُّ قد مجّ الغيومَ
وعانقَ الفجر الجديدْ
الحبّ في أرواحنا شيءٌ جديدْ

من قصيدة: المعبد القديم

في معبدي القديمِ، لم أزلْ
ألملم الحروفْ
أذيبها في موقد اللّهبْ
أصوغها نغمْ
أنشودةً من العزاءِ والأملْ
ولحنُها،
من لحن نارنا، وحبِّنا الكبيرْ
من نور قلبنا المنيرْ
من جرحنا
من جرحنا الذي يلوّن العبيرْ
من زند ذاك الأسمر الصّلب الذي يفجّر الصخورْ
من أرضنا الثكلى ومن دمع الربيع على الزهورْ!
في المعبد القديمْ
عيونُ شمعنا تذوب في ضجرْ
دخانُها يفيضُ في غضبْ
ليلثمَ الجدارْ!
ويتركَ الظلام بقعةً من عارنا على جبينِ
سقفهِ القديمْ

أنا عبدٌ

أنا عبدٌ أنا فحمٌ
وقلبي ناصعٌ أبيضْ
وما ذنبي
إذا ربّي براني
هكذا أسودْ
أنا عبدٌ أنا غيمٌ
حضنت البدرَ في صدري
ومن حولي
وشاحٌ أسمر اللونِ
وإن كان السواد يُرَى
فخلف الأسود الأبيضْ
أنا أسودْ
وفعلي ناصعٌ أبيضْ
فلم أقتلْ
ولم أسرقْ
وحظّي دائمًا أسودْ
فمن سجنٍ
ومن قتلٍ
وتعذيبٍ من الأبيضْ
أنا عبدٌ
وقلبي ناصعٌ أبيضْ
أخطّ الشّرّ من جلدي
أخطّ الخير من قلبي
ومن حقي
أقلّب صفحة الفجرِ
أنا عبدٌ أنا حرٌّ سأُلقي العارَ عن ظهري
سأنفي الجُبنَ
من قلقٍ
وعمري سوف أفنيهِ
لأبلغ واحتي الخضراءْ
أنا فحمٌ سأبقى هكذا فحمًا
ستصبح «قارتي» المنجمْ
وشعبي
عاملَ المنجمْ
وشعبي صاحبُ المنجمْ