سلوى الحوماني

1421-1347هـ 2000-1928م

سيرة الشاعر:

سلوى بنت محمد علي الحوماني.
ولدت في مدينة النجف (جنوبي العراق)، وتوفيت في مدينة طرابلس (شمالي لبنان).
عاشت في العراق وسورية ولبنان ومصر، وزارت عددًا من الدول العربية منها: ليبيا والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
تلقت دروسها الأولى في بلدة (حاروف)، ثم استكملتها في مدارس مدينة النبطية.
عملت مدة من حياتها - مذيعة في عدد من محطات الإذاعة والتلفزيون العربية، وكانت تكتب لعدد من الصحف والمجلات العربية والأجنبية.
ارتبط نشاطها الثقافي بدور اجتماعي في الدفاع عن قضايا المرأة والمطالبة بحقوقها مثل حق الانتخاب، ونشرت عددًا من المقالات حول سبل الإصلاح
الاجتماعي ولاسِيَّما إصلاح الأسرة العربية، وراسلت ونشرت في عدد كبير من صحف ومجلات عصرها،وفي كثير من الدول العربية والأجنبية منها: الأخبار والأهرام في مصر، والاثنين وتطوان في المغرب، والعلم العربية في قبرص، والقلم العربي في البرازيل، والنهضة في أستراليا، وغيرها، كما سجلت الإذاعة الليبية بعض أحاديث لها.
كانت عضوًا في رابطة الأدب الحديث بمصر إبان إقامتها بها، وقد استمرت عشر سنوات، كما كتب عنها: عبداللطيف السحرتي، ومحمد عبدالمنعم خفاجي، وعلي شلش، وكامل السوافيري، ولورا الأسيوطي.. وغيرهم.

الإنتاج الشعري:
- لها عدد من القصائد المنشورة في صحف ومجلات عصرها منها: «لبناننا.. يا شمس» - جريدة الخليج - الشارقة 8/6/1982، و«يا ليل الحرب» - صوت المغترب - أستراليا 1984، و«يعربي الأصل ثوري الإباء» - صحيفة الخليج - الشارقة، و«عيد يا لبنان.. عيد يا بطل» - دبي 1985، و«لن أبكي البطل الشهيد» في رثاء جمال عبدالناصر، و«أما ندري»، ولها ديوان بعنوان: «ديوان وطني الكبير» - (مخطوط)، ولها ديوان لم تختر له عنوانًا (مخطوط).

الأعمال الأخرى:
- لها عدة مقالات نشرتها في بعض الصحف والدوريات، ولها عدة مؤلفات منها: كتاب بعنوان: «مطلع الفجر» - القاهرة 1956، وكتاب بعنوان: «زوجك أمانة وأنت صانعة الأجيال» - دار الهادي - بيروت 2003، وكتاب بعنوان: «جمالك الساحر.. ثقافة وذكاء» - دار الهادي - بيروت 2003.
ينتمي شعرها إلى الشكل العمودي، وهي ذات قريحة مشبوبة تهتز سريعًا أمام الأحداث ومخاض الانفعالات الجياشة في صدرها، فجاء شعرها استجابة لكثير من الأحداث والوقائع القومية مثل قصيدتها في ذكرى سلطان باشا الأطرش، وقصيدتها في رثاء الزعيم جمال عبدالناصر، وكذا قصيدتها في تحية أطفال الانتفاضة الفلسطينية، لها قصيدة بعنوان: «يا ليل الحــرب» وهي معارضـــة لداليــة الحصــري (يا ليل الصب)، تمتلك قريحة مطواعة، وسجية مواتية، ومعجمًا وفيرًا وقدرة على نظم القصائد الطوال، وهناك بعض عثرات وبعض الصيغ غير السائغة في العربية، اقتضتها الموسيقى العروضية.

مصادر الدراسة:
1 - علي حسين مزرعاني (إعداد): قضاء النبطية في قرن - لبنان 2002.
2 - ترجمة ذاتية بقلم المترجم لها.
3 - لقاءات بين الباحث ياسين الأيوبي وأفراد من أسرة المترجم لها - بيروت 2003.

هذي الكويت

هذي الكويت وهذه العلياءُ
في رحلة الخلد النديِّ سواءُ
والرايةُ الشمّاء في آفاقها
قد عانقتها القبّة الزرقاء
أبتِ المسير على الطريق ولم تشأ
إلا الصعودَ وقصدُها الجوزاء
إن الكويت لبسمةُ الصبح النديْـ
يِ، وفي الصباح تباهتِ الأضواء
عند «الصباح» مفاخرٌ ومآثرٌ
نطقت بفيض عطائها البيداء
ولكم ضمير الغيب ما زالت به
أعمالُ خيرٍ كلُّها إعطاء
الصبحُ في الدنيا يلوح ويختفي
وتسود فيها الليلة الظلماء
لكنَّ في جوّ الكويت صباحنا
شهدت بنور خلوده العلياء
لا تحسبنَّ المدحَ قصدي، لا، فقد
سجد المديح، إليه والإطراء
ربط الهوى نفسي بأرضٍ زانها
عطْفُ الأمير ويشهد الآباء
حبُّ الأبوَّةِ من أمير كويتنا
هرمٌ لحبٍّ شاده الأبناء
رسم الحنانُ ظلاله في كلِّ رُكـ
ـنٍ في الكويت فولّتِ الأخطاء
وتألَّقتْ سبُل الحياة بنهضةٍ
فازت بوصف جلالها الأبناء
وطني «الكويت» أحبُّ فيك عروبتي
وهل العروبة في الهوى أجزاء؟
ألوان رايتِكَ الجميلة خلَّدتْ
لونَ السلام، بها القوى حمراء
والخضرةُ المعطاء في جنباتها
شهدت بنصر حُماتها الهيجاء
ولكلِّ خصمٍ للكويت مصيره
قد أنذرته الشّارةُ السوداء
بِيَدِ «الصباح» توثَّقت ألوانها
ولنوره في رحْبها إسناء

من قصيدة: براكين الحجارة

طفلُ الحجارة، سيِّد التاريخ عملاقًا ظَهَرْ
لم يذكرِ التاريخ أطفالاً تحارب بالحَجَر
وتثير جيشًا، دولةً، والجيش في البلوى عثر
وتردُّ وحشًا كاسرًا غصب الحمى، فيه استقرّ
صهيونُ يركض حائرًا، حتى بمأزقه انفجر
والرعبُ قد أودى به حتى تدحرجَ في الحفر
عبثتْ به أحجار فتيانٍ تنامت في الضَّرر
خذلته ثورة طفلنا حتى تناهى في الصِّغر
وعزيمةُ الأطفال قد جعلت من الحجر الصَّقر
جعل الجنودَ بضيعةٍ عُمْيَ البصيرة والبصر
يتراكضون لجُبنهم والخوفُ بينهمُ انتشر
حتى تخال كأن واحدَهم هوى ثم انتحر
وتَسعّرَ الثُّوّار والثأر المفجّر بالحجر
وتعالتِ الأحجار مسرعةً لحربٍ لا تذر
والنارُ في أجوافها تنهال موتًا كالقدر
وتظلّ تصرخ أرضُنا أحجاريَ الغضبى سقر
أحجاريَ الغضبى تنوء بصمتنا وبمن غدر
وبلهْوِنا وبنومنا وجرائمٍ لا تُغتفر
أرضي تصيح بغضبة الحجر المفجّر بالضجر
أحجاريَ الحُبلى ضرامًا لا تهادنُ من صبر
حبلى أنا بجمودكم وتثاؤبٍ ممّن كفر
حبلى أنا، وحجارتي الموتُ المكفّن بالكدر

بُحّت الأوتار

بُحَّتِ الأوتارُ يا قلْـ ________________________________________________________________
ـبي وما أغفى الوترْ _______________________________________________________________
قد شدا يدعو الأماني ________________________________________________________________
للّقا عند السحر _______________________________________________________________
وحبيبي في خيالي ________________________________________________________________
في أراجيح القمر _______________________________________________________________
فمتى تهدأُ نفسي ________________________________________________________________
وألاقي المستقَرّ؟ _______________________________________________________________
إنه السرُّ الذي أبـ ________________________________________________________________
ـحث عنه ويفرّ _______________________________________________________________
أصرفُ الأيام في النْـ ________________________________________________________________
ـنجوى وما نلت الوطر _______________________________________________________________
عشتِ يا نفسي حياةً ________________________________________________________________
كلها حَرٌّ وقَرّ _______________________________________________________________
أنا بالآلام يا نفـ ________________________________________________________________
ـسيَ أشقى وأُسَرّ _______________________________________________________________
لِمَ يا قلبي المعنّى ________________________________________________________________
بين صدري لا تقرّ؟ _______________________________________________________________
ها هو العطر يناجيـ ________________________________________________________________
ـكَ شَذاه والقمر _______________________________________________________________