زكي مراد

1400-1346هـ 1979-1927م

سيرة الشاعر:

زكي مراد محمد إبراهيم أحمد آغا.
ولد في قرية إبريم (منطقة النوبة - جنوبي الصعيد بمصر) وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر، بين النوبة والقاهرة، ورحل إلى العراق، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، والسودان، واليمن، وسورية، ولبنان، والأردن، والجزائر، والمغرب، تشيكوسلوفاكيا.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة غيبة (النوبة) وحصل على الشهادة التوجيهية (الثانوية) من مدرسة حلوان1944، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وحصل على الليسانس عام 1949.
اشتغل محاميًا بوزارة الشؤون الاجتماعية (الهيئة العامة للتأمينات)، ثم عمل محاميًا مستقلاً بالقاهرة.
عضو نقابة المحامين، واتحاد المحامين العرب، وجمعية السلام العالمي، كما كان عضوًا بالتنظيم الشيوعي (السري) في مصر، المعروف بـ «حدتو»، وعضو اللجنة العليا للطلبة والعمال عام 1946.

الإنتاج الشعري
- صدر له: «ســرب البلشــون»: ديوان مشترك - دار الثقافة الجديدة - القاهرة (د. ت)، و«نشيد الأناشيد» (قصائد مصرية)، ونشر قصيدتين في مجلة روز اليوسف (المصرية) هما: «عاجل جدًا»، و«رحيل العملاق الأسمر».

الأعمال الأخرى
- له مقالات سياسية من موقف مناهض للاستعمار، وللتسلط، وكتب أيضًا عن الإمبريالية، ومعاهدة ":///://8/"
كامب ديفيد، وغيرها.
شعر تهيمن عليه العقيدة السياسية، فتصنع مسار القصيدة، ويحدد ختامها المبشر المتفائل بقدوم زمن العدل. في قصائده تتراءى صور المكان والطبيعة، وصور الحياة الأسرية، ممتزجة بتطلعه إلى السلام والأمن. يعطي قصيدته نسق الموزون المقفى، ويكتب قصيدة التفعيلة، فيوفق أحيانًا، وينفرط الإيقاع في بعض الأحايين.

مصادر الدراسة
1 - عبدالله شرف: موسوعة شعراء مصر - المطبعة العربية الحديثة - القاهرة 1993.
2 - محيي الدين صالح: دراسات في سرب البلشون - مركز الدراسات النوبية 1997.
: أعلام النوبة - النادي النوبي الثقافي - القاهرة 2000.
3 - نشرة (كتيب): زكي مراد مناضل في خندق الشعب - القاهرة (د.ت).

عناوين القصائد:

لا تفزعي

لا تفزعي!
يا أمُّ لا تتوجّعي
طالت بيَ الأزمانْ
وابتعد المكانْ
لكنما قلبي قريبْ
من قلبك الخصب الحبيبْ
وقلوب كل الأمهاتْ
فلقد أردتُ السلم أخضرَ مزهرا
وأردت خبزَ الناس أبيضَ نيِّرا
وأردت نخلَ قرايَ نخلاً مثمرا
والماءَ يجري حولنا
عذبًا نميرًا خيِّرا
ولقد رأت عيناك يا أمُّ الزهورْ
والزرع ينبت في الكفورْ
وأنا هنا لما أزلْ
أنا هنا
لكنَّ آمالي وحلم شبيبتي
يا أمُّ يدفع أمتي
فلئن ذكرتِ اليوم ليلة مولدي
وحزنتِ أنك منذ عهد طفولتي
لم تشهدي
إلا متاعبَ غُربتي
لا تدمعي يا أمُّ لا تتوجعي
قولي كما عوِّدْتني
ويعود لي ولدي الحبيبْ
إلى ذويــهم ســـالمــــينْ

حنين

البدر والصحراء والكونُ الرحيبْ
والليل يسبحُ في الضياء بلا رقيبْ
يُغري بفطنته الطَّروبْ
قلبي الكئيبْ
ويذيبُ إحساس الغريبْ
في نفسيَ الحَيْرى ويهزأ بالنحيبْ
ويهدهد الأحزانَ بالأمل الرطيبْ!
فأَتيهُ عِبر الذكرياتْ
إلى سنينٍ خالياتْ
أرتاد قريتيَ الصغيرة والتلالْ
وأجوس بين نخيلها فوق الرمالْ
وعلى الظلالْ
ألقى الرجالْ
يتحادثون بلا ملالْ
أو يصنعون من الحبالْ
ما يرفع الماءَ الزلالْ
وبنيَّةٌ سمراء تسعى في اختيالْ
ظمأى إلى الماء الزلالْ
وإلى الدِّلالْ
تشدو بأغنية يرِقُّ لها الرجالْ
ويحبّ قلبي لحنها
ويذوب في أنغامها
ويطول بي هذا المسيرْ
حتى أرى البيتَ الكبيرْ
فيثور في قلبي الصغيرْ
أملٌ نضيرْ!
وتحوطني سُحُبُ الظنونْ
أترى أراها أو أراه؟!
أم لا أراه ولا أراها يا ظنونْ
آهٍ وكم أخشى الظنونْ
وما يخبئه المنونْ
فهنا أبٌ شيخٌ أُحبّ له الحياهْ
وأودّ لو أني أراه
والبِشْرُ يرقص في دمه!
وهنا عجوزٌ أنجبتني للحياهْ
أنا أفتديها بالحياهْ
أترى أراها أو أراه؟!!
الشوقُ يُلْهِبُ أضلعي
فلتُسرعي
يا ساقُ إن الشوق يلهب أضلعي

لنفترق

لنفتَرقْ
لنفترقْ يا بيتَ والدي العزيزْ
يا خمرةَ الصبا
يا سكرةَ الحياة في ربيعها المبكِّر الطليقْ
يالمحةَ الطفولة الجميلة البريقْ
لنفترقْ
قد جئت بعد عشْرةٍ من السنينْ
وحلميَ العزيز لاهثٌ مُخوَّفٌ حزينْ
ترى أراك يا حبيبيَ العجوزْ
أم ينسف الزمانُ في مرارة الوداعْ
حلاوةَ اللقاءْ
لُـحيظةٌ خرساءُ باكيه
لُـحيظةٌ عزيزة المنالْ
تمور بالجلالْ
تمور بالجلال والجمال والصفاءْ
كأنها حوريّةٌ من السماءْ
لنفترقْ
يا بيتَ والدى العزيزْ
يا نيلُ يا نخيلُ يا أصيلْ
يا قريتي الوردية الجميلهْ
يا قِلعيَ الصغير يا فلوكي
يا شمعةً تضيء في جزيرتي
لنفترقْ
يا طاريَ المنغَّم الضلوعْ
يا ناثرَ اللحونِ في الجزيرة الطروبْ
يا باعثَ الإيقاع في حياتنا الشديدة الشحوبْ
يا مغرقَ الهموم في نهيرنا الحبيبْ
لنفترقْ
يا ربوةً تخضرّ في أواخرِ الربيعْ
في قلب نيلنا المترع والوديعْ
وتوقظ الأحلام في القلوب والنجوعْ
لنفترق!
أسناننا تغوص في الشفاهْ
جباهنا تقطّب الغضونْ
عيوننا تفور في الرمال والزروع والنهرْ
وتحضن البيوتَ والدروب والشجرْ
لتستقرَّ في النفوس عالمًا من الفكرْ
أما أنا فجرحيَ الأليم أنني
قد جئت بعد عشرةٍ من السنين أجتني
لحيظةً مريرة اللقاء والوداعْ
قد جئت بعد كل هذه السنين أفترقْ
يا بيتَ والدي العزيزْ
يا سكرةَ الحياة في ربيعها المبكِّر الطليقْ
يالمحةَ الطفولة الجميلة البريقْ
يا ملعبَ الصبا الغريقْ
لنفترقْ
لنفترقْ، والعينُ بعد دامعه
والقلبُ بعدُ واجفٌ
والنفس بعدُ خائفهْ
والصورة الحبيبة الأضواء والظلالْ
تُقطِّر الأشجانَ والدموعْ
لنفترقْ لنفترقْ