رجوة عساف

1423-1366هـ 2003-1946م

سيرة الشاعر:

رجوة العبد عساف.
ولدت في مدينة جنين (الضفة الغربية - فلسطين)، وتوفيت في مدينة العقبة (جنوبي الأردن).
قضت حياتها في فلسطين والأردن.
تلقت دراستها قبل الجامعية في مدارس جنين، ثم قصدت عمان، فالتحقت بالجامعة الأردنية، حتى حصلت على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها عام 1971.
عملت بالتدريس في مدارس عمان، حتى تقاعدت عام 1992.
نشطت بشعرها سياسيًا واجتماعيًا، وإذ تعد من طلائع شعراء جيل النكسة (1967) فقد كانت شديدة الحضور في المجتمع الطلابي إبان دراستها الجامعية.

الإنتاج الشعري:
- لها ديوان مطبوع بعنوان: «الخبز في بلدي» - مكتبة عمان 1969.
شاعرة مجددة، ثائرة في معانيها، طليعية في توجهاتها، كتبت قصيدة التفعيلة وحملتها أوجاع وهموم الإنسان العربي، فتغني للفدائيين والفلاحين، وترسم وجوها من البؤس والألم، يحدوها الأمل في غد أفضل، شعرها مشمول بنوازع إنسانية ووطنية، فالوطن معشوقها، والنضال وسيلتها في استعادته، تخاطبه وتناجيه، في لغة تتسم
بالطزاجة، صورها تتسم بقوة الإيحاء وجمال التكوين وتدفق الإيقاع وتلوينه، مجمل شعرها يمتاز بسلاسة الأداء وتواتر الصور، يذكر بشعراء القصيدة الواقعية في نزوعها
الإنساني والوطني.

مصادر الدراسة:
1 - راضي صدوق: شعراء فلسطين في القرن العشرين - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2000.
2 - عرفان أبو حمد: أعلام من أرض السلام - شركة الأبحاث العلمية والعملية - جامعة حيفا 1979.
3 - محمد حلمي الريشة: معجم شعراء فلسطين - المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي - رام الله 2003.
4 - ببليوغرافيا الشعر النسوي في الأردن - موقع وزارة الثقافة الأردنية - www.calture.gor.ho.

الخبزُ في بلدي

بلوْن الأرضِ
يا أبتي
أرى وجْهَكْ
وأعرفُ أنه للأرض مشدودُ
بلون الأرضِ
يا أبتي
عيونك عندما
تعشوشبُ الأرضُ
ويكسوها أخضرارُ القمحِ
في نيسانْ
وتحلو الأرضُ
في عينيك يا إنسانْ
قويًا
تمسك المنجلْ
تجزُّ سنابلَ القمحِ الموشّاةَ
مشعّثة رؤوس القمحِ
لا ترضى بمرآةِ
مذهّبةٌ وجوهُ القمح
يا أبتاه
وفوق جبينك المكدودِ
ما ألقاه
تجاعيدُ الجبالِ
وقوةُ الأنهارْ
نداءُ الأرضِ
في عينيك
كالإعصارْ
منكّشةٌ
رؤوس القمح
يا أمي
وساعدُك الصُّبورُ
يُعارك القمحا
ويطحنه بصبرٍ
ينهك الطاحونْ
وتخبزه عيون الأمِّ
تحت مجامر الطابونْ
مسلخةٌ وجوه الخبزِ
يا أمي
مجرّحةٌ
بأنهارٍ دموعيّه
يموتُ الخبزُ
قبل وصوله الأفواه
ويقذف حَبَّهُ الزيتونْ
لأنَّ مغارس الزيتونِ
مرويّه
بدمعِ سمائنا
المهتوكةِ العرْضِ
رؤوس القمح
قد مصّت
طفولتها الربيعيه
ودمُّ شبابنا المسفوحُ
تحت متاهة الأرضِ
فكيف يكون خيزُ القمحِ
يا أماه
وكيف نسيرُ
بين يديكَ يا الله
ونحن نلوكُ
خبز القمح من بلدي
وأنهار الدماء
تسيلُ في الـمِعَدِ
وشربُ الدمّ ألفُ حرامْ
ونحن ندين بالإسلام
يا قومي
ولكنّا نجزُّ سنابل الآلامْ
لنأكل خبزها
المعجون بالدمِّ

موال من الشرق لحيفا

جديلتكِ التي
تمتد في عيني
وتجرح عزتي
وتزوغ من كفي
جديلتك التي
تنمو بلا مشطٍ
على وجهٍ
بلا ألوانْ
تمر كلسعة السوطِ
على صدري
على ظهري
وأدخل - حلوتي - بيتي
بلا فلٍّ
على نحري
بلا سرب من الحسونِ
يملا عودتي فرحه
ولا خلخال أزهارٍ
على قدمي
لأني جئت صوب الدارِ
من بوابة الخدم
لأني جئت للدارِ
أذوب بحلة العارِ
وأقدامي مجرحةٌ
بلا خلخالْ
أتيت إليكِ
يا داري
وفي جيبيَ
لا ألقى
سوى الموّالْ
ظللتُ أنقِّل الطرفا
على جنبيكِ
يا دربي
ألملم كل ما في الأرضِ
في عيني
أدلله وأغسلهُ
وأطبق فوقه جفني
ودارت
في مخيلتي
أحاديث الليالي الخضر
تتلوها على سمعي
وتسكبها على أذني