حامد بن محمد فال

1407-1323هـ 1986-1905م

سيرة الشاعر:

حامد بن محمد فال (ببها) بن محمذ بن أحمد بن محمد العاقل الأبهمي الديماني.
ولد في منطقة إگيدي (الترارزة - الجنوب الغربي من موريتانيا)، وفيها توفي، وعاش فيها عمره المديد، لم يجاوز هذه الجهات من موريتانيا.
نشأ في محيط أسري مشغول بالعلم واللغة والشعر والتدريس في المحاضر، فأخذ عنه، واتصل بعلماء آخرين، ومنهم محمد سالم بن أَلُما، وعنه أخذ الطريقة
الشاذلية.
حفظ القرآن الكريم ودرس علوم التجويد والتفسير والحديث والعقيدة والفقه وأصوله، والنحو والمنطق والأدب والبلاغة والتاريخ والسِّيَرْ.
عمل في التدريس المحضري، ثم القضاء بعد وفاة أخيه القاضي محمذْ.
كان ورعًا صاحب تدين ومروءة.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان مخطوط، لدى أسرته - مكتبة أهل العاقل، ابَّيْر التورس، وتوجد منه نسخة أخرى في مكتبة ببها بن التَّاه - نواكشوط، وأورد الباحث محمد المامون بن أحمد مجموعة من أشعاره في بحثه بعنوان: «القاضي حامد بن ببها - حياته وآثاره» - المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية - نواكشوط 1998 (مرقون)، وله مجموعة من المنظومات في موضوعات علمية، وفي التوجيه والإرشاد.
أكثر شعره قطع لا تبلغ حد القصيدة، وكان هذا الميل إلى الإيجاز والاكتفاء باللمحة الشعرية يكاد يكون اتجاهًا سائداً لدى شعراء المنطقة. على أنه جدد في موضوع الشعر، وأدخل في نسقه الفصيح بعض المفردات «الحسانية».

مصادر الدراسة:
- مقابلة أجراها الباحث محمد الحسن ولد محمد المصطفى مع ببها بن التاه - حول المترجم له - نواكشوط 2002.

ذكريات السعادة

إن كان خيراً بذي الدنيا بذي الدَّارِ

نلناه من غيرةٍ شَنْبَا ومزمارِ

ومن رحيقٍ من الكاسات شاربُها

يخالها خَمَرًا من خَمْرِ خمَّار

ومن صحابٍ كرامٍ كلهم أُنُفٌ

لهم شمائلُ ما شِيبت من العار

ومن فتاةٍ إذا ما شِمْتَ مبسمَها

تخاله بَرَدًا أو برق أسحار

ماءُ الملاحة جارٍ في مسائلها

وفي الخُدود وفي لبَّاتها جَار

وثَمَّ ما ثَمَّ مما لستُ أذكره

والدارُ نازحةٌ عن كلِّ أكدار

واليومَ شتَّتَ شملَ الدّارِ مُذْ زمنٍ

صَرْفُ الزَّمانِ بأرواحٍ وأمطار

نساء جميلات

بعصر «الكَادرَاتِ» الشُّمِّ عَرِّجْ

وإلا ضاعَ حَظُّكَ في النِّساءِ

فما منه سوى خَوْدٍ عَروبٍ

حَوَتْ أوصافَ أجناسِ البهاء

حملنَ لوى صميم العزِّ طُرّاً

وقد كُنَّ الحواملَ لِلَّواء

وإن يَكُ قد هجاه اليومَ قومٌ

فقد كان المقدَّمَ في الثناء

وقِدْمًا قد حكى الشُّعراء بيْتًا

عريقاً في البلاغة والذكاء

فمن ألفان تمدحه فماذا

عسى الإثنان تبلغ بالهجاء

نصيحة

أيُّها النفسُ قَلّلي في السَّماعِ

واتَّقِي اللَّهَ قَبْلَ يومِ الوداعِ

إن يومَ الوداع أمرٌ عظيمٌ

فلَداعِ الوداع أعظم داع

إن يوم الوداع ينسيك كلاّ

من حبيبٍ ولذَّةٍ ومتاع

في مجلس الشاي

لذاذةُ الشَّاهِ ليسَتْ نفحةُ الشَّاهِ

طِيبًا لديَّ ولا في طعمه الشَّاهي

ولا بأكلٍ قُبيل الشّاه ذا دَسَمٍ

من الطَّعام ولا باللهو باللاَّهي

لكنْ لذاذته نَدْبٌ أفاكِهُهُ

من كلِّ أروعَ أوّابٍ وأوّاه

مِذْكَارُ ربٍّ مُرَبٍّ للقلوب ولا

تراه باللاهي في شيءٍ عن الله

جوار النبي

قد دَخَلْنا من كل هولٍ فظيعِ

في جوار النبيّ طه الشفيعِ

وجوار العتيق أيضًا دخلنا

ودخلنا جوارَ أهل البقيع

وسألنا بجاههم كلَّ خيرٍ

نرتجيه من المجيب السميع