جورج مسرة

سيرة الشاعر:

جورج بن نقولا مسَرَّة.
ترجح المصادر أن ميلاده بين (1880) و(1885).
ولد في لبنان.
عاش في لبنان وباريس وسان باولو.
تعلّم في مدارس لبنان.
عمل بالتجارة في لبنان، ثم رحل إلى باريس (1908) وأنشأ جريدة باسم «باريس» بالاشتراك، وصدر منها (34 عددًا).
هاجر إلى البرازيل، وهناك أصدر جريدة «الجالية» في بيونس آيرس (1910 - 1913)، وأنشأ مجلة «البرازيل المصورة» في سان باولو (1915 - 1935)، ومجلة المصور (1936 - 1940) بالعربية والبرتغالية.
عمل محررًا في جريدة البوردون الفرنسية في سان باولو وكتب مقالات في دوريات: المناظر، وأبوالهول، وفتى لبنان، والأفكار، والرائد، والرابطة، وكوردوبا، وحرر في القسم العربي بجريدة «نوليا دان مانيان».
كان أحد مؤسسي الجبهة الوطنية السورية.

الإنتاج الشعري:
- لـه قصـائد نشـرتها صحف ومجلات عصره، منها: «مجلة الشرق» - ع13 - س1 - 1928، ع11 - س3 - 1930، ع22 - س3 - 191، و«مجلة السيدات والرجال» - س4 - 1922، وله ديوان بعنوان «ينبوع الدموع» (مخطوط) ويحتوي قصائد ومقالات جميعها في الرثاء.

الأعمال الأخرى:
- يتضمن ديوانه «ينبوع الدموع» تآبين ومراثي شعرية ونثرية، وله مقالات نشرتها صحف ومجلات عصره خاصة التي عمل بها، ومنها مقالة بعنوان «ذكرى الأخ الحبيب الخالد» - مجلة السيدات والرجال - س4 - 1922 (وهي في رثاء فرح أنطون)، وله أبحاث لغوية نشرت في «العصبة» (مجلة العصبة الأندلسية)، وترجم عددًا من الكتب، منها: «أحمد الجزار، منشؤه وأعماله ونوادره في مصر وسوريا» - لمؤلفه إدوارد لوكروي - مطبعة جريدة البرازيل - سان باولو - 1924، و«حياتنا الاجتماعية»، و«المسألة الشرقية» أو التركية، في مئة سنة.
شاعر لغوي، يتنوع شعره بين الاحتفاء بأصدقائه، ورثاء الكتاب والأعلام. قصيدته في الحفاوة بالأديب عقل الجر تحية للأدب والأدباء، ومرثيته في شاعر برازيلي (مجهول) تساؤلات حول الأدباء والمصائر وطبائع الحياة. في شعره اهتمام باللغة وتقيد بالقواميس العربية، مما أبعده أحيانًا عن روح الشعر، وأوقعه في جفاف التعبير كما عبر بعض نقاده.
ذكر توفيق ضعون في كتابه «ذكرى الهجرة» أن فيليب لطف الله أقام للمترجم له حفلاً تكريميًا في بهو الكنيسة الأرثوذكسية.

مصادر الدراسة:
1 - توفيق ضعون: ذكرى الهجرة - سان باولو (البرازيل) 1948.
2 - عبدالله علي مهنا، وعلي نعيم خريس: مشاهير الشعراء والأدباء - دار الكتب العلمية - بيروت 1990.
3 - فيليب دي طرازي: تاريخ الصحافة العربية - المطبعة الأدبية - بيروت 1913.
4 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - الجامعة اللبنانية - بيروت 1983.
5 - الدوريات: يوسف صقر: جورج مسرة ثلث قرن في خدمة الصحافة والأدب في المهجر - مجلة الكفاح العربي - 5 من نوفمبر 1984.

مصادر الدراسة:

ترجح المصادر أن ميلاده بين (1880) و(1885).

نظم الدرّ في عقل الجرّ

كفاني من الدنيا صحابٌ هُمُ الأهلُ

إذا غبت عن أهلي وضاقت بيَ السُّبْلُ

ظللت وحيدًا لا يغرّر بي الهوى

ولا المال يغريني ولا الوِلْدُ والنسل

فقد بتُّ مردودًا تغالبني النوى

فتغلبني دومًا ويُتعبني الحمل

وأمسيت مردودًا بفضل إرادتي

فلم تُغرِ يومًا مهجتي الأعين النُّجْل

فأعَجبَ أمري عارفيَّ جميعهم

وقالوا أما شخصٌ لقلبك يحتلّ

فقلت لهم ما من سبيلٍ لفتحه

وصدري حديديُّ الضلوع ولي «عقل»

به أحتمي من كلِّ طارٍ وطارقٍ

وأستعلم السحر الحلال وما حلّوا

هو الأسد الضاري هو الصّارم الذي

يصرّم آجالاً هو القوس والنبل

هو الكاتب النّحرير ذو الخُلُق الرّضيْ

هو الشاعر الفذّ الذي نَظْمُهُ يحلو

توسّعَ في شعرٍ ونثرٍ وحكمةٍ

وعزّة نفسٍ زانها الفضل والنبل

له طلعةٌ غَرّاءُ يطفح بشرها

ونطقٌ رخيمٌ ما له في الورى مثل

أ«عقلُ» لأنت اليومَ أجمل شاعرٍ

يحيط به الرّيحان والورد والفلّ

وما هذه الأزهار إلا أحبّةٌ

دروا قدرك العالي فهادوك واكتلّوا

ولا عجبٌ في أن يروك مفوّقًا

فقد بات من غير امترا تحتك البُطْل

فلا زلتَ موفورَ السّعادة والهنا

لأنك شهمٌ طبعُكَ الجودُ والبذل

ومن كان خِنذيذًا نظيرك فاضلاً

فلا غَرْوَ أن يهنا به الشعر والفضل

فيا صاحِ غُضَّ الطرف واعذرْ قصورنا

فمهما فعلنا لا يفي حقَّك الفعل

وسلّمْ على أهل الحفيظة في «ريو»

فإنّهُمُ إخواننا الغُرُّ والأهل

أحنُّ إليهم والديار قريبةٌ

ولا يُرتجى من ذيِ النوى أبدًا وصل

فيا حبّذا الأيامُ تجمع شملنا

فيُستحسن المرأى ويُمتدح الشمل

أقلام الكتاب والشعراء

يا فقيدَ العلا عليك بكائي

وشهيدَ النهى إليك رثائي

حلّ فينا هذا المصاب وأصمى

مهجًا من خِلاّنك الأوفياء

كنت تغذو النفوس علمًا وفهمًا

وحُرِمت الغذاء قبل الدواء

وتزور المرضى تُخفّف عنهم

لوعةَ البؤس والأسى والداء

وأصابتك عِلّةٌ فتناءى

رفقاءُ السّرّاء لا الضّرّاء

ملَّكَ المالك البخيل جهارًا

وادّعى دَيْنه أمام القضاء

واستملَّ الطبيب منك عليلاً

كم له من فضلٍ على الفضلاء

هكذا ولّى الصحب عنك ولاذوا

بفرارٍ وذلّةٍ شنعاء

لم تكن في الحياة قطُّ سعيدًا

لا ولم تدرِ ما حياة الهناء

فاجنِ بعد الممات ما كان بُسْرًا

واسترحْ من هذا الضنى والعناء

إنّما السعد والهناء جميعًا

حقُّ من قد قضى حقوق العلاء

فلقد كنت تُجهد الفكر ليلاً

ونهارًا بهمّةٍ قعساء

فاستفاد الجميع منك أمورًا

أصبحوا يذكرونها بالثناء

واغتنوا من نهاك أيَّ اغتناءٍ

وظللتَ الفقيرَ في الغبراء

ذا نصيبُ الأديب في كلِّ عصرٍ

إذ يضحّي بالنفس للقرّاء

فَدُنانا إلى الكريم أساءت

ومضت تُسعد اللئيم المرائي

وتجنّت على الأديب المرجّى

وتآخت ذوي الكلام الهُراء