جبران خليل جبران - عرف في أمريكا باسم: خليل جبران.
ولد في قرية بشرِّي (شمالي لبنان) وتوفي في نيويورك، وأعيد رفاته إلى مسقط رأسه فدفن في دير هناك.
عاش في لبنان والولايات المتحدة وفرنسا.
تلقى في قريته تعليمه المبكر في اللغتين: السريانية والعربية. ثم هاجر إلى أمريكا (1895) برفقة أمه وأخيه وأختيه، فدخل في بوسطن مدرسة خاصة بالغرباء تعلم فيها الإنجليزية، واكتشف موهبته في الرسم، واتصل برائد النهضة الشعرية والفنية «فرد هولند داي» الذي شجعه على الاطلاع والرسم.
عاد إلى لبنان (1898) والتحق بمدرسة الحكمة ببيروت، فدرس اللغتين: العربية والفرنسية، واتصل بالخوري يوسف حداد الذي وجهه إلى قراءة التوراة، وكتاب الأغاني، وديوان المتنبي، وشجعه على نشر كتاباته - كما رافق الشاعر الطبيب سليم حنا الضاهر.
عاد- مرة أخرى- إلى بوسطن (1901) فواجه فواجع عائلية، غير أنها لم تصرفه عن اهتماماته، فأقام معرضه الأول (1904) ونشر كتابه الأول «دمعة وابتسامة» كما التقى بماري هاسكل- أمريكية صاحبة مدرسة - التي أعجبت برسومه فشجعته وأرسلته إلى باريس (1908).
في باريس تعرف على الفن الرمزي ورواده في الرسم والشعر، وقرأ من الآثار الأدبية الإنجليزية والفرنسية ما يغذي فيه هذا الاتجاه (الرمزي) - كما قرأ للفيلسوف الألماني «نيتشه»، كما درس في الأكاديمي جولبان، وفي معهد الفنون الجميلة.
عاد من باريس (1911) ليمر ببوسطن ويستقر في نيويورك حتى وفاته، وفي هذه المرحلة انصرف إلى الرسم والكتابة باللغة الإنجليزية، فلمع اسمه في محافل الأدب الأمريكي، ونشرت المجلات الفنية رسومه، سواء في ذلك المجلات الأمريكية، والعربية (المهجرية) ومجلات لبنان ومصر.
اطردت مشاركاته بلوحاته في المعارض ونال شهرة عظيمة، كما تتابعت كتبه التي نشط في إنتاجها، وترجم بعضها إلى العربية.
كانت له مشاركة في الأنشطة السياسية والنقابية: فأسس حزبًا (مع أيوب نابت وشكري غانم) لمقاومة تركيا. وفي نادي الحلقة الذهبية ببوسطن ألقى خطبًا تدعو إلى مساعدة العرب على الاستقلال عن تركيا. وقد اختير «عميدًا» للرابطة القلمية التي أسسها أدباء المهجر في نيويورك عام 1920.
نال ميدالية فضية على لوحة «الخريف» في معرض الربيع بباريس 1910.
حظي كتابه «النبي» بشهرة عالمية، وترجم إلى عدة لغات، وقرئ في المحافل وحتى الكنائس، وأكسب صاحبه اسمًا مدويًا.
كانت له مراسلات مع الأديبة «مي زيادة» وقد نشرت رسائله إليها، أما رسائلها إليه فلا تزال مجهولة المصير.
الإنتاج الشعري:
- له مطولة بعنوان: «المواكب»، نشرت عام 1919 - وقد نحا فيها منحى رمزيًا، وله أربع عشرة منظومة، أقرب إلى نسق الموشحة أو الأرجوزة، منها مقطوعتان نشرتا في تضاعيف كتبه.
الأعمال الأخرى:
- له مؤلفات بالعربية، تعد- بالتصنيف النمطي- نثرية، أو من النثر الشعري، ولكن سعة خياله وعمق فكره وما تحقق من إيقاعات الروح في هذه الكتابة تجعلها عماد شعريته قبل تلك القصائد المشار إليها سابقًا، وهي : الموسيقى: نبذة في الموسيقى: المهاجر - نيويورك 1905، عرائس المروج: المهاجر- نيويورك 1906 ، الأرواح المتمردة: المهاجر- نيويورك 1908، الأجنحة المتكسرة: مرآة العرب - نيويورك 1912، دمعة وابتسامة: أطلس- نيويورك 1914، العواصف: دار الهلال - القاهرة 1920، البدائع والطرائف: مكتبة الغرب - القاهرة 1923، و له من المؤلفات بالإنجليزية، وقد نقلت إلى العربية: المجنون: 1918، السابق: 1920، النبي: 1923، رمل وزبد 1927، يسوع ابن الإنسان: 1928، آلهة الأرض: 1931، التائه: 1932، حديقة النبي 1933، إلعازار (حققها وقدم لها ابن عمه وزوجته) - نيويورك 1973.
قد يصدق قدر من عبارة ترى أن جبران كان شاعرًا في نثره لا في نظمه، ولكن مفهوم الشعر كان يتطور في ظلال المذهب الرمزي الذي آثره جبران واستجابت له موهبته، من ثم كانت نظرتنا إلى جميع ما كتبه على أنه «شعر» يجمع بين القدرة التصويرية، وسعة الخيال، وعمق الفكر. إنه شاعر متصوف متأمل، بقدر ما هو شاعر رسام استبطاني، تظل الطبيعة العذراء محرابه وإلهامه وهدفه الأسمى في عشق الحرية، وتقيم- داخل نفسه- مصالحة بين الخيال والفلسفة. لقد تأثر جبران- بدرجة واضحة- بفنون الغرب: شعرًا ورسمًا، كما ترك أثرًا واضحًا في حركة الشعر العربي، الذي أفاد من الشعر المهجري في جملته، أما خلاصة حياته مع الشعر فنجدها في تأكيد أهمية الثقافة للشاعر، فقد كان عالما بالموسيقى شغوفًا، وكان رسامًا، وفيلسوفًا.. ولم يعتزل المجتمع الذي هاجر منه، ولا المجتمع الذي هاجر إليه.
مصادر الدراسة:
1- إحسان عباس ومحمد يوسف نجم: الشعر العربي في المهجر - دار صادر- بيروت 1957 .
2- أنطون غطاس كرم: محاضرات عن جبران خليل جبران- معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة 1964 .
3 - توفيق صايغ: أضواء جديدة على جبران - منشورات الدار الشرقية - بيروت 1966.
4- جبران خليل جبران: المجموعة الكاملة- قدم لها ميخائيل نعيمة - دار صادر، ودار بيروت 1961.
: المجموعة الكاملة المعربة عن الإنجليزية - دار صادر، دار بيروت 1964.
5 - روز غريّب: جبران في آثاره الكتابية - دار الكشاف - بيروت 1969.
6- سهيل بديع بشروئي: شاعر وبلاده، جبران ولبنان - دار الثقافة - بيروت 1967 .
7- ميخائىل نعيمه: جبران خليل جبران- دار صادر، دار بيروت - بيروت 1960.