تيسير سبول

1393-1358هـ 1973-1939م

سيرة الشاعر:

تيسير رزق عبدالرحمن سبول.
ولد في مدين الطفيلة (غربي الأردن) وتوفي في العاصمة: عَمّان.
قضى زمنه القصير في الأردن، وسورية للدراسة، والسعودية للعمل.
تلقى تعليمه المبكر في الطفيلة، وأنهى المرحلة الثانوية في كلية الحسين (في عمان) ثم نال منحة للدراسة بالجامعة الأمريكية (بيروت) ولكنه تركها ليدرس الحقوق في جامعة دمشق.
عمل موظفًا في دائرة ضريبة الدخل، ثم اشتغل بالمحاماة، ثم موظفاً في مؤسسة الطيران الأردنية، ثم في مصرف جدة (السعودية)، ليعود إلى العمل بالإذاعة
الأردنية.
فازت روايته (أنت منذ اليوم) مناصفة بجائزة جريدة النهار، وهناك جائزة للرواية باسمه تمنحها رابطة الكتاب الأردنيين.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «أحزان صحراوية»- المكتبة العصرية، بيروت 1967 ، كما نشرت قصائده في مجلة الثقافة (دمشق) وفي الآداب، والأديب (بيروت).

الأعمال الأخرى:
رواية بعنوان: أنت منذ اليوم- دار النهار، بيروت 1968 ، صدرت أعماله الكاملة بعد رحيله: ط 1- دار ابن رشد، بيروت 1980 (ط 2- دار أزمنة، عمان 1998 ).
اتجه فنه الشعري إلى قصيدة التفعيلة، وهذا أحد مظاهر نزوعه إلى التجريب، كما كان كثير الحديث عن الموت في شعره، وهذا أحد مظاهر ميله إلى الانسحاب
وشعوره بالاغتراب. لقد طرح أسئلة كثيرة،وحاول أن يفهم لغز الوجود وموقع الإنسان في الحياة، ولكنه اصطدم بما عجز عن فهمه، فكانت نهاية حياته بيده (منتحرًا)، وترك
قصيدة «بلا عنوان» التي جسد فيها شعوره بالعجز عن فهم الحياة ومن ثم الاستمرار فيها.

مصادر الدراسة:
1- راضي صدوق: ديوان الشعر العربي في القرن العشرين- دار كرمة- روما 1994 .
2- سمر روحي الفيصل: معجم الروائيين العرب- جروس برس- طرابلس، (لبنان) 1995 .
3- محمد عبدالرحيم عطيات: الحركة الشعرية في الأردن- منشورات لجنة تاريخ الأردن- عمان 1999 .

أشباح الرجال

كان إحساساً عميقاً لا يسمّى
مبهماً يبعثُ فينا
غبطةً نشوى وأَمْنا
دافئاً يحبو على الأعصابِ
يغفو مطمئنّا
تذكرينْ؟
زائرٌ من غير ميعادٍ أتانا
لم يكن يحمل في الكفّينِ
تبرًا أو جُمانا
يحمل النمنمة السكرى
يَدُعُّ الأكبدَ الظمأى حنانا
تذكرينْ؟
مسَحَ الأحزانَ عنَّا
ثم ضاع اليومَ منا
ضاع منا
حين غشَّى أفقَنا غيمُ ارتيابْ
وتلعثمتِ بذعرٍ واضطرابْ
أعتمتْ عيناكِ من كلِّ بريقْ
وتبدَّتْ صورُ الماضي العتيقْ
تتلوى خلف أهدابكِ
أشباحُ الرجالْ
وأنا أصرخ- تكذيباً لعينيَّ- مُحالْ
لحظةٌ مضنيةُ الصمتِ
هوى نجمي- تلاشى لزوالْ
والمروجُ الخضرُ بالأمس تعرّتْ
واستحالت ليبابْ
فإذا صدركِ أخوَى من خرابْ
وإذا أنتِ
كقبرٍ متداعٍ تحت أطباق التُّرابْ

أحزان صحراوية

العتابا
جرّحت باللَّوم ليلَ الرافِدينْ
حملَتْ في الليل أشواقَ العذارى
صبواتٍ تتلوّى
تُترِعُ الليلَ عذابا
من متاهات الصحارى
قادمٌ هذا الصدى
أيُّ أصقاعٍ طواها
متعباً جاز المدى
وكَبَا
عند أعتاب السهارى
صَمَتَ السُّمارُ، أصخوا
لصدًى يغوي حنيناً
وادِّكارا
يا لهاتيك البُنيَّهْ
طفلةً كانت حييَّه
كَبُرتْ، يا مقلتي
فارت رِغابا
بوغتت بالحبِّ، لم تدرِ
تشهَّتْ
وانثنتْ حيرى
تشكَّتْ
قسوةَ الأهلِ وجورَ الوالدينْ
وتغنَّتْ بالعتابا
والعتابا
حينما طافت بنا
جرَّحتنا
جرَّحت من قبلُ ليل الرافِدينْ

مرحبا

رغم أن الحبَّ ماتْ
رغم أن الذكرياتْ
لم تعد شيئاً ثمينا
ما الذي نخسر إن نحن التقينا؟
ابتسمنا وانحنينا
وهمسنا مرحبا
ومضينا
ليس يُدرَى ما الذي نضمرهُ
في خافقينا
مرحباً كاذبةً نُسكتُ فيها الناسَ
حتى لا يقالْ
«آهِ يا عيني على الأحبابِ
عشَّاقِ الخيالْ»
وحدنا نعلم أنَّا
افترقنا
وانتهى ما كان من حبٍّ قديم
يومَ قلناها معًا
«حبُّنا كان خرافه»
نحن كفنَّاه بالصَّمتِ
ضنَنَّا أن نُريقَ الأدمعا
وافترقنا
غير أن الآخرينْ
أعينٌ مفتوحةٌ دوماً علينا
فدعينا
نمنُع الألسنَ
أن تمضغنا،
وإذا نحن التقينا
ابتسمنا وانحنينا وهمسنا مرحبا